أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / الشرق الأوسط وتداعيات الحرب الأوكرانية

الشرق الأوسط وتداعيات الحرب الأوكرانية

بعيدا عما تؤول إليه الحرب الأوكرانية من تداعيات ونتائج وحتى في حال توقف الحرب، فإنها قد أدت إلى مواجهة واسعة النطاق وواضحة المعالم بين الغرب وروسيا، وفضلا عن هذا هناك دول خارجة عن النظام الغربي، لكنها أرسلت مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، إذ ان الأجواء المتوترة والعداء بين الجانبين تتجاوز أجواء الحرب الباردة وان العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب وحلفاءه على روسيا طيلة الأسابيع الماضي، أكثر شدة من العقوبات التي قد فرضت على الاتحاد السوفيتي السابق في فترة الحرب الباردة.

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ظهرت مختلف المناقشات حول تداعيات هذه الحرب على منطقة الشرق الأوسط في مختلف الجوانب، ان العالم بأسره اصبح يعاني من تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا، ومن الواضح بان هذه الحرب لم تكشف عن كل تأثيراتها على العالم بعد، لكن هناك قضايا بارزة تبرز نفسها عند الحديث عن تداعياتها على الشرق الأوسط.

تحديات الأمن الغذائي

تركت الحرب الأوكرانية تأثيرها الكبير على اقتصاد العديد من الدول، إذ هددت المصادر الغذائية في كل منطقة الشرق الأوسط، وقد تعاني دول مثل اليمن وسوريا ولبنان من مشاكل في توفير الطعام، كما هناك تقديرات تفيد بان المجاعة تهدد 55 مليون شخص في كل منطقة الشرق الأوسط. إضافة إلى هذا ان ارتفاع الأسعار يمكنه ان يترك تأثيراته المدمرة على بعض الدول واستقرارها السياسي؛ على كل حال من المتوقع ان يتحول القلق العام حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخاصة الخبز إلى سبب رئيس لاندلاع الاحتجاجات والتوترات في كل المنطقة. والسبب في هذا ان روسيا تعد أكبر مصدر للقمح في العالم بينما تحتل أوكرانيا المرتبة الخامسة في تلك القائمة، وان البلدين يستخدمان موانئهما في البحر الأسود لتصدير القمح إلى الشرق الأوسط واليوم تحولت تلك الموانئ إلى مناطق حربية، إضافة إلى هذا فان الشرق الأوسط يواجه الجفاف في السنوات الأخيرة وهذا قد ترك تأثيره على المواد الغذائية.

التحديات الجيوسياسية

ان الهجوم الروسي على أوكرانيا كان وراء ظهور تحديات إستراتيجية لدول المنطقة، ذلك أنها وسعت نطاق علاقاتها بموسكو في السنوات الأخيرة سواء في ردة فعل على عودة روسيا على المنطقة بصفتها قوة خارجية عظيمة ومن خلال الحرب الاهلية في سوريا على سبيل المثال، أو للتكيف مع واقع العالم الجيوسياسي المتعدد الأقطاب، إذ لا ترغب أمريكا أو حلفاءها ان تستمر في القيام بدور ضامن امن المنطقة، التي كانت طيلة التاريخ وخاصة العقود المنصرمة مكانا جذابا لإثارة الأزمات والصراعات، وساحة مفتوحة لأنواع الحروب بالنيابة، وقد تلجأ روسيا والغرب للحروب بالنيابة لتجنب اندلاع حرب كونية.

من جهة أخرى فان الفجوة العالمية الكبيرة بين الغرب وروسيا بتأثير من الحرب الروسية على أوكرانيا وضعت المنطقة أمام خيارات صعبة لخلق التوازن في العلاقات الدولية على كافة الأصعدة منها السياسية والاقتصادية والأمنية، وان روسيا اليوم تختلف عن الاتحاد السوفيتي السابق، إذ تربطها علاقات وطيدة بجل دول الشرق الأوسط، وعلى هذا فان تأجيج التوترات بين الغرب وروسيا وتعقيد الأزمات الشرق الأوسطية التي تعد روسيا طرفا فيها، مثل الأزمة الروسية والليبية، يقلل من فرص الحصول على حلول عادلة لحل هذه الأزمات أو الحلول التي تقدم الاستقرار للمنقطة.

ففي حال انتصار روسيا في الحرب الأوكرانية وفرض ظروفها على العالم، يمنح هذا الأمر دوافع مضاعفة لحكومة أسد في سوريا وحفتر في ليبيا والحلفاء الآخرين للقيام بمخططاتهم، إضافة إلى هذا ان زيادة ضخ الطاقة في الأسواق للتعويض عن تقليل خفض استيراد الطاقة من روسيا، يرغم الغرب على تقليل ضغطه على إيران وبهذا تقوم إيران بتصدير النفط والغاز. هذا وان حاجة الغرب إلى مصادر الطاقة يؤدي إلى تعزيز مكانة السعودية بين الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط وكذلك مكانتها في الساحة الإقليمية والدولية.

بشكل عام من الصعب ترسيم سيناريو نهائي يترك تأثيره السلبي على المساعي الدولية لحل الصراعات في المنطقة، إذ ان الهجوم الروسي على أوكرانيا يترك تأثيره على الشرق الأوسط في ثلاثة مجالات: المفاوضات السياسية والعمل العسكري، والأمن الغذائي، وتوفير الطاقة.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

تراجع أرباح “أرامكو” السعودية بنسبة 14.5% في الربع الأول من 2024

شركة “أرامكو” السعودية تعلن تراجع صافي أرباحها في الربع الأول من العام 2024 بنسبة 14.5% …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *