أخبار عاجلة
الرئيسية / معارف / 40 سنة من الإضاءة و الانوار / 40 سنة من الإضاءة و الانوار

40 سنة من الإضاءة و الانوار

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمينَ

40 سنة من الإضاءة و الانوار

في عتبة الذكرى السنوية للثورة الاسلامية، فإنَّه في كل سنة تطرح بعض البحوث والتساؤلات، بعضها صحيحة و بعضها الآخر غيرصحيحة، مثلا مقارنة الثورة الشعبية الايرانية مع بقية الثورات! حيث أنَّه يمكن تقييم وقياس مقولتين من جنس واحد! ولكن لايمكن قياس شيئين مختلفين مطلقا مثل الحديد وغزل البنات! لأنهما يختلفان کثيراً جداً في الجنس و الصفات و استعمالهما! بالطبع يمکن قیاس مكاسب و نتائج الثورات، ولكن لا يمكن مقايسة الثورة التي لها ميول رأسمالية وغيرموحدة و مشركة أو اشتراكية بالثورة الموحدة و القرآنية .

اليوم خاصة بوجود الاجواء المجازية والسرعة في نقل المعلومات، يمكن بسهولة تقييم و قياس الثورات و مكاسبها و النتائج التي وصلت اليها بصورة منصفة مثلاً:

– ثورة عام ۱۷۸۹م الفرنسية التي اشتهرت اليوم بالانتقام الفرنسي الكبير: و نتيجة هذه الثورة في يومنا هذا يرى الناس في العالم كيف يتعاملون مع اصحاب الستر الصفراء – براحة في وسط شوارع باريس مثل شانزه لیزه – غير المسلحين و من غيردفاع يُدمونهم و يسجنونهم، لذا فاننا ندرك بأن شعارات الحرية و المساوات و الأخوة و الديمقراطية الغربية هي كذلك مثل الثقافة التهاجمية و الاستعمارية.

– نتائج ثورة 1776م الامريكية المنحازة الى حقوق الانسان يرى شعوب العالم اليوم سفالة الحكومة الامريكية و كيف تتعامل بخشونة في تشكيل الشبكات الجاسوسية و جماعات الاغتيال في العالم مثل جماعة داعش المتوحشين و سفاکي الدماءفي حال أن امريكا اكثر الدول في العالم مدينة اي مقروضة وعدد السجناء فيها اكثر من أي دولة أخرى! و حسب إحصائيات حكومة امریکا فإنها يوماً بعد يومٍ تزداد فيها البطالة و الفقر و الاشخاص الذين ينامون على المقوى اي صفائح الكارتون! و من هنا يمكن القول بأن النظام الرأسمالي لم يتسبب في الامن و رفاهية الناس! مع انهم يبادرون في الحصول على الدولارات الملطخة بالدماء من أصحاب الراسمالية  المحتالين الذين لا يرحمون الناس. ان امريكا التي اتبعت في سياستها الحد الاعلى من الضغط و التصعيد على ایران هكذا اصبحت مسكينة حيث أنَّها تاخذ اخبارها من أحد المذيعين الوثائقيين الامريكيين المتعاونين مع وسائل الاعلام الايرانية مثل السيّدة (مرضية هاشمي)التي لا تستطيع أن تؤدّي الاخبار حقها، و كل ذلك يُوضّح لنا حقيقة كبيرة واحدة ألا و هي انهيار آخر الصور الكاذبة و اتضاح الحقيقة المزيفة لآخر سلطة و قدرة القرن التي تدعي بأنها حامية الحرية و حقوق الانسان.

قد سمع الجميع خاتمة الثورة الاشتراكية الروسية عام 1917– في نفس و ذات الكارثة و الخسران الاقتصادي والسياسي – بواسطة الناس المنخدعين من قبل الشعارات الخالية التي اعتمدوا عليها فإنهم بسهولة و تنفّر قد انسلوا من تحتها. قبل قیاس و مقارنة ثورة الاربعين سنة للشعب الايراني يجب الانتباه و الالتفات كثيرا إلى ملاحظات مهمة! و هي إن هذه الثورة اذا كانت إلهيَّة إذن من البداية يجب التفكير بانّ برنامج خالق الكون منذ خلق آدم عليه السلام وبني آدم ما هي الحكمة منها؟

و هل ان ثورة الشعب الايراني قد جاءت في ذلك الامتداد وهل هي مستمرة في ذلك لحد الآن؟

حقيقة ان هذه الخلقة الموجودة باسم (آدم) ماذا كانت؟ في أي اطار يجب أن تنمو؟ و ما يجب أن يكون برنامجها؟

هل قرأتم لحد الآن کتاباً و مقالةً وثائقية و معقولة و منطقية في هذا المجال؟

من أجل أن تجعلوا حياتكم و برامجكم في هذا الإطار؟ ماذا كان الهدف و البرنامج المصيري لذلك؟

هل كنتم موفقين في هذا الأمر؟ من أجل الجواب عن أحد أكبر الاسئلة البشرية، يجب أن لا يكتفي بفكره وعقله و يقول: في اعتقادي…!! لماذا؟

لأنه لا يوجد واحد منا قد خلق نفسه! و لكنّه مخلوق صغير و ضعيف في عالم الوجود! و بعد فترة قصيرة جداً بعد الولادة سنموت و سيبقى الجسم المادي والجسم الدخاني في العالم المادي الذي نحن فيه و يصبح تراباً، و لكن روحنا سوف تستمر في حركتها و حياتها الطويلة في عالم البرزخ والعوالم التي تليه و بعد المحاسبة في يوم القيامة سوف نؤخذ الى الجنة او لا سامح الله يأخذونا الى جهنم التي صنعناها نحن بانفسنا!

لذا في اعتقادي يجب أن نرى و نفهم، أي برنامج يريده لنا الخالق و ما هوهدفه الذي يستحسنه لنا! حيث أنه قد ذکّرنا ونبهنا وأنذرنا ايضاً بواسطة عباده المنتخبين والصالحين من الانبياء و الرسل في الكتب السماوية إن ربَّ العالمين في آخر كتبه السماوية اي القرآن الكريم الذي يعتبر تصديقاً للكتب السماوية السابقة و الخالق هو الذي حفظه لكي لا يدخله أيّ خلل حيث قال الله تعالى: «إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ» الحِجر آية 9 و قال عزّوجل: « وَ هذا کِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَکٌ مُصَدِّقُ الَّذي بَيْنَ يَدَيْهِ..» الانعام آیة ۹۲.

إن الهدف والبرنامج الانساني يُذکَر بهذه الصورة، مادمنا على ذلك المنوال الا و هو  السير في الطريق الالهي لا النفسي والتخيلي! يرجي هنا الانتباه للآية 257 من سورة البقرة إذ يقول جلّ و علا: «اللّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ…».

هذا جاء شاهداً على أول سورة ابراهيم (عليه السلام) « بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ،الر کِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْکَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلي صِراطِ الْعَزيزِ الْحَميدِ». کذلك بشهادة و تصديق نفس الآية فإنّ واجب سیدنا رسول الله صلى الله عليه واله و سلم أيضاً في امتداد هذا العمل الإلهي بامر الله اللطيف الحكيم و ليس فقط إخراج المؤمنين من الظلمات الى النور بل اخراج الناس جميعاً إيضاً.

هنا يطلق سؤال واحد ذات هدف؛ و هو هل فكرتم لحد الآن في الآية رقم 56 من سورة الاحزاب؟ وهي: « إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْليمًا»، لماذا إن الله القادر و الحنان يرغّب المؤمنين أن يصلوا دائما على نبيه المنتخب؟ هل إنّ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بحاجة إلى صلاتنا اي سلامنا؟ أي فائدة تحصل من صلاتنا عليه له أو لنا؟

إن جواب هذا السؤال المهم جداً نحصل عليه من الآية 43 من سورة الأحزاب: «هُوَ الَّذي يُصَلّي عَلَيْکُمْ وَ مَلائِکَتُهُ لِيُخْرِجَکُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ وَ کانَ بِالْمُؤْمِنينَ رَحيمًا».  إذن الصلوات توجب إخراج المؤمن من الظّلمات الى النور!… اللهم أنا ما كنت اعلم في اي وقت كان بانك دائما ترسل لي صلواتك وأمرت ملائكتك أيضا أن يرسلوا صلواتهم إلى هذا العبد الحقير الذي هو أنا! إنّ هذه المحبة العظمية كيف لي أن أشكرها وأكون ممتناً لها ما دامت الروح في بدني(أي مادمت حيّاً)؟ يا إلهي أنا أحبك كثيراً جداً! مُنَّ عليَّ بأن تحبني أيضاً… حسناً نحن بواسطة الهداية الالهية علمنا البرنامج الالهي من أجل الخروج من الظّلمات الى النور، لذا علينا بدون اضاعة الوقت والغفلة عن عالم الكون أن نستفيد من الفرصة على أحسن صورة، و نبحث عن النور للحصول عليه بطرق مختلفة.

إن الإنسان بحاجة ماسة إلى التربية و التعليم النوري و يجب عليه دائما أن يتتبع أي شيءٍ يزيد من نوره، وعليه أن يبتعد بشدة عن أيِّ شيءٍ يجرّه إلى الظلام، و يجب أن يكون متنفرا منه و يقوم بمحاربته، لينتصر عليه بعون الله تعالى، و يجب عليه أن يكون في أجواء و مع أشخاص ينشرون عليه النور( أي ينورون قلبه بالایمان) لا أن يجعلوا حجابا من الظّلمات على قلبه، يجب أن يتمسك بالأمور التي تزيد من نور قلبه، لا أن تجعله متعلقاً بالدنيا و المستقبل الذي يجرّه الى الظلمات و في النتيجة تبيده في جهنم. يجب أن تراقبوا و تنتبهوا إلى الشياطين من الجن و الانس حيث لايستطيعون خداعكم في مصداق النور الالهي، لأن المصاديق يجب أن تكون قرآنية لأننا لو لم نكن في تأمُّلٍ في مستقبلنا فعلينا أن نلوم أنفسنا فقط. لماذا نحن طرحنا هنا الموضوع القرآني؟

لکي تکون لنا معايير و براهين نستطيع بواسطتها أن ننقد ثورتنا الالهية بشكل منصف. هل تعتقدون أن البرنامج الإلهي متعلق بـ1400سنة قبل؟ او بزمن خلقة آدم (عليه السلام) حيث كان يعود الى قبل عشرة آلاف سنة تقريباً؟ نجد الحقيقة في القرآن الخلّاق! و انتبهوا إلى الآية 36 من سورة التوبة: « إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا في کِتابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ اْلأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ .. » حسب هذه الآية الحد الأدنى ان الله منذ أنْ خلق السماوات والأرض جعل لبني آدم برنامجاً دقيقاً، أي منذ 15 ملیار سنة لذا فإنه يذكّرنا في الآية 115 من سورة المؤمنون: « أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناکُمْ عَبَثًا وَ أَنَّکُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ» ؟

نعم، إن الله ليس فقط عنده برنامج للناس بل انه الى زمن وجودهم في العالم المادي، و لم ينتقلوا الى عالم الأرواح في البرزخ فإنه يمتحن الناس بصورة مستمرة دائماً،و هذا العمل المهم قد أُشيراليه في الآية 2من سورة العنكبوت « أَ حَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَکُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ».

و الآن و بالبركة الالهية أصبحنا أصحاب ثورة نورانية حيث أنها لا مثيل لها في الدنيا و فريدة، يجب أن لا نكون غافلين و نضيّع الفرص، بل يجب في امتداد هذا البرنامج الالهي أن نخطوا خطوات ثابتة و متينة، هل كبارنا في الحوزات العلمية والجامعات في القوى الاربعة، المقننة والتنفيذية والقضائية و تشخيص مصلحة النظام علی هذا الاساس قد برمجوا و يبرمجون كل أمور الثورة؟المجلس الأعلى للثورة الثقافية، مؤسسة الدعاية، وسائل الاعلام، الفنانون… هل هم يتحركون و يسيرون على هذا السلوك الالهي؟ هل لهم معرفة و خبرة لهذا القانون القرآني؟ وهل يسطعون في هذا الأمر الالهي ؟ يمكن أن يقول بعضهم: نحن نتبع أهداف الامام الخميني!  هل إن الإمام الخميني كان يفكر و يعمل على خلاف القرآن الكريم؟

حقيقة ما هوهدف و ارادة امامنا الراحل (رحمة الله عليه)؟ بعد40 سنة انقضت نسمع أيضاً: في اعتقادي!! هل انت مهندس هذه الثورة، حيث تستغل اي فرصة كانت و تطرح رأيك؟! لنقل بكل مروءة و شهامة بأنّ الخمینی (رحمة الله عليه) محطم الاصنام هو مهندس الثورة، ما هدفه من الثورة؟ اذا قلنا إن الخميني سنة1340 بعد رحيل السيّد بروجردي قال… ان البعض بسرعة ينتقد حيث نقول له: يا سيّد! في ذلك الزمن كان الامام شاباً، ولم يكن له تجربة إذا قلنا إن الامام الخميني سنة 1343 أو سنة 1357 قال…سينتقدون أيضا حيث نقول له …. يا سیّد، ذلك الزمن كان اول الثورة و هو موسم الهيجان و الحركة! لذا فإن من الكلام النوراني للامام الخميني (رحمة الله عليه) قبل رحيله الملكوتي بشهرين و نصف قال: نطلب العون و في تاریخ 1368/1/2 کرر ایضاً : ثورة شعب ایران، هي نقطة انطلاق الثورة الكبرى للعالم الاسلامي بواسطة حامل الراية الامام الحجة ارواحنا له الفداء. حسناً، إن فكرة امامنا العزيز من البداية كانت على هذه العقيدة الالهية و كان له برنامج الى زمن رحيله! هل انّ رؤيانا لمدة 20 سنة كانت على الاصول التي عينّها مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية، هل دونت و هل أجريت؟ أو إنّ الوثيقة النموذجية الاسلامية المتقدمة تدون على هذا الاساس؟؟! لننظر الى المجتمع كل ما زرعناه اليوم نحصده غداَ، (كل إناء ينضح بما فيه).

من الجدير بالذكر: إن جيلنا مدين جداً للجهود العظيمة التي بذلها الامام الخميني (رحمة الله علیه) و في هذا المجال لم نذكر عنه شيئا! و يمكن أن يكون أحد أهمّ الطافه الى الجيل المعاصر و العالم، توقعاته و تامين الثورة الاسلامية، و إبعاد الناس في عصر الغيبة الكبرى عن الاخطار القادمة.

نحن نعلم أنه في الغيبة الصغرى بأمر من منجي و مخلص العالم (عجل الله تعالى فرجه) عند رحيل كلّ من النواب الخاصين فإنّ امام الزمان (عجل الله تعالى فرجه) كان يُعرّف الشخص التالي بأمر منه.

ومن اللافت للنظر في عصرنا أي في الغيبة الكبرى أن الامام الخميني (رحمة الله عليه) ايضا كان عرّف خلفه بشكل حسن ولائق عدة مرات للخواص و المسؤولين في المجتمع! حتى أنه في جمع كان حاضرا فيه السيد هاشمي رفسنجانی و موسوي اردبيلي و المهندس میرحسین موسوي وابنه المخلص الحاج السيّد أحمد و كذلك السيد الخامنئي فإن سماحة الإمام (رحمة الله عليه) في جواب أحد الأسئلة، ألا وهو (ماذا نفعل بعدك)؟ تفضّل قائلاً: (ان السيّد الخامنئي مناسب للقيادة) و بعد هذا الاجتماع فإن السيد الخامنئي لتقواه بعد ذهاب الامام (رحمة الله علیه) إلى غرفته طلب من الحاضرين بأن لا يخبروا أحداً بذلك ما دام الامام حياً!

في مجلس خبراء القيادة بعد رحلة الامام (رحمة الله عليه) كانوا قد طرحوا بحث شورى القيادة! و كان السيد الخامنئي المتّقي المبارز حاضراً هناك، من أجل أن لا يصبح هو القائد ابتعد عن مجلس شورى القيادة.

أحد الخبراء يقول: ذهبت في زمن عند الامام من أجل مراسيم عقد ابنتي سالت الامام(رحمة الله عليه) الآن و قد عزلت الشيخ المنتظري هل تفكّر و انت في ظروف مرضك الذي تمرّ فيه؟ اجاب الامام (رحمة الله عليه) هل يمكن أن لا يكون لي أن أفكر في شخص خاص؟ هل يمكن أن لا اكون قدعينت شخصاً؟ أنا أخبرت مراراً و تكرارا الحاج احمد و الشيخ هاشمي؛ «في اعتقادي لايوجد شخص على الكرة الأرضية أفضل من السيّدعلي الخامنئي»

وقد اعلن ذلك: والامام (رحمة الله عليه) كان مخالفاً لانتخاب القائد من بعده عن طريق مجلس الشورى! و رأيه أن نتكلم عن شخص واحد. آية الله موسوي اردبيلي قال: في أحد اجتماعات رؤساء القوى الثلاث حينما كانوا عند الامام (رحمة الله عليه)، قلت للإمام: ماهو رأيك في قائد المستقبل؟ قال الامام: أنا قد أعلنت عن رایي للحاج أحمد و للشيخ رفسنجاني، «و لا أعرف شخصاً على الكرة الأرضية أفضل من السيدعلي للقيادة».

الشیخ رفسنجاني قال: إن السیّد أحمد قد اتصل الآن، و قال لي: إذا كنتم تريدون أن تفرحوا و تريحوا روح الامام (رحمة الله عليه)  و أن تكونوا قد عملتم بوصية الإمام فأعلنوا أن الامام قد قال لنا مراراً بأنه يقترح السيد الخامنئي… قال الشيخ رفسنجاني، إن الحاج أحمد قد اخبرني الآن و قد قال لي: اليوم يعتبر هذا الامر تكليف أي واجب، و أخبروا المجلس بهذا الأمر لكي لا اكون مبتلى و متورط في يوم الحساب. ثم قال الشيخ رفسنجاني، انا الآن أعرض مسالة! انا ذهبت لزيارة الامام (رحمة الله عليه) مرات عديدة، و في كل مرة كان يقول لي الإمام: مادام الوقت لم يتأخّر، عيّن أنت السيّد علي، و انا اجبت صعب عليّ أن أعيّنه أنا! أنت عيّنه و نحن ندافع عنه. بعد هذا الحديث، قمنا بعملية الاقتراع فكل الخبراء اعلنوا عن موافقتهم بانتخاب آیة الله السيّد علي الخامنئي للقيادة ماعدا ستة أشخاص، حيث كان احدهم هو السيّد خامنئي لم يعط الرأي لنفسه.

النكتة الاكثر التفاتاً للنظر هي أن الامام الخميني( رحمة الله عليه) تکلّم حول بعض الاشخاص أو طرح بعض الالقاب مثلاً تكلّم حول الشهيد مطهري أو الشهيد بهشتي أو مهدوي كني أو الشيخ منتظري او الشهيدین رجائی و باهنر…

و لكن الامام الخميني (رحمة الله عليه) لم يعط لقب خاص او صفة مهمة جداً ذات معانٍ كثيرة حول القائد من بعده حيث قال مع البرنامج الالهي المذكور و هدف و حركة البشر، له تداعي الأفكار كثيراً جداً يعني(يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ)!

نعم، إن الامام الخميني (رحمة الله عليه) لقد ذكر السيد الخامنئي بعبارة مملوءة المعنى اذ قال عنه (شمس الثورة)! إن الشمس واحدة ولا تأخذ نوراً، و لكنها تمنح و تشع نورها للجميع، لكي تنقل الأمور من الظلمة الى النور؟

الجميع يعلم أنه في الاربعين سنة التي مضت ما عدا السنوات الست الاولى من رئاسة الدكتور احمدي نژاد اي 34 سنة كانت دائما و بشكل متتابع الحكومات والوزراء و مساعديهم و الكثير من المدراء من جناح سیاسي خاص واحد، و مع الأسف و لم تمنح الفرص للاساتذة و الشباب أن يصبحوا مدراء من أجل أن ينمو. و في أي زمن كانت الامور تقع بأيدي الاشخاص المخلصين والمجاهدين، كنا نلاحظ و نشاهد انجازات و افتخارات كثيرة مثل منجزات رويان او النانو او الذرّة او الصواريخ او الطائرات المسيرة …. و إحدى خسائرنا الكبيرة هي إزالة و حذف (جهاد البناء) الذي اسسه الشهيد المظلوم الدكتور آية الله بهشتي، حيث اذا كان الاشخاص و تلك المعنويات والتفافي في الصناعة و الزراعة و الخدمات باقية ليومنا هذا لكنّا قد تقدمنا اكثر من الآن بكثير، و لو اننا دائما من عدم الإشراف على الامور و مكافحة التهريب قد تلقينا ضربات موجعة کثيرة .

و الآن بواسطة مقياس (النور) يجب أن نقيّم الثورة الاسلامية و نكون جدّيينَ و نشطين في ذلك لکي نعلم بأي مقولات قد انتصرنا و في اي مقولات خسرنا خسارة كاملة اوجزئية؟ و لماذا وصل الأمر الى هذا، من اجل اصلاح الامور ان شاء الله.

مثلا في تأثير الثورة على آحاد الاشخاص و شعوب العالم، خاصة اثرها على شباب المجتمعات، خاصة في الشرق الاوسط، و مع الاتكال على الله کنا موفقين! حتى أن اعداء الثورة و الملحين و الحقودين الحسودين هم أيضا يشهدون على هذا الموضوع.

الصفة الجميلة لنوع الصداقة و الايثار و التضحية الى حد ما (لا اكون أنا و كن أنت). فهذه الصفة متوقعة بين الناس و خاصة بين الشباب، هي ذكری و هدية من أُم الأمّة الإسلامية فاطمة الزهراء سلام الله عليها، حيث أن هذه الصفة الجميلة كانت واضحة جداً في حادثة نجاة شعب لبنان و سوريا و العراق…

ان الايمان الصالح والصادق للقائد بعد 40 سنة، لم يبهت لونه على أثر مرور الایام، بل إنَ نور الحبّ هذا، قد شغل و لفت انتباه الآخرين،

مرّات عديدة قد سمعنا أن كبار رجال الأديان والمسؤولين الحکومیين وعدداً كبيراً من شعوب العالم قد قالوا و بدون اي تكلف: إنّ رمز موفقیتكم هو وجود قائد حاذق و ماهر و جامع لجميع الاطراف والشؤون و نحن في بلادنا نفقد هذا الأمر! اما نسينا في النهضة الاسلامية السعي والتضحية التي استعملتها الشعوب المختلفة و لكنها لم توفق وقد فشلت، والاعداء يتلوّنون باشكال مختلفة و يخادعون لذا نرى أن هذه الشعوب لا زالت تحت سيطرتهم ونفوذهم، لماذا؟ لأنهم ليس عندهم قائد خبير و شجاع مثلنا!

نحن ايضا يجب أن نكون شاكرين لله عزّوجلّ الذي هدانا الى نظام ولاية الفقيه لنكون مرفوعي الرأس في هذه الدنيا. و اليوم شعوب العالم تعرف نوعين من الاسلام ويعتقدون بذلك:

 1- اسلام الخميني ( الاسلام المحمدي الخالص)

2- اسلام غیرالخميني ! مثل: داعش (في العراق)، جبهة النصرة (في سوريا)، طالبان( في افغانستان)، كتائب او فيلق الصحابة (في باكستان)، القاعدة (في السعودية)، بوکوحرام (في نيجيريا) و... كل هؤلاء يُسقَونَ من الفكر غيرالالهي و الشيطاني للوهابية، من صنع و صیقلة الفرومانسية و الفِرَق الانجليزية الخبيثة، واليوم سندهم و معتمدهم الشيطان الاكبر امریکا و اسرائیل اللعينة !

نعم، إننا بواسطة الهداية المستمرة للامام الخميني نحن أصبحنا مقیدين بنظام و مسيرالهي ألا و هو ولاية الفقيه، و امامنا المدبّر (رحمة الله عليه) قد نبهنا و قال: كونوا حماة و سنداً لولاية الفقيه لكي لا يصيب بلادكم ضرر… ذلك الرجل الالهي عاش حياة بسيطة و بدون أي توقع، و قد أوضح و أظهر فكره القرآني بتأریخ 1358/7/30 بهذه الصورة: « إن قضية ولاية الفقيه لیس أمراٌ اخرجه مجلس الخبراء للوجود

« بل إن هذا الأمر قد اوجده الله تبارك و تعالى، وهي نفس ولاية رسول الله! وهؤلاء يخافون من ولاية رسول الله أيضا.» « و انتم يجب أن تعلموا إذا جاء أمام الزمان (سلام الله علیه) الآن، ستكون هذه الاقلام مخالفة له أيضاً،» « و ليعلم هؤلاء بأنهم لا يستطيعون أن يحرفوا شعبنا عن مسيره، يجب أن يفهم هؤلاء بأن شعبنا مستيقظ والمسائل التي تطرحونها يفهمها شعبنا . من الجدير بالذكر ان القدرة والثروة بيد الاشخاص غير المتقین، هم دائما يفسدون و يجلبون المصائب، حيث أنهم بواسطة آخرين يتواطؤون اي يهيؤون الأرضية لتزوير الحقائق واستخدام القوة والضغط والهلاك للعصور البشرية الغافلة، و يمكن أنَّ البعض منهم عند قرب موته او في جهنم يَئِنُّ و يتألّم و يقول: «يا ليت ما وصلت الى القدرة او الثروة، و كنت ابقى في الفقر والوحدة و أتمرغ بها.»

نعم، إن قصة هؤلاء تذکرنا بسخرية و فكاهة مرّة حيث أن الناس في الضواحي و المحلات يقولون: 40 سنة مرّت و هناك من كان يريد اسقاط ثورة الشعب المقدسة من قبل بعض المدراء العامّين و رجال الدولة و امثال مزوري الحقائق و أصحاب القدرة،

و لكن الله القادر الحكيم – بواسطة الناس الذين هم دائماً في ساحة الجهاد- لم يسمح لهؤلاء أن يحققوا أهدافهم و يصلوا الى مرادهم!

هؤلاء لم يكونوا مهمّین الی یوم البارحة و لم يكن عندهم شيء! و لكن مع قيام و انتصار الثورة أصبحوا اغنياء! و بما أنّهم لم يتزينوا بلباس التقوى فانهم قد خسروا في النهاية بشكل فجيع لانهم انشغلوا بهذه الدنيا. إنتبهوا الى هذه الاسماء و مناصبهم:

۔ قطب زاده (وزيرالخارجية- عضو مجلس الثورة الإسلامية- المدير التنفيذي للاذاعة والتلفزيون).

– ابراهیم یزدي (وزيرالخارجية – عضو مجلس الثورة الاسلامية رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة للثورة – نائب في المجلس الشورى الاسلامي الاول – رئیس موسسة صحيفة کیهان )

– بني صدر ( وزيرالخارجية. عضو مجلس الثورة – رئيس الجمهورية – قائد القوات المسلحة- رئيس مجلس الثورة ).

۔ میرحسین موسوي ( وزير الخارجية – عضو مجلس الثورة- رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الاسلامية – رئيس القيادة العامة للقوات المسلحة – المستشار الاول لرئيس الجمهورية – رئيس الوزراء).

– محمدخاتمي ( نائب في مجلس الشوری الاسلامي – رئيس موسسة صحيفة كيهان – وزير الثقافة والارشاد الاسلامي – مستشار رئیس الجمهورية – عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية – رئيس الجمهورية).

– کروبي ( رئيس مؤسسة الشهيد – ممثل الامام الخميني في الحج – رئیس مجلس الشورى الاسلامي).

– بهزاد نبوي (عضو المجلس قيادة الثورة- مسؤول الإذاعة و التلفزيون – وزیر مشاور في الشؤون التنفيذية – مسؤول دعم أركان القيادة العامة – ممثل و نائب رئيس مجلس الشورى الاسلامي – وزير الصناعات الثقيلة – مساعد رئيس الوزراء في الشؤون التنفيذية).

 – سروش (عضو الهيئة العامة للثورة الثقافية -استاد في جامعة أعداد المدرسين).

و حتّى أن الشخصية الفقهية مثل أحمد آذري قمي! الذي كان في مجلس شورى الخبراء لتعيين القائد، مصراً جداً على أن يترك السيّد الخامنئي مخالفته و يقبل قيادة النظام! و قد قال للسيّد الخامنئي: أنت إقبل و نحن معك، هل نحن متنا؟ نحن جميعا سنساعدك! إن ولاية الفقيه هي ولاية الانبياء و … بعد ذلك ينفذ صبر السيّد الخامنئي و يقول: (يا سيد آذري قمي! تفضل اجلس مكانك، نحن نعرفك، و قد إمتحناك في الدورات السابقة هذا الذي قلته ستقوله بعد 10 سنوات و اي موضوع يطرح بعد 10 سنوات و حضرتك لا تقبله سوف تقف أمامه أي تخالفه. في هذه الاثناء رفع السید آذري قمي عمامته و ضرب بيديه بشدة على رأسه و قال: (لا يسامحني الله إذا كنت أقف ضدك بعد ۱۰ سنوات. أنا أقبلك بصفتك وليّاً للفقيه ولاية مطلقة… ).

اما بعد 10 سنوات بالضبط من غير أن تنتخبه جامعة المدرسین بصفة مرجع تقلید او تؤيده، فإن السيّد آذري قمي« طبع رسالته الفقهية و وزعها في مدينة باسم فردو  و صلى هناك صلاة الجماعة، و هناك قام بالمعارضة وأعلن خلافه بالضبط» كما كان قد توقع السيّد الخامنئي .

بالطبع قد واجهنا النقص و الخسران ايضاً، في أرضيات ابتعدنا فيها عن النورالالهي للثورة وابتعدنا عنه الى حد أَنّنا ما إعتنينا و ما اهتممنا بولي الفقيه...!!

مثلا في الاقتصاد حينما أشار القائد الى المؤشرات والادلة للاقتصاد المقاوم الى رئيس الجمهورية! و لكن هم عندما يختلون بانفسهم يقومون باعمال اخرى! او كثير من كبار رجال الدين المراجع يصرخون باعلى أصواتهم بالنسبة الى العمليات المصرفية فيها شبهة الربا و يعلنون أنّ الربا هو الدخول في حرب مع الله فازیلوه ! و لكن رجال الدولة قليلي المروءة لايعتنون ولا يهتمون بذلك…!   و الآن تريدون أن يكون عندنا اقتصاد متلأْلِئٌ و مباركٌ؟ و بالطبع و من المسلّم يجب أن تغلق المصانع و المعامل و المنشآت و المؤسسات الاقتصادية و تفلس و يضاف الى امواج البطالة! و هكذا في مجال الثقافة و الفن و غيرها…

كما تعلمون إن آوج العلوم و قمتها في ايران كان في زمن الشيخ البهائي و میرداماد في عصر الصفويين! و لكن العلوم بمرور الزمن ضعفت في المجتمع و غربت أي غابت و أخفقت، بحيث أن كبار المجتمع كان أملهم الذهاب الى اوروبا، و بالتدريج فان هذه الآفة انتشرت كالسرطان الى كافة أفراد الشعب، و من هنا بدأت ذيلية التغرّب و من ناحية الإقليم اصبحنا يوما بعد يوم أصغر و اصغر.

اما بعد عدة قرون من الحماية و الترغيب الالهي والعملي لقائد الثورة الاسلامية العزيز للمجتمع العلمي و الخبراء فإن السرعة و الحركة العلمية لوطننا بشهادة المنظمات الدولية أصبحت أكثر من أي بلد في العالم! و لو اننا مع بعض العلوم لا زالت هناك فاصلة و بون بيننا وبينهم !

نعم، قبل عقدين أو ثلاثة عقود قبل الثورة الاسلامية و حتى قبل سنة واحدة من انتصار الثورة، ما كانت الحركة نحو التسابق في العلوم و المعارف الاسلامية و الامور المتعلقة بهما. و إن كان بعض الاعزاء و علماء كبار رجال الدين و بعض الطلاب و الكسبة اي اصحاب المشاغل قد استشهدوا او زجّوا في السجون، و كانوا يعذّبون بصورة وحشية، مثلا الشهيد مطهري والمرحوم شريعتي كانا نشيطين جداً! و لكن حركة المجتمع ومعنويات الناس، لم يكن سيرها  قبل ذلك باتجاه الثورة أو بشرى الانتصار!

كان جو المجتمع نحو السكينة و البطلان و الضلال اكثر مثل النهر الذي يتحرك نحو صحراء سلسة و ناعمة، كلما تقدم النهر فإنّه يُمحى و يزال اکثر! عرض الازياء والبنات كان جديراً أنْ يكُنَّ نصف عاريات، يجذب انتباه الآخرين اكثر حتّى أنَّ العلم أو الكفاح و النضال ضد الظلم. قد بدأ و لذلك يعرفون ایران بجزيرة الاستقرار و قبل عدة شهور من سقوط النظام الشاهنشاهي الذي دام 2۵۰۰سنة والذي كان معتمداً على الشيطان الاكبرامریکا، لم يتصوروا و لم يصدقوا في الشرق و الغرب من هذه الدنيا أن يصاب الشاه حتّى بخدشة واحدة! لذا كان یساند و يدافع عنه بقوة بكل الأشكال من قبل أمريكا السفاكة و اوروبا الليبرالية (مذهب التحرر) و زعيمة الرأس مالية كذلك الاتحاد السوفيتي و الصين الالحادية و الشيوعية!

حتى أن الثوريين في الخط الاول داخل ایران لم يصدقوا أيضاً بأن أيادي الامبريالية الامريكية المتسلطة ستقطع من ایران. و قبل 15 أو 20 سنة (عندما بدأ الخميني حركته) إن الشاه عديم الرحمة الذي كان يسمى ظل الله و خليفة الله على الأرض سيسقط و يصبح ذلیلاً!

حتى أن امامنا العزيز الخميني لم يكن على هذا الاعتقاد ايضاً لانه لو كان على مثل هذا الاعتقاد كان یجب عليه أن يُعدَّ آليات لهذا الأمر و كان عليه أن يربي وكلاء للثورة.

إن الامام الخميني قد طرد الشاه و لكنه لم يكن لديه شخص يعينه مكانه و لو بصورة موقته! و حينما اقترح مجلس قيادة الثورة المهندس مهدي بازركان لرئاسة الوزراء، مع إنّ الامام كان يعرف نقاط ضعف المهندس بازركان بصورة جيدة، و لم يوافق عليه، لكنه لم يكن لديه انتخاب آخر و تنظیمات تحلّ محلّه.

و إن كان الفاصل بين ادراك و نضج الامام الخميني قیاسا باعوانه في ۲۱ بهمن 1357 قد اصبحت كثيرة جداً! لأن الامام الخميني المتّقي و الصالح كان يستفيد من ارشادات مولاه أبي صالح المهدي (عجل الله تعالی فرجه).و لا يغيّر اوامره! … و الثوريون كانوا يسيرون و هم لا يرون البعيد و إنما يرون القريب بأعينهم التي في روؤسهم!…

حينما أمر الامام الخميني رحمة الله عليه الناس بالخروج من بيوتهم و ينزلوا إلى الشوارع، فإن جمیع مساعديه العقلاء و اصحاب التجربة و المبارزين للإمام قد خالفوا هذا الامر و كانوا يقولون: ستكرر حوادث ۲۸ مرداد1332و … و جميعهم طلبوا أن يتمهلوا و يتابعوا الامور افضل و…. اما الامام رحمة الله عليه في قبال المجاهد الجلد الصبور آية الله الطالقاني الذي كان يتكلم نيابة عن كبار الثورة، لم يردَّ أمر الامام «علیه السلام».

و اكدّعلى: أن يعلنوا للناس ليخرجوا من بيوتهم و عندما لاحظ الإمام الخميني اصرار المبارزين المخلصين اصحاب التجربة و المعذبين في سجون الشاه على عدم الخروج الى الشوارع. 

اضطر أن يقول جملة قصيرة: اذا كان هذا الذي اقوله هو امر صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) حينئذٍ ماذا تقولون؟! آنذاك إن جميع اعوانه الاوفياء للثورة الاسلامية الذين قضوا فترة الامتحان الكبير تراجعوا عن رأيهم و اطاعوا أمر صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه) و الامر الالهي في اقل من ليلة و ضحاها وقد حصلوا على اجرعملهم الالهي ! و إنَّ الايرانيين و شعوب العالم شاهدوا غيرمصدقين و متعجبين بأن قائدهم الطاعن في السن في تراب ایران من غير سلاح و تنظيمات و حرارة و قتال و رايات و ثكنات و دولارات… قد انتصر على النظام القوي جداً للشيطان الاكبر ذات القدرة الامريكية الجلادة و امامه اصحاب القدرة الشرقية والغربية المحتالين عامة من أوروبا و القوى العظمى الاتحاد السوفیتي والصين! الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر!!

ذلك كله تم باقلّ ضحايا و تخريب و كلفة! على خلاف الثورات الاخرى والنهضات والحركات في العالم، حسب ادعاتهم و اقوالهم! أما مع الأسف بعد انتصار الثورة الاسلامية فإن هذه المعنويات والإنقياد للثورة فإنها أصبحت ذات صبغة قليلة. ثم قلّت، ثم قلّت.

علماً بأن الامام الخميني كان دائما يقول: إن هذه الثورة الله هو الذي نصرها،و إنّ خرمشهرالله الذي حررها…لاأنا و لا اصحاب تلك الحرفة و تلك المجموعة. ..! في ذلك الزمن مباشرة كان هناك مجموعات مثل الشيوعيين والمجاهدين ينسبون الانتصار لأنفسهم! و اليوم أيضا عندما نتكلّم عن انتصار الثورة تنتبه الى أنَّ الكثير من الافراد ينسبونها الى هذا أو ذلك الشخص!! أو يحرفونها بأنها نتيجة نشاط حرفيين من اصناف معينة أو جماعة محددة! من أجل أن يدّعوا و يحصلوا على أسهم معينة و امتيازات اکثر!! و هذه هي من أخطر القواعد الاساسية التي تضر ثورتنا! الله اكبر… لأنَّ سير و حركة الثورة الاسلامية كانت حادثة إلهية من غير أن يكون الناس أوغيرهم المسببين لها! نعم حينما حرّك عزّوجل قطار الثورة، فإنه جاء بالناس من جميع الاصناف داخل تیار الثورة.

 إن الله حرك تيار الثورة بدون المقدمات التي يتداولها الناس عادةً!! نعم الفاعل كان الله، نعم إن الفاعل كان الله و لا زال و سيکون. إن خالق العالم هو الذي حرك الناس الى تيار الثورة في حين أن قلوب الناس كانت تتحرك باتجاه آخر.

حقيقة أن الجميع شاهدوا استجابة دعاء (یا مقلب القلوب…) بوضوح! کیف قلب الله القلوب من حال الى آخرنعم، ان سير حركة المجتمع كان على خلاف ما كان بحيث أن المؤشر كان يتجه الى الاسفل والاعماق المظلمة، فجأة مع انحناءه شديدة تحركت باتجاه الاعلى و ارتفعت بعد الثورة ، و الجميع عامة من الاصدقاء و الاعداء تعجبوا و اندهشوا من هذه المعجزة!

إن الله جلّ و علا أوجد بعض التمهیدات في الامام الخميني إن هذه التمهیدات لم تكن واحدة، و اثنتين، و لا في يوم و لا في سنة .على أن تقوم الحكومة الاسلامية! إن الامام كان قد وصل الى هذا الموضوع بقاطعية ويقينهنا نلفت انتباه الجميع و نقول: كم عدد علماء الدين الذين كانوا قد وصلوا الى هذه النتيجة هي خلال 1400 سنة الماضية يجب أن تقوم الحكومة الاسلامية؟

 و إن ولاية الفقيه هي ولاية رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم)! و لا تكون ولاية الفقيه لشخص مجنون وغير قادر على اداء مهامها! و لیست فقط مسألة اعتقاد، ولکن يجب أن یكون  الولي الفقيه مهتما باعمالها.  لذا فان الحوادث التي مرَّ بها الامام الخميني كانت معجزة واحدة و منفردة في وجودها و كيانها، و خلال 1400 سنة بعد أهل بيت النبوة عليهم السلام و ليس لها نظير.

يجب أن نكون اذکیاء و ماهرين بأن حوادث بهمن 1357 ليست فقط مجرد ثورة بحيث نقول قد انتهى زمنها! و لنذهب الى دار آثار التاريخ و متحفه من أجل أن يشاهدها الاجيال القادمة!  لا، ثورة الخميني محطم الاصنام ثورة الهية، هي حركة لنورالله «.. وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ..»النور الآية 8، و مادام الهيجان صاخب و صارخ فالبحث و التفتيش للاربعين الالهي مستمر و إلا ما كانت تحدث هذه الصورة!… و الآن بعد هاتين الخطوتين فإن العالم بانتظار الخطوة الثالثة لهذا الحدث النوراني.

إن الله عزّوجل نمَّى هذه الفكرة عند الامام الخميني، و ذلك في النجف الاشرف، في جوار مرقد مولانا امیرالمؤمنين علي عليه السلامنحن أيضا إذا أردنا أن نجعل مستقبلنا الهي، يجب أن نقول منذ البداية: ما هو برنامج الله للمستقبل؟ بعد ذلك نكشف البرنامج الالهي و نتفقه به، و يجب أن نتابع العبودية؟ في برامجنا الالهية! لماذا؟  لأن اعلی درجات العمل هي العبودية، العبودية خلال البرامج الالهية أي بمعنی تنسيق اعمال العبد مع المعبود!

تعالوا من أجل أن نكون بحارة صالحين لربّان السفينة السيّد الخامنئي العزيز.

من الجدير بالذكر: إن هناك معجزة أخرى من معجزات و امتیازات ثورتنا هي: إن الكثيرين أرادوا أن يجرّوا هذه الثوره الی جهة و اتّجاه آخر بعيد عن الحقّ و الصواب، ولكن الله الحنان سبحانه قد حفظ هذه الثورة، و قد أوصلها الى يومنا هذا من غير الاعتماد و الاتّكال على هذا و ذاك!

نبارك عشرة الفجر للثورة الاسلامية الايرانية 1397

الّلهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ و عَجّل فَرَجَهم

                                                                                                                                                     انوشه گیلانی نژاد

                                                                                                                                                                                          16 جمادی الاول 14401397/11/3

 

عن انوشه گیلانی نژاد

Anousheh Gilani Nezhad

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *