أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / بعد هجوم الحسكة.. نيويورك تايمز تحذر من “جيل جديد” لداعش، ودمشق تتهم واشنطن “بإعادة تدوير” التنظيم

بعد هجوم الحسكة.. نيويورك تايمز تحذر من “جيل جديد” لداعش، ودمشق تتهم واشنطن “بإعادة تدوير” التنظيم

أثار تزايد الهجمات الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، وآخرها هجوم سجن الحسكة، تساؤلات عن قدرات التنظيم على إعادة بناء قدراته لشن اعتداءات جديدة في الزمان والمكان اللذان يرغب بهما، وفي الوقت الذي حذرت فيه صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية من عودة محتملة لداعش عبر “جيل جديد” من المجندين، اتهمت دمشق واشنطن بالتخطيط “لإعادة تدوير” التنظيم الإرهابي، مستشهدة بهجوم سجن غويران الأخير على أراضيها الخارجة عن السيطرة الحكومية.

صحيفة “نيويورك تايمز” أشارت إلى ان الدلائل تتزايد يوما بعد يوم على عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، بعد 3 سنوات من خسارته وطئ قدمه الإقليمي الأخير في ما يسمى بدولة الخلافة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن شن التنظيم سلسلة من الهجمات المعقدة مؤخرا في كل من سوريا والعراق يشير إلى أنه يعاود الظهور كتهديد أكثر خطورة بعد 3 سنوات من طرده.

وأشارت إلى الهجوم الذي وصفته بالجريء على سجن سوري يضم الآلاف من معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية، وإلى سلسلة الضربات ضد القوات العسكرية العراقية، وانتشار مقطع فيديو يُظهر ذبح ضابط شرطة عراقي مخطوف.

تنظيم الدولة لم ينته

ونقلت الصحيفة عن كاوا حسن مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز “ستيمسون” -وهو معهد أبحاث بواشنطن- قوله إن هذه الهجمات هي دعوة للاستيقاظ للاعبين الإقليميين، وللاعبين في العراق وسوريا بأن تنظيم الدولة لم ينته بعد، وأن القتال لم ينته، وأنه يظهر قدرة التنظيم على الصمود للرد في الزمان والمكان الذي يختاره.

وأشار التقرير إلى أن نجاح بعض الهجمات أثارت مخاوف من أن بعض الظروف نفسها في العراق التي سمحت بصعود تنظيم الدولة في عام 2014 تفسح المجال مرة أخرى له لإعادة تشكيله.

وقال إن الهجمات في المناطق الجبلية والصحراوية النائية في العراق تبرز نقص التنسيق بين القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة الكردية الخاضعة لحكومة إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أن العديد منها وقع في منطقة متنازع عليها تطالب بها كل من الحكومة الكردية العراقية والحكومة المركزية.

جيل جديد من مقاتلي التنظيم

ونسب التقرير إلى أرديان شايكوفيتشي مدير “المعهد الأميركي لمكافحة الإرهاب والاستهداف والقدرة على الصمود” قوله إن العديد من مقاتلي التنظيم الذين اعتقلوا في هجمات منذ أن فقد التنظيم آخر أراضيه قبل 3 سنوات كانوا أصغر سنا وينحدرون من عائلات لديها أعضاء أكبر سنا لهم صلات بالتنظيم.

وأضاف شايكوفيتشي بأنه إذا كان الأمر كذلك، فهذا جيل جديد من مجندي التنظيم، يغير حسابات التفاضل والتكامل والتهديدات بعدة طرق.

وأشار التقرير إلى أن العراق كافح للتعامل مع عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين من أقارب مقاتلي التنظيم، وعوقبوا بشكل جماعي ووضعوا في معسكرات الاعتقال التي ينظر إليها الآن على أنها أرض خصبة “للتطرف”.

تأثيرات الفساد

واعتبر إن “الفساد في قوات الأمن العراقية” تسبب في ترك بعض القواعد بالبلاد دون إمدادات مناسبة وسمح للجنود والضباط بإهمال واجباتهم، مما ساهم في انهيار فرق الجيش بأكملها التي تراجعت عام 2014 بدلا من مواجهة التنظيم.

وأوضح أن القتال امتد بين ميليشيا يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة وتنظيم الدولة الإسلامية أول أمس الثلاثاء إلى أحياء حول سجن محاصر في شمال شرق سوريا يقع في قلب أكبر مواجهة بين الجيش الأميركي وتنظيم الدولة منذ 3 سنوات.

وانضم الجيش الأميركي إلى القتال الاثنين الماضي لدعم حلفائه في قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ضد التنظيم، بعد أيام من هجوم التنظيم على سجن مؤقت في مدينة الحسكة بمحاولة لتحرير مقاتلي التنظيم المحتجزين هناك. ونفذت الولايات المتحدة غارات جوية وقدمت معلومات استخباراتية وقوات برية في مركبات برادلي القتالية التي ساعدت في تطويق السجن.

أكبر معركة بين التحالف وتنظيم الدولة

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن معركة هذا السجن هي أكبر معركة بين القوات الأميركية والتنظيم منذ أن فقد التنظيم آخر قطعة من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا عام 2019.

وفي ذروته، كان تنظيم داعش يسيطر على أراض بحجم بريطانيا تمتد بين العراق وسوريا. وقد توجه ما يقدر بنحو 40 ألف أجنبي -بمن فيهم الأطفال- إلى سوريا للقتال أو العمل من أجل الخلافة، وأحضر الآلاف منهم أطفالهم الصغار، وولد هناك أطفال آخرون.

وقالت الصحيفة إن العديد من الرجال في السجن البالغ عددهم حوالي 3500 مقاتل وبعضهم مصاب بجروح باقية كانوا يعكسون “الجاذبية الدولية” لتنظيم الدولة، فهم ينحدرون من جميع أنحاء العالم، وقد رفضت معظم دولهم استعادتهم. ويضم جزء منفصل من المجمع حوالي 700 فتى، وهم أطفال لأعضاء مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، وتم أسرهم أيضا مع انهيار التنظيم.

اتهامات سورية لواشنطن

في هذه الأثناء اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، إن الأحداث التي شهدتها مدينة الحسكة مؤخرا تأتي في إطار “محاولات واشنطن لإعادة تدوير تنظيم داعش الارهابي وإعطاء مبرر لبقاء قواتها”.

وأضاف صباغ خلال جلسة ل‍مجلس الأمن الدولي أن “ما جرى ويجري في مدينة الحسكة يستدعي من مجلس الأمن النظر بشكل عاجل في تداعيات هذه الأحداث الخطيرة الناجمة عن جرائم تنظيم (داعش) الإرهابي وميليشيا (قسد) الانفصالية وقوات الاحتلال الأمريكي”.

وتابع أن هذه الأحداث نتيجة أيضا لـ”إصرار حكومات بعض الدول على عدم تحمل مسؤولياتها في استعادة إرهابييها وعائلاتهم المحتجزين في مخيمات ومراكز اعتقال في شمال شرق سوريا بما يضع وبشكل نهائي حدا لوجودهم على الأراضي السورية”.

وأوضح صباغ أن ما حدث في الحسكة “يتطلب من مجلس الأمن العمل على إنهاء وجود قوات الاحتلال الأمريكي في شمال شرق سوريا وفي منطقة التنف وإنهاء رعايتها لميليشيا (قسد) الانفصالية والكيانات الإرهابية”.

يذكر أن “قوات سوريا الديمقراطية” أعلنت في وقت سابق سيطرتها على سجن الصناعة في مدينة الحسكة بالكامل، واستسلام جميع عناصر تنظيم “داعش” الموجودين داخله.

المصدر: نيويورك تايمز+وكالات

————————

المقالات والتقارير المنشورة بأسماء أصحابها تعبر عن وجهة نظرهم ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

عن خاکسار

شاهد أيضاً

موظفون في الاتحاد الأوروبي يحتجون على جرائم الاحتلال في غزة

نظم أكثر من 100 موظف في مؤسسات بالاتحاد الأوروبي في بروكسل احتجاجات ضد العدوان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *