أخبار عاجلة

نور وجه الله

مجرد الإنتهاء من زيارة الإمام الرضا عليه السلام جلست في جانب من الحرم الرضوي فالتقيت بالصدفة مع أحد العلماء الولائيين وهو صديقي، تعرفت عليه هنا في مشهد.

 دار بيننا حديث طويل حول فضائل الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وانجرّ البحث إلى زواج سيد الأولين و الآخرين من سيّدة نساء العالمين وأنّه لم يكن مرّة واحدة في الأرض فقط  بل تحقّق هذا مرّات وكرّات في العوالم المختلفة قبل الخلق، وفي الجنّة، و العوالم الأخرى.

 ثمّ انضمّ إلينا عالم آخر وهو من الذين يجيبون على أسئلة الزوار في الحرم المطهّر وتخصّصه التفسير، فبينا كنّا نتحدّث فإذا بسيد نوراني مرّ إلى جنبنا وذهب للزيارة ، زار باختصار وخرج ! قلت لأصدقائي هل تعلمون ماذا يفغل هذا؟

من بعد صلاة العشاء إلى هذه اللحظة هو في حال المشيء يدخل، و يزور، و يخرج ، وهكذا!

هنا تذكّرت توصية أحد كبار مراجع النجف الأشرف لنا في السبعينات ، كان يقول :

 إذا زرت الإمام وأكملت ، إرجع مرة أخرى إليه ويا حبذا لو قرأت إذن الدخول لهذه المرّة أيضاً ثم زر الإمام ولو (السلام عليك يابن رسول الله ) لتُحسب زيارة مستقلة!

 وعلى هذا فيمكن للإنسان أن يزور الإمام عليه السلام في اليوم أكثر من عشرين مرّة! يا لها من نعمّة عظيمة نحن غفلنا عنها.

ثمّ:

خرجتُ من الباب المطلّ بمسجد كوهر شاد الذي يَمسح الإمام عليه السلام على رؤوس زائريه نقلا عن بعض العرفاء الذين رأى الإمام  عليه السلام في المنام ، فإذا بهذا السيد واقف هناك فقلت له : سيدنا إلى متى تبقى في الحرم؟ قال أنا موجود.

وقفت إلى جنبه ودارت بيننا أحاديث ولائية متفرّقة، ثمّ قال لي:

وإن كانت الليلة الجمعة ويكره قراءة الشعر ولكن إنّ من الشعر لحكمة !

قرأ لي أبيات في فضل الإمام عليه السلام في غاية الجمال و المتانة و الروعة، وقال فيما قال:

إنّ الإمام لا يلاحظ من زاره غنيّاً كان أم متسولا فقيراً، بل هو يراهم جميعاً في مستوى واحد مادام هم زوّاره ، فربّ فقير ينقلب غنيا ذا عطاء وسيع.

هذه كانت فرصة لأن أعلق على كلام هذا السيد النوراني فقلت :

نحن باستمرار نقرأ هذا الدعاء : (يا من يملك حوائج السائلين و يعلم ضمير الصامتين لكل مسألة منك سمع‏ حاضر و جواب عتيد)

مصباح المتهجد ج1 ص 229

وأيضاً قد ورد أيضاً (يا من لا تغلطه المسائل يا من لا يشغله شي‏ء عن شي‏ء و لا سمع عن سمع و لا بصر عن بصر و لا يبرمه إلحاح‏ الملحين‏) الكافي ج 2 ص 594

وكذلك ( يا من لا تشتبه عليه الأصوات، و لا تغلبه كثرة الحاجات، و لا يبرمه إلحاح‏ الملحين‏. صل على محمد و آل محمد. ثم سل حاجتك

قرب الإسناد ص:7

يا ترى أين هي تجلّيات هذه الصفة الإلهيّة في عالم التكوين وما هي مظاهرها؟

أقول: هم أهل البيت عليهم السلام فنعم ما أنشد هذا الشاعر .

ثمّ عرجت إلى دعاء كميل حيث ورد فيه: (بوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء ) فأين هذا الوجه الإلهّي؟

نقرأ في دعاء أبي حمزة :

(يا قديم الإحسان أين‏ سترك الجميل أين‏ عفوك الجليل أين فرجك القريب أين غياثك السريع أين رحمتك الواسعة أين عطاياك الفاضلة أين مواهبك الهنيئة أين صنائعك السنية أين فضلك العظيم أين منك الجسيم أين إحسانك القديم أين كرمك‏ يا كريم به‏)

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ؛ ج‏2 ؛ ص585

فإذن لنا أن نسأل أين وجهك يا ربّ ؟

الجواب : أهل البيت عليهم السلام وفي عصرنا الإمام المهدي روحي فداه، في دعاء الندبة:

 (أين‏ وجه‏ الله‏ الذي إليه تتوجه الأولياء، أين السبب المتصل بين الأرض و السماء)

ولكن يبقى سؤال أهم و هو :

بما أنّ المقصود من وجه الله أهل البيت عليهم السلام فماذا يعني (و بنور وجهك! الذي أضاء له كلّ شيء) فأين هو هذا النور الذي هو غير رسول الله و الأئمّة عليهم السلام .

لا يكون هذا النور إلا حقيقة بنت رسول الله فاطمة الزهراء عليها السلام ، فهي نور ملكوتي مخيّم على كلّ شيء .

إبراهيم الأنصاري

مشهد المقدّسة

28 جمادى الأولى 1441

عن حجت‌الاسلام ابراهیم الانصاری

شاهد أيضاً

حتى التمر و التين

فَلَمّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزيزُ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْکَيْلَ وَ تَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقينَ..يوسف/٨٨)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *