أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / أفغانستان ما بعد الخروج الأمريكي؛ هدية جيوسياسية لروسيا والصين

أفغانستان ما بعد الخروج الأمريكي؛ هدية جيوسياسية لروسيا والصين

شهدت أفغانستان حدثين في الأسابيع الماضية على مستوى العلاقات الدولية، أولها زيارة أعلى شخص في السياسة الخارجية الصينية إلى أفغانستان وثانيا توجه وفد روسي يترأسه مندوب الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، مع ان هذه الزيارات لم يتم الإعلان عنها مسبقا، وكانت قصيرة لكنها تحظى بأهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة داخليا وعالميا، لأفغانستان، لكن السؤال الذي يطرح هو ما هي رسائل هذه الزيارات وما أهدافها؟

قبل خروج أمريكا والقضاء على الحكومة الجمهورية في أفغانستان التي كان للولايات المتحدة اليد العليا في كل المعادلات الأفغانية، لم يعد بإمكان الصين وروسيا القيام بأي عمل سوى بناء علاقات طبيعية مع أفغانستان، مع هذا فان الصين كانت تبذل مساعي كي تلعب دورا كبيرا في أفغانستان عبر القضايا الاقتصادية وفي ظل تواجد أمريكا في هذا البلد، لكن الإدارة الأمريكية لم تكن تسمح لها بالقيام بأي عمل، إذ ان الروس بذلوا كل ما بوسعهم طيلة العقدين الماضيين لأداء دور في أفغانستان، غير أنهم واجهوا السد العالي المتمثل في أمريكا ورجعوا بخفي حنين، فضلا عن هذا فان القلق الأمني الشديد الناجم عن الأحداث الجارية في أفغانستان الخاضعة لأمريكا كان يسلب الراحة منهما.

ان خروج أمريكا من أفغانستان وانهيار الحكومة خلق أجواء جديدة في هذا البلد يمكن إطلاق “الهدية الجيوسياسية” للصين وروسيا، وعليها، فان هذه الأجواء الجديدة التي أقامت طالبان حكومتها فيها، وفرت فرصة للصين وروسيا على كل الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، للتواجد في هذا البلد في ظل غياب الغرب، هذا ولو القينا نظرة على مسار ردود الأفعال الصينية والروسية خلال الفترة السابقة أي بعد صعود طالبان في أفغانستان لأتضح لنا بأنهما لا ينظران إلى حكم طالبان بنظرة إيجابية فحسب، بل كانا يبحثان عن إقامة علاقات مع الحركة، إذ كانت سفارتهما ناشطة في كابول، وتأتي تلك الزيارات تأييدا للنوايا الحسنة وتعبيرا عن الرغبة في بناء العلاقات مع طالبان.

من جهة أخرى فان الصين وروسيا ومن خلال توجه وفودهما إلى أفغانستان قد أبرزتا إستراتيجيتهما تجاه أفغانستان، ففي هذه الإستراتيجية وبعيدا عن هيكلة الحكومة وأسلوب الحكم، تعد طالبان الحكومة الرسمية في أفغانستان، وهذا ما يتضح من خلال البيانات والزيارات التي جرت في الفترة السابقة، إذ أصدر وزير الخارجية الصيني بيانا أكد فيه بان سياسات الصين تجاه افغانستان مؤسسة على ثلاث أصول وهي احترام استقلالها ووحدة أراضيها وقرارات الشعب الأفغاني.

القضية المهمة في تلك الزيارات هي اللقاء الذي تم بينهما وسراج الدين حقاني وزير الداخلية الأفغاني، إذ تأتي هذه الزيارة في وقت يعد حقاني ضمن القائمة السوداء الأمريكية، على هذا فان هذا اللقاء يحمل رسالتين الأولى هي انه ليس من المهم للصين أو روسيا موقف أمريكا من قادة طالبان وثانيا الحصول على ضمانات من حقاني كونه أحد الشخصيات المهمة العسكرية في طالبان بان لا يسلم أفغانستان لأي جماعة خارجية لشن الهجوم على الصين وروسيا وبالفعل قد منحهم حقاني مثل هذا الالتزام.

القضية الأخرى تتجلى في الفترة الزمنية الراهنة التي تمت فيها تلك الزيارات، إذ نرى ان روسيا دخلت في حرب ضد أوكرانيا وعلى المستوى الداخلي فان طالبان لا تسمح بتوجه البنات إلى المدارس، ومن جهة أخرى فان طالبان اتخذت الحياد سبيلا في التعامل مع الحرب الأوكرانية الروسية إذ يصب هذا الموقف في خانة مصالح روسيا، إضافة إلى هذا فانه من الواضح بان القوى الشرقية لا تولي أي اهتمام بالقضايا الداخلية لأفغانستان، مع ان روسيا والصين قد دعتا طالبان إلى احترام حقوق الإنسان، وتشكيل حكومة شاملة، لكن هذه الدعوات لا تتجاوز كونها إسداء النصائح وليس موقفا صريحا للبلدين. وملخص القول فان ما يهم الصين وروسيا في هذه المرحلة تجاه حكومة طالبان في أفغانستان وأهدافهما هي تحقيق الأهداف الاقتصادية وعدم توجيه أي خطر أمنى للبلدين مصدره أفغانستان.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

موظفون في الاتحاد الأوروبي يحتجون على جرائم الاحتلال في غزة

نظم أكثر من 100 موظف في مؤسسات بالاتحاد الأوروبي في بروكسل احتجاجات ضد العدوان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *