أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / في ذكرى نشوبها … قراءة في أهداف الحرب الصدّامية على ايران ؟

في ذكرى نشوبها … قراءة في أهداف الحرب الصدّامية على ايران ؟

بالتزامن مع قطع العلاقات الايرانية الاميركية في اعقاب انتصار الثورة الاسلامية في ايران وفي تاريخ 7 أبريل 1980 أي قبل 6 أشهر من شنه الحرب الشاملة على ايران، قال رئيس النظام البعثي البائد في العراق صدام حسين ان على ايران ان تنسحب من جزرها الثلاثة في الخليج الفارسي طنب كبرى وطنب صغرى وأبو موسى!

يعتبر الخبراء والمحللون بأن الحرب التي فرضها النظام الصدامي البائد على ايران في عام 1980 هي نتيجة سلسلة من الاخفاقات والهزائم التي منيت بها جبهة الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في مواجهتها للنظام الاسلامي في ايران. فتصاعد القوى الثورية في ايران بعد مضي عام ونيف من انتصار الثورة في ظل القيادة الرشيدة للامام الخميني الراحل (طاب ثراه) ادى الى الاستيلاء على السفارة الاميركية في طهران والتي كانت وكرا للتجسس، وحذف التيار الليبرالي وطرده من سدة الحكم ومجيء حكومة شعبية ثورية ومناهضة للولايات المتحدة برئاسة الرئيس الشهيد محمد علي رجائي الى الحكم.

وقد بددت هذه التطورات شكوك الاستكبار العالمي بأن عدم المواجهة الميدانية الشاملة مع الثورة الاسلامية في ايران سيتسبب بانتشار نفوذ الثورة الاسلامية الجاذبة، بشكل واسع جدا، ما يهدد مصالح القوى العظمى وخاصة الغربيين.

التمهيد للهجوم

في عام 1979 وبالتزامن مع استيلاء صدام حسين على الحكم في العراق بدأت الخطوات المعادية لايران تتوالى واحدة تلو الاخرى من اجل تهيئة الاجواء والتمهيد لشن حرب شاملة ضد ايران. وفي هذا السياق واضافة الى التحركات العراقية على حدود ايران بدأ النظام الصدامي باتخاذ خطوات واسعة للتحرك في داخل ايران ايضا ومنها اسناد وتشجيع ودعم الحركات المناوئة للثورة في داخل ايران وخاصة في محافظتي كردستان وخوزستان الايرانيتين المجاورتين للعراق.

وربما يمكن القول ان تدخل نظام صدام حسين في محافظة كردستان الواقعة شمال غرب ايران كان أسرع تاثيرا بسبب وجود أجواء مهيأة هناك للتحرك ضد النظام الثوري الجديد نظرا لوجود توتر عميق كان يلف تلك المحافظة بسبب نشاط الجماعات المعادية للثورة، لكن النظام البعثي البائد في العراق كانت له خطة اوسع وأكبر واخطر في جنوب غرب ايران ومحافظة خوزستان التي يقطنها اغلبية عربية، وهذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز ايضا كانت اكبر اهمية جغرافية وسياسية واقتصادية قياسا مع المناطق الغربية من ايران، بشكل كبير.

وكان النظام الصدامي يحاول مد جسور العلاقات مع الجماعات وشيوخ العشائر في خوزستان وكان يظن بان وجود اللغة الواحدة سيسهل عليه تحركه وتنفيذ مخططاته هناك، فحاول هذا النظام مد جسور العلاقات الواسعة مع رؤساء  العشائر، ودعمهم بالاسلحة وتدريب العناصر وتحريضهم للاستفادة منهم في اشعال مواجهات مناطقية وتنفيذ تفجيرات في المدن والمنشآت النفطية، والأهم من ذلك التمهيد لانفصال محافظة خوزستان.

ومع مرور الوقت اصبحت مواقف النظام العراقي السابق أكثر عدوانية تجاه الجمهورية الاسلامية، وفي تاريخ  7 أبريل 1980 أي قبل 6 أشهر من شنه الحرب الشاملة على ايران، قال رئيس النظام البعثي البائد في العراق صدام حسين ان على ايران ان تنسحب من الجزر الثلاثة في الخليج الفارسي طنب كبرى وطنب صغرى وأبو موسى، وبعد فترة وجيزة وفي خطاب آخر قال صدام حسين ان العراق مستعد لحل خلافاته مع ايران بالقوة .

واثر هذه المواقف ازدادت تحركات الجيش العراقي عند الحدود، وباشر هذا الجيش برفع قدراته القتالية، ونظرا الى تقاطع مصالح الاستكبار العالمي مع هذا الاتجاه الصدامي باشرت قوى الاستكبار العالمي بعقد صفقات ضخمة لتزويد النظام العراقي السابق باسلحة حديثة ومتطورة في فترة وجيزة ، وشهد الجيش العراقي ومنظومته القتالية تطورا وتغييرا بالغا في تلك الفترة .

وعمد النظام البعثي البائد الى حشد القوات عند الحدود وافتعال اشتباكات حدودية بالتزامن مع تمهيده للظروف السياسية وخلق الذرائع، وفي تاريخ 11 سبتمبر عام 1980  طرح هذا النظام ادعاءات واهية اثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب حيث طلب العراق هناك دعم ومساندة الدول العربية معلنا “سنسترجع اراضينا من ايران” ، وفي تاريخ  19 سبتمبر 1980 أي قبل 3 أيام من شن الحرب الشاملة، ألغت بغداد اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين والمعروفة باسم اتفاقية الجزائر لعام 1975 ،  وبعد 3 أيام أي في تاريخ 22 سبتمبر عام 1980 شن الجيش الصدامي هجومه الشامل جوا وبحرا وبرا على الاراضي الايرانية.

الاهداف والاستراتيجية العسكرية العراقية في الهجوم على ايران

كان النظام العراقي السابق يحاول من خلال اضعاف النظام الاسلامي الجديد في ايران منع تصدير الثورة الاسلامية الى بلدان المنطقة، وكذلك وضع نفسه في الصدارة في العالم العربي وبين الانظمة العربية والقيام بلعب دور شرطي المنطقة والذي حلم بأن يمنحونه اياه مقابل خدمة التعدي على لايران.

ويمكن تلخيص أهداف ودوافع هذا العدوان على ايران في 3 قضايا :

1- السيطرة على نهر أروند رود الحدودي بين البلدين
2- فصل محافظة خوزستان عن ايران
3- اضعاف نظام الجمهورية الاسلامية و التمهيد لسقوطه

وكان الهدف الاول هو الهدف المؤكد والمعلن والعاجل، اما الهدف الثاني فكان الغاية المطلوبة، فيما كان الهدف الثالث يعتبر من تداعيات ونتائج تحقيق الهدفين الاول والثاني.

السيطرة على نهر أروند رود الحدودي بين البلدين

 ادعى النظام العراقي السابق ومنذ توقيعه على اتفاقية الجزائر الحدودية لعام 1975 بأن الاتفاقية تلك هي لصالح ايران وان العراق وقعها تحت الضغط. وكانت هذه الادعاءات تهدف الى التمهيد لطرح ادعاءات السيطرة على نهر أروند رود .

يعتبر حصول العراق على ممر مائي في الجنوب ذو اهمية فائقة لاقتصاد هذا البلد وان الحصول على حرية التنقل الكاملة في نهر اروند رود يعتبر هاما بالنسبة لميناء البصرة العراقي .

كما ان توسيع حدود العراق شرقا هي من الاهداف التي يسعى اليها حكام العراق آنذاك، فهؤلاء اعتبروا بان المراكز الحيوية للعراق  مثل ميناء البصرة (عاصمة اقتصادية) ومدينة بغداد (عاصمة سياسية) ومدينة كركوك ( المركز النفطي) كلها قريبة من الحدود الايرانية ولا تبعد اكثر من 100 او 150 كيلومترا عن الحدود الغربية لايران وان أي تحرك عسكري من قبل الايرانيين سيضع هذه المراكز الحيوية في دائرة الخطر.

ولذلك اراد حكام بغداد توسيع اراضي شرق بلادهم لتوفير حماية اكبر للبصرة وبغداد وكركوك.

فصل محافظة خوزستان

يشكل تقسيم ايران وفصل محافظة خوزستان أهم هدف للنظام البعثي البائد، وكان هؤلاء يصرون على تحقيقه لدوافع عسكرية وسياسية واقتصادية.

ومن جهة اخرى تحظى محافظة خوزستان باهمية بالغة نظرا لوجود مرافق حيوية اقتصادية ونفطية فيها وموقعها الجغرافي الهام، وان السيطرة على هذه المحافظة كان سيتيح للعراق السيطرة على مخزون كبير من النفط بالاضافة الى حل مشكلة وجود ممر مائي في الجنوب.

 ان السيطرة على محافظة خوزستان والتواجد العراقي الواسع في الخليج الفارسي كان يشكل انتصارا عسكريا هاما في المنطقة وكان يمنح لنظام البعث امكانية بسط السيطرة على الدول العربية في الخليج الفارسي ايضا.

                                             صدام في مزبلة التاريخ

اضعاف نظام الجمهورية الاسلامية و التمهيد لسقوطه
ان اضعاف نظام الجمهورية الاسلامية وصولا الى سقوط هذا النظام الثوري الناشئ كان يعود بالنفع على النظام البعثي البائد من الناحية الايديولوجية لكن الأهم في هذه القضية كان عداء القوى الغربية وخاصة أميركا لايران وان اسقاط نظامها كان يحقق اهداف الاستكبار العالمي.
ان احتواء الثورة الاسلامية والقضاء عليها اذا أمكن ، هو الدافع الاكبر للأنظمة الرجعية في المنطقة والقوى الاستكبارية لمساندة نظام صدام ، وبعبارة اوضح شكل النظام العراقي السابق أداة لتنفيذ سياسات هؤلاء . واذا تم اضعاف النظام الاسلامي في ايران كان يمكّن العراق من منع تصدير الثورة الاسلامية ويمنحه السيادة على العالم العربي والاستحواذ على دور شرطي المنطقة كمكافئة له على خدمة المستكبرين والمستعمرين.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

الاحتلال الصهيوني يدمر نحو 300 منزل في العملية المستمرة على جباليا

أعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن العملية الإسرائيلية المكثفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *