أخبار عاجلة
الرئيسية / معارف / ذكريات هادفة / مصابيح الدجى 

مصابيح الدجى 

بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله رب العالمین

مصابيح الدجى

المتعارف بين المتشرعة في تشييع جنازة المؤمنين ذكر الله تعالى بالتهليل و التكبير، فلماذا لا يسمح لنا بأن نرفع أصواتنا بالتكبير في هذا اليوم بالخصوص وذلك خلف جنازة عزيزنا الراحل، وما هي إلا خطوات توصلنا إلى مثواه الأخير في جنّة بقيع الغرقد؟

فالكلّ في نفسه يتساءل وهو يعرف الإجابة بوضوح!

إنّه آخر جمعة من شهر رمضان المبارك المختص بيوم القدس العالمي وذلك بعد أن احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1979 م / 1399 هـ، حيث أصدر الإمام (رحمه الله) بياناً ذكر فيه السرّ في تحديد هذا اليوم بالخصوص بقوله:

(وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم – الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني).

أمروني أن أُسكِّت المشيعين، فطلبت منهم أن يصلّوا على النبي محمّد وآله وأن يسكتوا! فرفعوا أصواتهم بالصلاة على محمد وآل محمد فزادوا في الطين بلّة! وعلى أثر ارتكابي جريمة رفع الشعار! أُعتقلت أنا المسكين فتحمّلت السجن لمدة شهر بعيداً عن الأهل أشربُ وآكلُ وأنام!

هكذا كان يتحدّث معي وهو يسوق سيارته التي إستأجرتها ليوصلني من المدينة المنوّرة إلى مدينة دمام شرق المملكة، إنّه كان من شيعة المدينة.

قال:

كلّ جنازة تدفن إلى جنب قبور الأئمة عليهم السلام تبقى سليمة لا تُبلى مهما طال عليها الزمن! هي كرامة من أئمتنا عليهم السلام يعرفها المسلمون هناك بشتّى مذاهبهم، ولذلك صدر القرار بمنع دفن موتانا قريبا من قبورهم عليهم السلام،  وقد خصّصت لنا قطعة محدّدة داخل البقيع.

عزيزي: تأمّل في زيارتهم الخاصّة لتتعرف على بعض أسرارها :

(اَشْهَدُ اَنَّكُمُ الْاَئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَاَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَاَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ، وَاَنَّكُمْ دَعْوَتُمْ فَلَمْ تُجابُوا، وَاَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَاَنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَاَرْكانُ الْاَرْضِ)

فيا عزيزي اعلم بأنّه لا يسعنا أن نتعرّف على أئمتنا عليهم السلام حق المعرفة مهما سعينا لذلك فهم فوق المخلوق و دون الخالق جلّ و علا ، فاعرف شأنهم عند زيارتهم وخاطب إمامك و أنت تشاهده لا تحت الثرى بل في الملأ الأعلى، فلا بد أن تحلّق بقلبك إلى عرش الرحمن ثمّ تقول (السلام عليكم يا أئمة الهدى) وحينئذٍ سيمدّون أياديهم إليك و يأخذونك إلى جوارهم فتصير روحك معلّقة بعز القدس و تجد نفسك في الجنّة التّي وصفها سبحانه (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)(القمر/54 ، 55). وحينئذ لا ترغب ولا تهتمّ في الجنّات الأخرى مهما توفّرت فيها من الحور والقصور.

ربنا نبهنا من نوم الغفلة لنرفع مستوى طموحاتنا الروحانية فنرتقي بها إلى الدرجات العلا في جوار مصابيح الدجى و أعلام التقى محمد و آله الطاهرين .

الّلهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ و عَجّل فَرَجَهم

08 شوال 1440 ه.

إبراهيم الأنصاري

عن حجت‌الاسلام ابراهیم الانصاری

شاهد أيضاً

نور وجه الله

و بنور وجهك! الذي أضاء له كلّ شيء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *