أخبار عاجلة
الرئيسية / معارف / معجزات / معجزات/اَمر عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرِّضَا

معجزات/اَمر عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرِّضَا

بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله رب العالمین

امام جواد ، پيامبر اکرم ، امام رضا عَلَيْهِم السَّلاَمُ 
[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ، اَلْمُفَسِّرُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ : أَنَّ اَلرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَا جَعَلَهُ اَلْمَأْمُونُ وَلِيَّ عَهْدِهِ اِحْتَبَسَ اَلْمَطَرُ فَجَعَلَ بَعْضُ حَاشِيَةِ اَلْمَأْمُونِ وَ اَلْمُتَعَصِّبِينَ عَلَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُونَ اُنْظُرُوا لَمَّا جَاءَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى وَ صَارَ وَلِيَّ عَهْدِنَا فَحَبَسَ اَللَّهُ تَعَالَى عَنَّا اَلْمَطَرَ وَ اِتَّصَلَ ذَلِكَ بِالْمَأْمُونِ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَدِ اِحْتَبَسَ اَلْمَطَرُ فَلَوْ دَعَوْتَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُمْطِرَ اَلنَّاسَ قَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَعَمْ قَالَ فَمَتَى تَفْعَلُ ذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ قَالَ يَوْمَ اَلْإِثْنَيْنِ فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَتَانِي اَلْبَارِحَةَ فِي مَنَامِي وَ مَعَهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ يَا بُنَيَّ اِنْتَظِرْ يَوْمَ اَلْإِثْنَيْنِ فَابْرُزْ إِلَى اَلصَّحْرَاءِ وَ اِسْتَسْقِ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَيَسْقِيهِمْ وَ أَخْبِرْهُمْ بِمَا يُرِيكَ اَللَّهُ مِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ حَالَهُ لِيَزْدَادَ عِلْمُهُمْ بِفَضْلِكَ وَ مَكَانِكَ مِنْ رَبِّكَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ اَلْإِثْنَيْنِ غَدَا إِلَى اَلصَّحْرَاءِ وَ خَرَجَ اَلْخَلاَئِقُ يَنْظُرُونَ فَصَعِدَ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ اَللَّهُمَّ يَا رَبِّ أَنْتَ عَظَّمْتَ حَقَّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَتَوَسَّلُوا بِنَا كَمَا أَمَرْتَ وَ أَمَّلُوا فَضْلَكَ وَ رَحْمَتَكَ وَ تَوَقَّعُوا إِحْسَانَكَ وَ نِعْمَتَكَ فَاسْقِهِمْ سَقْياً نَافِعاً عَامّاً غَيْرَ رَائِثٍ وَ لاَ ضَائِرٍ وَ لْيَكُنِ اِبْتِدَاءُ مَطَرِهِمْ بَعْدَ اِنْصِرَافِهِمْ مِنْ مَشْهَدِهِمْ هَذَا إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَ مَقَارِّهِمْ – قَالَ فَوَ اَللَّهِ اَلَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَقَدْ نَسَجَتِ اَلرِّيَاحُ فِي اَلْهَوَاءِ اَلْغُيُومَ وَ أَرْعَدَتْ وَ أَبْرَقَتْ وَ تَحَرَّكَ اَلنَّاسُ كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ اَلتَّنَحِّيَ عَنِ اَلْمَطَرِ فَقَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى رِسْلِكُمْ أَيُّهَا اَلنَّاسُ فَلَيْسَ هَذَا اَلْغَيْمُ لَكُمْ إِنَّمَا هُوَ لِأَهْلِ بَلَدِ كَذَا فَمَضَتِ اَلسَّحَابَةُ وَ عَبَرَتْ ثُمَّ جَاءَتْ سَحَابَةٌ أُخْرَى تَشْتَمِلُ عَلَى رَعْدٍ وَ بَرْقٍ فَتَحَرَّكُوا فَقَالَ عَلَى رِسْلِكُمْ فَمَا هَذِهِ لَكُمْ إِنَّمَا هِيَ لِأَهْلِ بَلَدِ كَذَا فَمَا زَالَ حَتَّى جَاءَتْ عَشْرُ سَحَابَاتٍ وَ عَبَرَتْ وَ يَقُولُ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ عَلَى رِسْلِكُمْ لَيْسَتْ هَذِهِ لَكُمْ إِنَّمَا هِيَ لِأَهْلِ بَلَدِ كَذَا ثُمَّ أَقْبَلَتْ سَحَابَةٌ حَادِيَةَ عَشَرَ فَقَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ هَذِهِ بَعَثَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ فَاشْكُرُوا اَللَّهَ تَعَالَى عَلَى تَفَضُّلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قُومُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ وَ مَقَارِّكُمْ فَإِنَّهَا مُسَامِتَةٌ لَكُمْ وَ لِرُءُوسِكُمْ مُمْسِكَةٌ عَنْكُمْ إِلَى أَنْ تَدْخُلُوا مَقَارَّكُمْ ثُمَّ يَأْتِيكُمْ مِنَ اَلْخَيْرِ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِ اَللَّهِ تَعَالَى وَ جَلاَلِهِ وَ نَزَلَ مِنَ اَلْمِنْبَرِ فَانْصَرَفَ اَلنَّاسُ فَمَا زَالَتِ اَلسَّحَابَةُ مُمْسِكَةً إِلَى أَنْ قَرُبُوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ ثُمَّ جَاءَتْ بِوَابِلِ اَلْمَطَرِ فَمَلَأَتِ اَلْأَوْدِيَةَ وَ اَلْحِيَاضَ وَ اَلْغُدْرَانَ وَ اَلْفَلَوَاتِ فَجَعَلَ اَلنَّاسُ يَقُولُونَ هَنِيئاً لِوُلْدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَرَامَاتُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ بَرَزَ إِلَيْهِمُ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ حَضَرَتِ اَلْجَمَاعَةُ اَلْكَثِيرَةُ مِنْهُمْ فَقَالَ أَيُّهَا اَلنَّاسُ اِتَّقُوا اَللَّهَ فِي نِعَمِ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلاَ تُنَفِّرُوهَا عَنْكُمْ بِمَعَاصِيهِ بَلِ اِسْتَدِيمُوهَا بِطَاعَتِهِ وَ شُكْرِهِ عَلَى نِعَمِهِ وَ أَيَادِيهِ وَ اِعْلَمُوا أَنَّكُمْ لاَ تَشْكُرُونَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَيْءٍ بَعْدَ اَلْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ بَعْدَ اَلاِعْتِرَافِ بِحُقُوقِ أَوْلِيَاءِ اَللَّهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ مُعَاوَنَتِكُمْ لِإِخْوَانِكُمُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَى دُنْيَاهُمُ اَلَّتِي هِيَ مَعْبَرَتُهُمْ إِلَى جِنَانِ رَبِّهِمْ فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ خَاصَّةِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي ذَلِكَ قَوْلاً مَا يَنْبَغِي لِقَائِلٍ أَنْ يَزْهَدَ فِي فَضْلِ اَللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ إِنْ تَأَمَّلَهُ وَ عَمِلَ عَلَيْهِ قِيلَ يَارَسُولَ اَللَّهِ هَلَكَ فُلاَنٌ يَعْمَلُ مِنَ اَلذُّنُوبِ كَيْتَ وَ كَيْتَ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَلْ قَدْ نَجَا وَ لاَ يَخْتِمُ اَللَّهُ تَعَالَى عَمَلَهُ إِلاَّ بِالْحُسْنَى وَ سَيَمْحُو اَللَّهُ عَنْهُ اَلسَّيِّئَاتِ وَ يُبَدِّلُهَا لَهُ حَسَنَاتٍ إِنَّهُ كَانَ مَرَّةً يَمُرُّ فِي طَرِيقٍ عَرَضَ لَهُ مُؤْمِنٌ قَدِ اِنْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ وَ هُوَ لاَ يَشْعُرُ فَسَتَرَهَا عَلَيْهِ وَ لَمْ يُخْبِرْهُ بِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَخْجَلَ ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ اَلْمُؤْمِنَ عَرَفَهُ فِي مَهْوَاةٍ فَقَالَ لَهُ أَجْزَلَ اَللَّهُ لَكَ اَلثَّوَابَ وَ أَكْرَمَ لَكَ اَلْمَآبَ وَ لاَ نَاقَشَكَ اَلْحِسَابَ فَاسْتَجَابَ اَللَّهُ لَهُ فِيهِ فَهَذَا اَلْعَبْدُ لاَ يُخْتَمُ لَهُ إِلاَّ بِخَيْرٍ بِدُعَاءِ ذَلِكَ اَلْمُؤْمِنِ فَاتَّصَلَ قَوْلُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِهَذَا اَلرَّجُلِ فَتَابَ وَ أَنَابَ وَ أَقْبَلَ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْهِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ حَتَّى أُغِيرَ عَلَى سَرْحِ اَلْمَدِينَةِ فَوَجَّهَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَثَرِهِمْ جَمَاعَةً ذَلِكَ اَلرَّجُلُ أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ فِيهِمْ قَالَ اَلْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ أَعْظَمَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْبَرَكَةَ فِي اَلْبِلاَدِ بِدُعَاءِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ كَانَ لِلْمَأْمُونِ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ هُوَ وَلِيَّ عَهْدِهِ مِنْ دُونِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ حُسَّادٌ كَانُوا بِحَضْرَةِ اَلْمَأْمُونِ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِلْمَأْمُونِ بَعْضُ أُولَئِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ تَارِيخَ اَلْخُلَفَاءِ فِي إِخْرَاجِكَ هَذَا اَلشَّرَفَ اَلْعَمِيمَ وَ اَلْفَخْرَ اَلْعَظِيمَ مِنْ بَيْتِ وُلْدِ اَلْعَبَّاسِ إِلَى بَيْتِ وُلْدِ عَلِيٍّ وَ لَقَدْ أَعَنْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَ أَهْلِكَ جِئْتَ بِهَذَا اَلسَّاحِرِ وَلَدِ اَلسَّحَرَةِ وَ قَدْ كَانَ خَامِلاً فَأَظْهَرْتَهُ وَ مُتَّضِعاً فَرَفَعْتَهُ وَ مَنْسِيّاً فَذَكَّرْتَ بِهِ وَ مُسْتَخَفّاً فَنَوَّهْتَ بِهِ قَدْ مَلَأَ اَلدُّنْيَا مَخْرَقَةً وَ تَشَوُّقاً بِهَذَا اَلْمَطَرِ اَلْوَارِدِ عِنْدَ دُعَائِهِ مَا أَخْوَفَنِي أَنْ يُخْرِجَ هَذَا اَلرَّجُلُ هَذَا اَلْأَمْرَ عَنْ وُلْدِ اَلْعَبَّاسِ إِلَى وُلْدِ عَلِيٍّ بَلْ مَا أَخْوَفَنِي أَنْ يَتَوَصَّلَ بِسِحْرِهِ إِلَى إِزَالَةِ نِعْمَتِكَ وَ اَلتَّوَثُّبِ عَلَى مَمْلَكَتِكَ هَلْ جَنَى أَحَدٌ عَلَى نَفْسِهِ وَ مُلْكِهِ مِثْلَ جِنَايَتِكَ فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ قَدْ كَانَ هَذَا اَلرَّجُلُ مُسْتَتِراً عَنَّا يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ فَأَرَدْنَا أَنْ نَجْعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِنَا لِيَكُونَ دُعَاؤُهُ لَنَا وَ لِيُعْرَفَ بِالْمُلْكِ وَ اَلْخِلاَفَةِ لَنَا وَ لِيَعْتَقِدَ فِيهِ اَلْمَفْتُونُونَ بِهِ أَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا اِدَّعَى فِي قَلِيلٍ وَ لاَ كَثِيرٍ وَ أَنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ لَنَا مِنْ دُونِهِ وَ قَدْ خَشِينَا إِنْ تَرَكْنَاهُ عَلَى تِلْكَ اَلْحَالِ أَنْ يَنْفَتِقَ عَلَيْنَا مِنْهُ مَا لاَ نَسُدُّهُ وَ يَأْتِيَ عَلَيْنَا مِنْهُ مَا لاَ نُطِيقُهُ وَ اَلْآنَ فَإِذْ قَدْ فَعَلْنَا بِهِ مَا فَعَلْنَا وَ أَخْطَأْنَا فِي أَمْرِهِ بِمَا أَخْطَأْنَا وَ أَشْرَفْنَا مِنَ اَلْهَلاَكِ بِالتَّنْوِيهِ بِهِ عَلَى مَا أَشْرَفْنَا فَلَيْسَ يَجُوزُ اَلتَّهَاوُنُ فِي أَمْرِهِ وَ لَكِنَّا نَحْتَاجُ أَنْ نَضَعَ مِنْهُ قَلِيلاً قَلِيلاً حَتَّى نُصَوِّرَهُ عِنْدَ اَلرَّعِيَّةِ بِصُورَةِ مَنْ لاَ يَسْتَحِقُّ لِهَذَا اَلْأَمْرِ ثُمَّ نُدَبِّرَ فِيهِ بِمَا يَحْسِمُ عَنَّا مَوَادَّ بَلاَئِهِ قَالَ اَلرَّجُلُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَوَلِّنِي مُجَادَلَتَهُ فَإِنِّي أُفْحِمُهُ وَ أَصْحَابَهُ وَ أَضَعُ مِنْ قَدْرِهِ فَلَوْ لاَ هَيْبَتُكَ فِي صَدْرِي لَأَنْزَلْتُهُ مَنْزِلَتَهُ وَ بَيَّنْتُ لِلنَّاسِ قُصُورَهُ عَمَّا رَشَّحْتَهُ لَهُ قَالَ اَلْمَأْمُونُ مَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا قَالَ فَاجْمَعْ وُجُوهَ أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ وَ اَلْقُوَّادَ وَ اَلْقُضَاةَ وَ خِيَارَ اَلْفُقَهَاءِ لِأُبَيِّنَ نَقْصَهُ بِحَضْرَتِهِمْ فَيَكُونَ أَخْذاً لَهُ عَنْ مَحَلِّهِ اَلَّذِي أَحْلَلْتَهُ فِيهِ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُمْ بِصَوَابِ فِعْلِكَ قَالَ فَجَمَعَ اَلْخَلْقَ اَلْفَاضِلِينَ مِنْ رَعِيَّتِهِ فِي مَجْلِسٍ وَاسِعٍ قَعَدَ فِيهِ لَهُمْ وَ أَقْعَدَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي مَرْتَبَتِهِ اَلَّتِي جَعَلَهَا لَهُ فَابْتَدَأَ هَذَا اَلْحَاجِبُ اَلْمُتَضَمِّنُ لِلْوَضْعِ مِنَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ لَهُ إِنَّ اَلنَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا عَنْكَ اَلْحِكَايَاتِ وَ أَسْرَفُوا فِي وَصْفِكَ بِمَا أَرَى أَنَّكَ إِنْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ بَرِئْتَ إِلَيْهِمْ مِنْهُ فَأَوَّلُ ذَلِكَ أَنَّكَ دَعَوْتَ اَللَّهَ فِي اَلْمَطَرِ اَلْمُعْتَادِ مَجِيؤُهُ فَجَاءَ فَجَعَلُوهُ آيَةً لَكَ مُعْجِزَةً أَوْجَبُوا لَكَ بِهَا أَنْ لاَ نَظِيرَ لَكَ فِي اَلدُّنْيَا وَ هَذَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَدَامَ اَللَّهُ مُلْكَهُ وَ بَقَاءَهُ لاَ يُوَازَنُ بِأَحَدٍ إِلاَّ رَجَحَ بِهِ وَ قَدْ أَحَلَّكَ اَلْمَحَلَّ اَلَّذِي عَرَفْتَ فَلَيْسَ مِنْ حَقِّهِ عَلَيْكَ أَنْ تُسَوِّغَ اَلْكَاذِبِينَ لَكَ وَ عَلَيْهِ مَا يَتَكَذَّبُونَهُ فَقَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا أَدْفَعُ عِبَادَ اَللَّهِ عَنِ اَلتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اَللَّهِ عَلَيَّ وَ إِنْ كُنْتُ لاَ أَبْغِي أَشَراً وَ لاَ بَطَراً وَ أَمَّا ذِكْرُكَ صَاحِبَكَ اَلَّذِي أَحَلَّنِي فَمَا أَحَلَّنِي إِلاَّ اَلْمَحَلَّ اَلَّذِي أَحَلَّهُ مَلِكُ مِصْرَ يُوسُفَ اَلصِّدِّيقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ كَانَتْ حَالُهُمَا مَا قَدْ عَلِمْتَ فَغَضِبَ اَلْحَاجِبُ عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا اِبْنَ مُوسَى لَقَدْ عَدَوْتَ طَوْرَكَ وَ تَجَاوَزْتَ قَدْرَكَ أَنْ بَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى بِمَطَرٍ مُقَدَّرٍ وَقْتُهُ لاَ يَتَقَدَّمُ وَ لاَ يَتَأَخَّرُ جَعَلْتَهُ آيَةً تَسْتَطِيلُ بِهَا وَ صَوْلَةً تَصُولُ بِهَا كَأَنَّكَ جِئْتَ بِمِثْلِ آيَةِ اَلْخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا أَخَذَ رُءُوسَ اَلطَّيْرِ بِيَدِهِ وَ دَعَا أَعْضَاءَهَا اَلَّتِي كَانَ فَرَّقَهَا عَلَى اَلْجِبَالِ فَأَتَيْنَهُ سَعْياً وَ تَرَكَّبْنَ عَلَى اَلرُّءُوسِ وَ خَفَقْنَ وَ طِرْنَ بِإِذْنِ اَللَّهِ فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِيمَا تَوَهَّمُ فَأَحْيِ هَذَيْنِ وَ سَلِّطْهُمَا عَلَيَّ فَإِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ حِينَئِذٍ آيَةً مُعْجِزَةً فَأَمَّا اَلْمَطَرُ اَلْمُعْتَادُ مَجِيؤُهُ فَلَسْتَ أَحَقَّ بِأَنْ يَكُونَ جَاءَ بِدُعَائِكَ مِنْ غَيْرِكَ اَلَّذِي دَعَا كَمَا دَعَوْتَ وَ كَانَ اَلْحَاجِبُ قَدْ أَشَارَ إِلَى أَسَدَيْنِ مُصَوَّرَيْنِ عَلَى مَسْنَدِ اَلْمَأْمُونِ اَلَّذِي كَانَ مُسْتَنِداً إِلَيْهِ وَ كَانَا مُتَقَابِلَيْنِ عَلَى اَلْمَسْنَدِ فَغَضِبَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ صَاحَ بِالصُّورَتَيْنِ دُونَكُمَا اَلْفَاجِرَ فَافْتَرِسَاهُ وَ لاَ تُبْقِيَا لَهُ عَيْناً وَ لاَ أَثَراً فَوَثَبَتِ اَلصُّورَتَانِ وَ قَدْ عَادَتَا أَسَدَيْنِ فَتَنَاوَلاَ اَلْحَاجِبَ وَ عَضَّاهُ وَ رَضَّاهُ وَ هَشَمَاهُ وَ أَكَلاَهُ وَ لَحَسَا دَمَهُ وَ اَلْقَوْمُ يَنْظُرُونَ مُتَحَيِّرِينَ مِمَّا يُبْصِرُونَ فَلَمَّا فَرَغَا مِنْهُ أَقْبَلاَ عَلَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ قَالاَ يَا وَلِيَّ اَللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَا ذَا تَأْمُرُنَا نَفْعَلُ بِهَذَا أَ نَفْعَلُ بِهِ فِعْلَنَا بِهَذَا يُشِيرَانِ إِلَىاَلْمَأْمُونِ فَغُشِيَ عَلَى اَلْمَأْمُونِ مِمَّا سَمِعَ مِنْهُمَا فَقَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ قِفَا فَوَقَفَا ثُمَّ قَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ صُبُّوا عَلَيْهِ مَاءَ وَرْدٍ وَ طَيِّبُوهُ فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهِ وَ عَادَ اَلْأَسَدَانِ يَقُولاَنِ أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نُلْحِقَهُ بِصَاحِبِهِ اَلَّذِي أَفْنَيْنَاهُ قَالَ لاَ فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ تَدْبِيراً هُوَ مُمْضِيهِ فَقَالاَ مَا ذَا تَأْمُرُنَا فَقَالَ عُودَا إِلَى مَقَرِّكُمَا كَمَا كُنْتُمَا فَعَادَا إِلَى اَلْمَسْنَدِ وَ صَارَا صُورَتَيْنِ كَمَا كَانَتَا فَقَالَ اَلْمَأْمُونُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي كَفَانِي شَرَّ حُمَيْدِ بْنِ مِهْرَانَ يَعْنِي اَلرَّجُلَ اَلْمُفْتَرَسَ ثُمَّ قَالَ لِلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هَذَا اَلْأَمْرُ لِجَدِّكُمْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ثُمَّ لَكُمْ فَلَوْ شِئْتَ لَنَزَلْتُ عَنْهُ لَكَ فَقَالَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَوْ شِئْتُ لَمَا نَاظَرْتُكَ وَ لَمْ أَسْأَلْكَ فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَعْطَانِي مِنْ طَاعَةِ سَائِرِ خَلْقِهِ مِثْلَ مَا رَأَيْتَ مِنْ طَاعَةِ هَاتَيْنِ اَلصُّورَتَيْنِ إِلاَّ جُهَّالَ بَنِي آدَمَ فَإِنَّهُمْ وَ إِنْ خَسِرُوا حُظُوظَهُمْ فَلِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِمْ تَدْبِيرٌ وَ قَدْ أَمَرَنِي بِتَرْكِ اَلاِعْتِرَاضِ عَلَيْكَ وَ إِظْهَارِ مَا أَظْهَرْتُهُ مِنَ اَلْعَمَلِ مِنْ تَحْتِ يَدِكَ كَمَا أَمَرَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْعَمَلِ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنِ مِصْرَ قَالَ فَمَا زَالَ اَلْمَأْمُونُ ضَئِيلاً إِلَى أَنْ قَضَى فِي عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا قَضَى .

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام , جلد 49 , صفحه 180

اللهم صلی علی محمد وآل محمد وعجل فرجهم

عن خاکسار

شاهد أيضاً

معجزات/ظهور آية معجزة

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ يَا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ اَلسَّمُرِيَّ أَعْظَمَ اَللَّهُ أَجْرَ إِخْوَانِكَ فِيكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَاجْمَعْ أَمْرَكَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *