أخبار عاجلة
الرئيسية / معارف / ذكريات هادفة / حتى التمر و التين

حتى التمر و التين

حتى التمر و التين!
*ماذا يقال لمن هو فقير و محتاج يقصد رجلاً ثريّاً في أقصى نقاط العالم، لو يطلب منه ميليون ديناراً سيُعطيه من دون تريُّث، ولكن المسكين لا يعرف مقدار ثروته فيطلب منه نصفَ دينار فقط ! ثمّ يرجع إلى أهله فرحاً مسروراً .
*وماذا يقال لذلك الرجل الثري ؟ أليس هو غريبٌ بين أحبّته.
هل نعرف مدى سعة فضل الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا عليه السلام ومدى لطفه وكرمه!
ورد في الصلوات الخاصة به (حجتك على من فوق الأرض ومن تحت الثرى) فرزقُ جميع الخلق مادياً و معنوياً؛ بما فيهم عيسى بن مريم و العبد الصالح خضر عليهما السلام، ناهيك عن الملائكة المقرّبين و الملائكة الموكلين، كلُّه بِيَدِ الإمام عليه السلام!
فماذا عساك أن تطلب من الإمام (غريب الغرباء)؟
*عزيزي:
فكّر مَلياً لعلك تُدرك حاجتك الرئيسة فتقصد خراسان لتُحقِّقها ؟
وأتمنّى أن لا تكون كأخوة يوسف حيث قالوا (.. يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)(يوسف/٨٨). فهم لم يطلبوا منه إلا الحنطة و الشعير!
الإمام الرضا عليه السلام سوف يلبّي حاجتك صغيرة كان أم كبيرة، ولكن كم من المخجل أن يكون هكذا مبلغُنا من العلم .
إلتقيت في هذا اليوم الساعة السادسة صباحاً ، بأحدِ أصدقائي من خدّام الحرم الرضوي و لقبه (كاظمي) وبالتحديد عند الباب الذي ينفتح على الضريح المقدس من جهة الرجل، فتبادلنا الحديث معاً، وكان الكلام حول الفضائل الرضوية ثمّ تطرقنا إلى تعلّق أصحاب الديانات خاصة المسيحيين إلى الحرم الرضوي ونقل لي قصصهم هنا في الحرم الرضوي وكلّها كرامات عظيمة، إلى وصلنا إلى الكرامات البسيطة جداً فقال:
هذا اليوم صباحاً الساعة الثالثة والنصف كنت متوجهاً إلى غرفة الخدّام فوصلت إلى باب (صحن الإنقلاب) فرأيت امرأة عجوز فأخرجتُ من جيبي (تمرةً واحد و حبّةَ تين مجفف) فأعطيتها!
تفاجَأتْ وبَكتْ! قلت لم تبكين؟
قالت: أحببت أن أبقى هنا إلى وقت صلاة الفجر فأصلى في الحرم جماعةً ولكن حصل لي الهبوط في السُكَّر فنويت الخروج ،فقلت ( في قلبي ) يا علي بن موسى أريد حبّة تمر أو تين ، فمجرّد ما انتهى كلامي، أنت أخرجتَ من جيبك هذه التمرة و هذه التينة!!
هو يقول: ثمّ وصلت إلى جنب الضريح فأخرجت مسباحاً و أعطيتُه لشابٍّ يبكى! ثم نقلتُ له قصةّ المرأة العجوز.
وقلت: إلهي بحق الرضا سكِّن قلب هذا الشباب .
هو أيضاً تفاجأ! قلت لم أنت مستغرب؟ قال: في هذه اللحظة أنا قلت للإمام عليه السلام : إذا كانت زيارتي مقبولة وأنت راضٍ عنّي أريد منك هديّةَ رضوية ، وأريد تسكين قلبي الكئيب .
يا الله ماذا نشاهد هنا؟
بالمناسبة تذكّرت قصّة رجلٍ مؤمن أخذ زوجته و أخاه غير المعتقد بالإمام (وهو خادم الإمام فعلا!) أخذهم بسيّارته إلى مشهد، وفي الطريق (وكان بعد منتصف الليل) رغبت زوجتُه وهي حامل في نوع من الطعام الإيراني يسمّى (فِسنجان) فقال لها زوجها من أين أحصل على هذا الطعام في هذا الوقت المتأخّر!
فإذا هو يشاهد رجلاً واقفاً على حافة الشارع ولديه قطعة ورق مكتوب عليه رقم سيارتنا!! يا ربّ ماذا أرى! فأوقَفَنا و قال تفضلّوا إلى بيتنا و (فسنجان) جاهز !
ماذا تقول أيها الرجل ؟ ومن أين عرفت ذلك؟
قال: قبل ساعة كنت نائما جائني الإمام الرضا عليه السلام في المنام وقال لي: أيقظ زوجتك الآن وقل لها تُجهّز (فسنجان) فوراً، إنّ زواري في الطريق، فقلت له سيدّي و مولاي كيف أعرف سيارتهم؟ قال عليه السلام: خُذ رقم السيارة !!! يا رب … يارب .
هنا انقلب أخوه فصار يعشق الإمام حتّى أصبح من الخدّام المخلصين .
أقول: هذه أمور بسيطة ماديّة، ولو أبيّن لك عزيزي الجوانب المعنوية و العلوم اللدنية المستفادة منه عليه السلام لاتهمتني بالإفراط والغلو … نتمنّى يوماً يتحقق النصر بظهر ولي العصر المهدي المنتظر أرواحنا فداه.
مشهد المقدّسة
الأحد ۲٤ ربيع الثاني ١٤٤١
إبراهيم الأنصاري

عن حجت‌الاسلام ابراهیم الانصاری

شاهد أيضاً

نور وجه الله

و بنور وجهك! الذي أضاء له كلّ شيء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *