في ما يلي، مقتطفات من كلمة الإمام الخامنئي في لقاء مع مسؤولي البلاد والضيوف المشاركين في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الإسلامية. سوف يجري تحديث الخبر بشكل تدريجي…

ـ شخصيّة الرّسول الأكرم (ص) شخصيّة استثنائية في عالم الوجود كلّه. تُمكن مشاهدة الدلالات على عظمة الحق – تعالى – في مراحل الحياة كافّة لذلك العظيم، حتى عند الولادة. نحن اتخذنا هذا اليوم عيداً واحتفلنا به من أجل ولادة الرّسول (ص). حتّى في يوم الولادة لذلك العظيم يشاهد المرء دلالاتٍ وآثاراً للبركات الإلهيّة، ومنشؤها الأساسيّ هو نقطة الذّروة لها، أي البعثة. يرى المرء آثار التوحيد ودلالاته العمليّة في يوم الولادة أيضاً، بدءاً من داخل الكعبة حيث تُحطم الأصنام وصولاً إلى مواجهة الأصنام الطاغوتية، أي كبار الطواغيت البشرية في ذلك اليوم، كما تجفّ البحيرة المقدّسة الفلانيّة، ويُطفأ معبد النار الفلاني الذي يرونه مقدّساً، وتنهار شُرفات إيوان كسرى… وقعت هذه الأحداث. لذلك، يوم الولادة ليس عاديّاً؛ هو يومٌ مهمٌّ وعظيمٌ جدّاً. نحن نتخذ هذا اليوم عيداً لهذه المناسبة. النقطة الأساسيّة أنّ اتخاذ العيد ليس من أجل الاحتفال وتخليد الذكرى فقط وأمثال هذه الأمور، إنما من أجل استلهام الدّروس وجعل النبي الأكرم (ص) أسوة.

ـ أحد الدروس من حياة النبي (ص) وولادته هي قول المتعالي: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة، 128)، وأنا أودّ التركيز على قضيّة «عزيزٌ عليه ما عنتّم». أنتم تعانون، فيتألّم النبيّ (ص)… أي في حال كان المسلمون اليوم في فلسطين وبورما… يعانون، فليعلموا أنّ هذه المعاناة تصيب الرّوح المطهّرة للرّسول (ص) بالألم والعناء. النقطة المقابلة هي حال الأعداء الذين يفرحون لمعاناتكم. بطبيعة الحال، حين يكون لتلك الجبهة مثل هذه الحال، سوف تسعى إلى دفعكم نحو المشقة والتعاسة. حسناً، من أين تنبع معاناة الأمّة الإسلاميّة حالياً؟ إنّ من أهمّ العوامل تفرّقُ المسلمين: نحن منفصلون عن بعضنا ومتفرّقون، وحين نكون متفرّقين، لا نضمر الخير لبعضنا أيضاً، وأحياناً نضمر السوء لبعضنا بعضاً أيضاً. حسناً، هكذا تكون النتيجة. هنا أيضاً يتحدّث «القرآن» بصراحة: حين تتنازعون، سيحدث الفشل… الفشل يعني الوهن. حين تتنازعون، تكون النتيجة القهريّة أن تقعوا أرضاً وتُذَلّوا وتوفِّروا قهراً الوسيلة لهيمنة الآخرين عليكم.

ـ يجب أن نذهب نحو تطبيق أسبوع الوحدة. حسناً، ماذا تعني الوحدة؟ المراد من الوحدة ليس الوحدة المذهبية قطعاً، أيْ أن يتحوّل هذا إلى مذهب ذاك، وذاك إلى مذهب هذا. كلا، ليس هذا المراد قطعاً، ولا الوحدة الجغرافية أيضاً، كما حدث في الستينيات والسبعينيات من القرن الميلادي [الماضي]، عندما اتّحدت بعض الدول العربية وأعلنت أنها كيان واحد، وهو ما لم يتحقق وغير ممكن أيضاً. المراد من الوحدة هو الوحدة في حماية مصالح الأمة الإسلامية. أولاً دعونا نحدد أين مصالح الأمة الإسلامية وما هي، وبعد ذلك فلتتفق الشعوب مع بعضها بعضاً في هذا الصدد ويروا ما تحتاجه الأمة الإسلامية اليوم، ومن يجب أن نُعادي، ومن نُصادق، وكيف نُصادق… والاتفاق على هذه التوجهات عبر المحادثات والمفاوضات، والسير في هذا الاتجاه. هذا هو المراد: العمل معاً ضد مخططات الاستكبار.