أخبار عاجلة
الرئيسية / معارف / أفكار ورؤى / شكرا إلهي ولك الحمد

شكرا إلهي ولك الحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

 شكراً إلهي ولك الحمد:

هل سبق وأن حزنت على شخص افتقدته او شيء ضيعته؟ أو لحريق شبّ، أو ماء طغى، أو زلزال دمّر؟

وهل فرحت حينما عثرت على ضالتك أو التقيت بمعشوقك أو حصلت على هديّة من هدايا هذه الدنيا؟

بالطبع سوف تغضب حينما ترى طفلاً يقتل وبيتاً يُحرق وبلدةً تُنهب!

ماذا لو سمعت أنّ إلهك ربّ السماوات والأرض يُعصى!!

ولا فرق في المعصية بين غيبة أو نميمة أو كذب، و بين لواط و زنا و شرك الذي (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) (مريم/90).

إنّ،  (بَلِاْلإِنْسانُ على نفسه بصيرة )(القيامة14)(ولو ألقى معاذيره) (القيامة15 )لا أظن أنّنا نحزن كثيراً مثل حزننا على مصائب الدنيا!

هل تعلم لماذا عوقب قوم شعيب (…وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)(هود/94).

لأمور ثلاثة:

الأول🙁(يا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ)

الثاني: (وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ)

الثالث🙁(وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)هود85

يا ترى، في عالمنا اليوم على مستوى الكرة الأرضيّة بل حتى في السماء، كم من الذنوب ترتكب! وكم من الحقوق تضاع! وكم من النفوس تزهق! وكم من النواميس تهتك!

المفروض أن يموت المؤمن حُزناً لما يحدث، وأقلُّ الإيمان أن يعترينا مرض أو كآبة أو فقدان الراحة جرّاء عصيان العباد!

ولكن هل سمعت أذناك بأنّ فلاناً مات لحزنه على شيوع المعصية في بلاده؟

كلاّ، إلا القليل القليل، وهي الأمّة المعدودة!

فما ظنّك إذن بربّ العالمين؟

فاعلم:

 إنّ شيوع هذا المرض في العالم أصبحَ سبباً لتطهير الأجواء من أخبث المعاصي وأسوء السيئات سواء في بلاد الكفر أو في بلاد الإسلام.

ولكن كم فرق بين ظلم الولد لوالده، وبين ظلم الأجنبي له!

كلّنا ندّعي بأننّا مسلمون، موحدّون بل شيعة أهل البيت عليهم السلام، فلا يتوقع منّا ربّ العالمين بارتكاب أقل الذنوب، فإذا بنا نرتكب أبغضها، من غيبةٍ ونميمةٍ وقطيعةِ رحمٍ، وتسقيط الآخرين، وأمّا الإسراف والتبذير فحدّث ولا حرج، ولاشكّ أنّنا قد أغضبنا ربّ السماء، وآذينا خليفة الله.

(أَنَا يَا رَبِّ الَّذِي لَمْ أَسْتَحْيِكَ فِي الْخَلَاءِ وَ لَمْ أُرَاقِبْكَ فِي الْمَلَإِ أَنَا صَاحِبُ الدَّوَاهِي الْعُظْمَى أَنَا الَّذِي عَلَى سَيِّدِهِ اجْتَرَى أَنَا الَّذِي‏ عَصَيْتُ‏ جَبَّارَ السَّمَاء)

زبدة الكلام:

بدلاً من الحزن على شيوع فايروس كرونا، فلنفرح فرحاً شدياً بل نحتفل شاكرين ربّنا بمجيء هذا الضيف العزيز الخبيث(كورونا)! لأنّه أبعدنا عن الذنوب والمعاصي. 

 قال عليٌ عليه السلام:

(… كُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى للهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ)

فأسعد الله أيّامكم، لمَ لا ونحن نشاهد ولأوّل مرة أن ملائكة السماء قد ارتاحت من العباد العاصين وقَلّت وظائفَهم من حمل السيئات إلى ربّ العالمين، فأخذوا يستريحون!! (…فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ) (فصلت/38).

فيا لها من نعمة غير مرتقبة قد أحاطت بنا نحن المذنبين، وإن كنّا نراها نقمة! ولم لا ونحن لأوّل مرّة بعد مئات السنين قد أفرحنا قلبَ قطب عالم التكوين ولي العصر الإمام المهدي عجّل الله فرجه.

فلنصلح نفوسنا ونحن في هذه الحالة التي هي عند الله أحسن حال ولنستغل هذه الفرصة ونرجع إلى أنفسنا ونناجي ربّنا:

(إلَهي اعْتِذارِي إلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرِي يا أكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إلَيْهِ المُسيئونَ)

إبراهيم الأنصاري البحراني

10 شعبان 1441 هـ 

الموافق 04 أبريل 2020

عن حجت‌الاسلام ابراهیم الانصاری

شاهد أيضاً

اليوم ، الحضارة الغربية آخذة في التدهور ، أي أنها تنخفض حقاً

إن شاء الله ، سترون جميعاً انحطاط أعداء الإنسانية ، أي هذه الحضارة الأمريكية المتدهورة وتدهور إسرائيل ، بفضل الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *