أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / امريكا تضحي بالأكراد للمرة الخامسة.. الجيش التركي يتوغل في شمال سوريا

امريكا تضحي بالأكراد للمرة الخامسة.. الجيش التركي يتوغل في شمال سوريا

يبدو ان “المصائب” التي حلت وتحل بالعالم جراء الحرب في اوكرانيا، بسبب نقص الطاقة وشحة القمح، هي “فوائد”، بالنسبة لتركيا التي بدأت تستغل حاجة امريكا والناتو لها لمواجهة روسيا، عبر الحصول على امتيازات في سوريا، وعودة الحديث القديم الجديد، عن اقامة منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترا داخل الارضي السورية على إمتداد الحدود بين البلدين.

رفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إنضمام السويد وفنلندا الى الناتو، بذريعة ايوائهما بعض المعارضين له، وطلبه من البلدين تسليمهم لتركيا في مقابل الموافقة على انضمامها للناتو، وهو طلب يعلم اردوغان بانه غير واقعي، الا انه كان يسعى من خلال ذلك الضغط على امريكا للحصول منها على ضوء اخضر  لتنفيذ عملية في شمال سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.

في اثناء الجدل بين اردوغان والناتو حول انضمام فنلندا والسويد الى الناتو، اطلق اردوغان تهديدات صريحة ضد اكراد سوريا، فيوم الأربعاء، في كلمة له أمام ممثلي حزبه، حزب العدالة والتنمية الحاكم قال اردوغان: “نحن بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في قرارنا المتعلق بإنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً شمالي سوريا على حدودنا الجنوبية، وتطهير تل رفعت ومنبج من الإرهابيين، وسنفعل الشيء نفسه تدريجياً في مناطق أخرى”.

يبدو ان اردوغان حصل بالفعل على ضوء اخضر امريكي للهجوم على سوريا، والقضاء على حلفاء امريكا من الاكراد، واقامة منطقة عازلة، تُبعد وفقا للرواية التركية المسلحين عن حدودها 30 كيلومترا، بينما وفقا للرواية الكردية والسورية، فان اردوغان يسعى لاقتلاع الاكراد من مناطقهم، وتغييرها ديمغرافيا، عبر توطين مليون لاجىء سوري من الموالين لتركيا فيها، بالاضافة الى المرتزقة الذي يأتمرون بأوامرها.

والضوء الاخضر هذا،  تجلى بوضوح منذ يوم الاربعاء عندما بدأ القصف التركي على المناطق التي حددها اردوغان في خطابة، والذي كان مصحوبا بدخول تعزيزات عسكرية كبيرة للجيش التركي الى الأراضي السورية عبر  معبر باب السلامة الحدودي في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي والتي توجهت إلى القواعد التركية، كما دخل رتل آخر من معبر تل أبيض بريف الرقة الشمالي واتجه إلى مناطق جنوب تل أبيض.

سكان محليون في مناطق ريف تل أبيض الغربي، قالوا ان الجيش التركي والمرتزقة التابعين له، أطلقوا عشرات القذائف على عدة قرى غرب تل أبيض الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، واسفر القصف عن قتل 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين بينهم اثنان في حالة حرجة.

يربط المراقبون للمشهد التركي تهديدات اردوغان ضد الاكراد وارساله الجيش التركي لتنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود، بتدني شعبية الاخير، بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية، وخسارة العملة التركية لقيمتها، وارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية، بينما الانتخابات الرئاسية والتشريعية على الابواب، لذلك لم يجد اردوغان من ورقة يلعب بها لاستعادة شعبيته الا الجيش، بينما فات اردوغان ان هذه الورقة ليست مضمونة، كما ان اللعب بهذه الورقة قد لا تترك للاكراد من خيار الا العودة الى دمشق والتنسيق مع الجيش لسوري، لمواجهة المحتل التركي، بعد ان خذلتهم امريكا، للمرة الخامسة على التوالي منذ عام 2016.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

الاحتلال الصهيوني يدمر نحو 300 منزل في العملية المستمرة على جباليا

أعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن العملية الإسرائيلية المكثفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *