صراط عشق صراط عشق
بعد ان أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم الثلاثاء أن الصيغة النهائية لمسودة ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة “مرضية” للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية، زعم رئيس الوزراء الصهيوني يائير لبيد أن تل أبيب توصلت إلى اتفاق “تاريخي” مع لبنان مضيفا بأن هذا “اتفاق تاريخي سيعزز أمن كيانه، لكن وزيرة الطاقة الصهيونية كارين الحرار ادعت إن “تشدد تل أبيب في مواقفها لبّى كل متطلباتنا وتراجع لبنان” !!!
حرب نفسية يحاول الصهاينة شنها على المقاومة، والقول بان لبنان هو من تراجع وتم الاتفاق بسبب هذا التراجع، وهي محاولة فاضحة (ومضحكة) لأن الجميع رأوا كيف لم يمدّ الصهاينة يدهم نحو كاريش وبقوا يتفاوضون مع لبنان مع أخذ وردّ للتوصل الى اتفاق في ظل تهديد حزب الله بأن مد اليد نحو كاريش ممنوع الا بعد ضمان حقوق لبنان في نفطه وغازه.
وماذا كان سيردع الصهاينة عن استخراج الغاز من حقل كاريش لو لم تكن هناك صواريخ للمقاومة في لبنان متجهة نحو كاريش ؟ هل كان يردعهم الاميركان (وهم اكبر الداعمين للصهاينة في كل عدوانهم واجرامهم) أم يردعهم الضمير أو القوانين الدولية (اكبر منتهكي القوانين الدولية هم الصهاينة) أو الجامعة العربية مثلا ؟.
أليس هؤلاء الصهاينة الذين امتنعوا عن استخراج الغاز في كاريش حتى يتم الاتفاق مع بيروت، هم الذين يتصرفون في كل شيء وكأنهم فوق اية قوانين ومعاهدات، بل ان قوة جيشهم والامر الواقع هو القانون ؟ ألا يحتل هؤلاء الصهاينة اراضي عربية شاسعة ولا يعيرون اعتبارا لاي قرار دولي وأممي ؟ .
ان قول رئيس الوزراء الصهيوني لابيد بأن هذا الاتفاق سيعزز أمن كيانه يعني ان عدم الاتفاق كان يعرض أمن الكيان للخطر، والآن هو فرح بأن كيانه نجا من مواجهة مع حزب الله.
لقد دعت جهات فاعلة في الكيان الصهيوني، خلال الايام الماضية المستوطنين الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة الى الخروج الى الشوارع والتظاهر وقطع الطرقات والعصيان لاجبار الحكومة على حل القضية سلميا مع لبنان، وقالت هذه الجهات الفاعلة للمستوطنين بأن عدم قيامهم بالشغب والصمت يعني انهم مهددون بنيران تأكل الأخضر واليابس.
نعم انه الخوف وانها القوة التي يفهم الصهاينة لغتها فقط، ولولا استعداد حزب الله للحرب لكان الصهاينة ليس فقط باشروا باستخراج الغاز من كاريش، بل كانوا حتى منعوا لبنان من استخراج نفطه وغازه في حقل قانا.
بقلم : فريد عبدالله
