أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / موقف الجندي الأمريكي “بوشنيل” رسالة احتجاج بوجه الوحشية الصهيونية والتواطؤ الأمريكي

موقف الجندي الأمريكي “بوشنيل” رسالة احتجاج بوجه الوحشية الصهيونية والتواطؤ الأمريكي

أكد الباحث بالشؤون السياسية والدولية، الدكتور نبيل سرور، أن موقف الجندي الاميركي “آرون بوشنيل” _الذي أحرق نفسه_ هو “رسالة صارخة بوجه الوحشية الصهيونية، ورسالة احتجاح على التغطية الجائرة للمجازر التي تُرتكب يوميا بحق الانسانية، و رسالة احتجاح بوجه السكوت العالمي على حرب الابادة الجماعية”.

و  مما لا شك فيه ان الدعم الاميركي للكيان المحتل واضح للعالم اجمع وعلى كافة الصعد، ورفع الفيتو من قبل الإدارة الاميركية في الامم المتحدة لعدة مرات لإيقاف اطلاق النار في غزة هو من الدلائل الهامة على هذا الدعم، سيما ان الولايات المتحده تسعى لان تكون هي المهيمنة في منطقة غرب آسيا ولا يمكن ان تقبل بخسارة وسيلتها لتحقيق ذلك، اي الكيان المحتل.

ولذلك رأينا كيف هرعت أمريكا لإ نقاذ الكيان الصهيوني بعد عملية طوفان الأقصى المباركة، وتصريح كبار المسؤولين بالدعم المطلق للكيان.

وحول الهيمنة الاميركية، أجرت مراسلة  الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الباحث بالشؤون السياسية والدولية الدكتور نبيل سرور، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

رأينا فيديو الجندي الاميركي بزيه العسكري يحرق نفسه رفضا للمشاركة بحرب غزة وقتل الاطفال والنساء هناك، ما هي تداعيات هذا الفيديو على المجتمع الاميركي بالدرجة الاولى وما هي ابعاده سيما في عملية كي الوعي ومواجهتها، وإلى اي حد برأيكم هذا يؤكد اكثر فأكثر على مشاركة الجيش الاميركي في الحرب التي تخاض على ارض غزة ؟

ما من شك ان هناك تاثيرا كبيرا وتداعيات هامة على الرأي العام الاميركي والعالمي، للفيديو الذي تداولته وسائل الاعلام حول الجندي الاميركي (آرون بوشنيل) بزيه العسكري، الذي يحرق نفسه رفضا للمشاركة في حرب غزة وقتل الاطفال والنساء هناك.

وبالطبع ان هذا المشهد المريع والمؤثر، له دلالات كببرة على المستوى المعنوي، ويحمل الكثير من المعاني السياسية الصارخة احتجاجا على المواقف الاميركية المنحازة للعدو الاسرائيلي، حاضرا ومستقبلا. ان هذا الموقف الكبير لهذا الجندي الطيار في الجيش الاميركي الذي يحرق نفسه ببدلته العسكرية، يمثل عدة أمور:

اولا: رسالة احتجاجية صارمة وصارخة بالدم بوجه الصمت الدولي المريب على حرب الابادة التي تجري بحق الفلسطينيين.

ثانيا: هي رسالة للجيش الاميركي الذي يساهم في دعم حرب الابادة التي يمارسها الجيش الاسرائيلي.

ثالثا: اضرام الجندي النار بنفسه يمثل رسالة احتجاج للشعب الاميركي وللرأي العام الأميركي والرأي العام العالمي.

رابعا: هي تمثل صرخة احتجاج سياسية للتغطية الاميركية على المجازر الصهيونية في غزة وضحاياها من النساء والأطفال.

والملفت، من خلال التفاصيل، ان بوشنيل وثق موقفه وردد قبل تنفيذ قراره الاحتجاجي المؤثر: “لن أكون متواطئا في الإبادة الجماعية بعد الآن…” .

كما جرى التداول في مواقع التواصل ان بوشنل، قبل الشروع بتنفيذ عمليته، أرسل رسالة إلى وسائل الإعلام جاء فيها: “اليوم، أخطط للمشاركة في عمل احتجاجي متطرف ضد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.

بالخلاصة : موقف الجندي الاميركي بوشنل، هي رسالة صارخة بوجه الوحشية الصهيونية، كما انها رسالة احتجاح على التواطؤ الاميركي والتغطية الجائرة للمجازر التي تُرتكب يوميا بحق الانسانية، وهي رسالة احتجاح بوجه السكوت العالمي على حرب الابادة الجماعية، التي انتهكت كل القيم والمواثيق والاعراف الدولية وشرائع حقوق الانسان …

فهل من يسمع ويعتبر؟!”

للمرة الالف تؤكد الولايات المتحدة انحيازها للكيان الصهيوني وتآمرها على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.. فكيف ستنعكس نتائج العدوان الصهيوني على غزة وحرب الابادة التي يشنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني.. كيف سينعكس ذلك على الحضور الأميركي ومصالحه في المنطقة ؟

ما من شك ان الولايات المتحدة منحازة تاريخيا، بشكل كامل للعدو الاسرائيلي، وقد سعت منذ انشاء الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، وفي كل المحطات، سعت بكل ثقلها لحماية وجود “اسرائيل”، ودعم قوتها العسكرية والأمنية، والابقاء على هذا الوجود كثكنة متقدمة للغرب في منطقتنا. وعملت حثيثا لضمان الحفاظ على وجود الكيان الغاصب، واعتبرت وجود الكيان عاملا اساسيا لحماية مصالحها ونفوذها في منطقة الشرق الاوسط. وعليه، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، سعت الولايات المتحدة لتحقيق هدفين رئيسيين لسياستها الخارجية في الشرق الأوسط؛

اولا: السيطرة على المنطقة ومواردها ودعم حلفائها (الديكتاتوريين في كثير من الأحيان).
ثانيا: السعي للحفاظ على درجة من “الاستقرار”، حتى يتسنى للولايات المتحدة القدرة على القيام بأعمالها وتحقيق اهدافها الاستعمارية والاستغلالية لشعوب وخيرات منطقتنا دون عوائق.
ومع ذلك، ظلت “إسرائيل” على مسار الحرب، وتطلبت هذه الحروب التي لم تستطع “إسرائيل” خوضها بنفسها، التدخل الأمريكي باسم “إسرائيل”، كما كان الحال في العراق، وكانت النتيجة كارثية بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية، حتى رجال الجيش المتشددون بدأوا في ملاحظة الطريق المدمر الذي اختارته بلادهم من أجل الدفاع عن إسرائيل.

وبالعودة الى مضمون السؤال حول تأثير الموقف الاميركي على مصالح اميركا في المنطقة في المستقبل .. يمكن القول وبكل تأكيد ان نتائج العدوان الصهيوني على غزة، وحرب الابادة التي يشنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني، سيكون له اثر سلبي على الحضور الاميركي ومصالحه في المنطقة وذلك من خلال التوصل الى النتائج التالية :

أولا : ان دعم الولايات المتحدة المطلق باداراتها المتعاقبة للكيان الغاصب، سيُسقط او سيصيب بالكثير من الضرر، ولو بعد حين ، صورتها “المثالية “كمدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان امام شعوب العالم والمنطقة، وامام الرأي العام الداخلي والدولي على حد سواء. وهذه باعتقادي مسألة وقت.

ثانيا: على مستوى العلاقة بشعوب المنطقة من الناحية الاقتصادية، حتما ستتأثر علاقات امريكا الاقتصادية ومصالحها واستثماراتها، لاسيما بعد ان برز حضورها المتحيز بالمطلق لصالح الكيان، وكناهب لخيرات منطقتنا وثرواتها وخيراتها ولقرارها السياسي والاقتصادي الحُر.

ثالثا: بعد عملية طوفان الأقصى، سقطت صورة امريكا (كوسيط نزيه) امام الشعوب العربية والاسلامية، وبالتالي تراجع مستوى مصداقيتها ، وحتما تأثيرها الايجابي في شعوب المنطقة. وهذا بسبب تحيزها الواضح واللاخلاقي واللانساني، الى جانب العدو الاسرائيلي، وتغطية مجازره وارتكاباته في غزة وجنوب لبنان.

رابعا: برزت امريكا بلا اقنعة كراعٍ للمنظمات الارهابية، من خلال خلق داعش في العراق وسوريا، ودعم القوى الانفصالية كالاكراد في العراق، وغيرهم من الجماعات الممولة منها لزعزعة الاستقرار ، وتأجيج الفتن بين دول وشعوب المنطقة خدمة لأهدافها ومصالحها، كما مصالح حلفائها، وعلى رأسهم الكيان الغاصب، وذلك لتثبيت حضورهم ونفوذهم على حساب شعوب المنطقة واستقرارها.

أميركا هي التي تدعم الاحتلال وتقود حربه على الفلسطينيين وتمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار بوقف اطلاق النار.. فكيف يبرر البعض قبولها كوسيط للسلام في المنطقة؟ وما اسباب مراهنة بعض الانظمة العربية عليها لحمايتهم اولا او لاسترجاع الحقوق الفلسطينية المسلوبة ثانيا ؟

الدعم الامريكي لا محدود للكيان الاسرائيلي على كل المستويات في حروبهم وفي مخططاتهم التوسعية التي لا حدود لها. وكثير من المراقبين يعتبرون ان امريكا هي من تقود حرب الكيان ضد الفلسطينيين وتدعم الاسرائيلين من خلال:

أ_ تأمين الغطاء السياسي بالكامل وجهوزيتها بوضع الفيتو امام كل قرار يدين العدوان او يطالب بوقف الحرب.

ب_ الدعم العسكري الكامل للكيان، حيث تكفل الامريكي باقامة جسر جوي ، منذ بداية العدوان، ومدت امريكا الكيان الصهيوني بمعدات وقنابل ومدافع وصواريخ ومسيرات وقاذفات ومعدات لوجستية بمليارات الدولارات.

ج_ اقامة مظلة امان للكيان مع محيطه، وسعي دائم وحثيث للضغط على الانظمة العربية لفتح قنوات اتصال مع الكيان الصهيوني وتطبيع علني للعلاقات معه، وادماجه كجسم طبيعي في قلب المنطقة العربية.

وعليه، فالقراءة المنطقية لمواقف اميركا، تقول انه ليس هناك اي مبرر منطقي او موضوعي لقبولها كوسيط نزيه، واي مراهنة للانظمة العربية او الشعوب على اميركا لحمايتهم هو ضرب من الوهم واللاواقعية. كما ان المراهنة على امريكا لاستعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، امر في منتهى السذاجة السياسية واللاواقعية وسوء التقدير.
ان على العرب ان يقتنعوا ان امريكا هي طرف متحيز بالكامل لصالح “اسرائيل ” ولا ولن يمكن لها ابدا ان تكون الى جانب حقوق الشعوب المظلومة وقضاياهم العادلة.

يجري الحديث بين الفينة والاخرى عن خلافات بين الادارة الاميركية وحكومة الكيان الصهيوني!!! فهل فعلا هناك تباين بين الطرفين في ما يتعلق بالصراع في فلسطين المحتلة، وما حدود هذا التباين؟ وهل يمكن ان تمارس الادارة الاميركية الضغط على حكومة الاحتلال للحد من جرائمها ضد الشعب الفلسطيني؟

من غير الموضوعي، لا بل من المبالغة الحديث عن خلافات بين الادارة الاميركية وحكومة الكيان الصهيوني، ان مقتضى الموضوعية يفترض ان نؤكد ان هناك تماهيا كببرا بين كل الادارات الاميركية المتعاقبة ( الديمقراطية والجمهورية) مع الكيان الصهيوني في كل محطات ومفاصل العلاقة العميقة.

هناك تغطية للسياسات كما للحروب التي خاضها الكيان في عمر وجوده، وفي حال حصول تباين، فلا يعدو عن كونه مجرد اختلاف ولا خلاف سوى على بعض التفاصيل فيما يتعلق بالسياسات العامة. واذا شهدنا تباينا او تباعدا بين بعض القادة الصهاينة والمسؤولين الاميركيين، فهذا لا يمكن ان يصل الى درجة الشرخ الكبير، الذي قد يؤدي الى التباعد في القرارات والقضايا الاساسية التي تمس جوهر الاستراتيجية الاميركية ودولتها العميقة في المنطقة والعالم.

كما استبعد ان يصل الضغط الامريكي على الكيان الصهيوني ليوقف اعتداءاته وجرائمه في فلسطين، لا بل اننا قد نجد مزايدات بين الجمهوريين والديمقراطيين لمساندة الصهيونية والصهيونيين في مجازرهم وارتكاباتهم ووحشيتهم.

في السنوات الماضية تناول الإعلام قضية الانسحاب الاميركي من المنطقة بذريعة التفرغ للمواجهة مع الصين ومع روسيا في أوروبا! لكن ما نشهده اليوم هو إصرار اميركا على الحضور العسكري والتمسك بقواعدها في دول المنطقة.. فهل يمكن ايضاح الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة؟ وهل ضعف دولة الكيان يجبر واشنطن على زيادة نفوذها في الشرق الاوسط؟

تدرك اميركا جيدا ان وجودها في منطقة الشرق الاوسط ضروري لضمان امنها ومصالحها، ولذا فمن المستبعد ان تتخذ قرارا بالانسحاب طوعا من المنطقة تحت اي مبرر او عنوان

صحيح ان معركتها الاقتصادية والسياسية مع الصين وروسيا، تستدعي حضورها الى منطقة آسيا وبحر الصين… وايضا مضاعفة حضورها في اوروبا، وهذا ما قد يستدعي اعادة

تموضع في بعض القواعد او نقاط التواجد في المنطقة العربية وآسيا، دون ان يعني ذلك انكفاءا كاملا عن الحضور العسكري والميداني.

أمّا بالنسبة لقراءة وتحليل الوضع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط والخليج، فإنّ أميركا تعتبر أنّ أهمّ التهديدات لمصالحها وللنظام الإقليمي الذي تهيمن وتسيطر عليه إلى حدّ كبير، هو في سياسات إيران وحلفائها في المنطقة، ليس فقط في تنامي قدراتها العسكرية والتكنولوجية المتعاظمة والتي اكتسبتها منذ نهاية الحرب العراقية- الإيرانية منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولكن أيضًا لقدرة السياسة الإيرانية على عمل اختراقات في أكثر من إقليم، خصوصًا على مستوى الصراع مع الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان، بالإضافة إلى نفوذها المتزايد في العراق وسوريا واليمن وسياساتها المتصالحة مع دول الخليج.

في ظلّ هذه التحديات، ومع قرار الولايات المتحدة تخفيف وجودها العسكري المباشر في المنطقة حتّى تتفرغ للتحدي الصيني في شرق وجنوب شرق آسيا، أرادت أميركا أن تعيد تنظيم المنطقة لتوكِل لقوى إقليمية التصدّي للنفوذ الإيراني وسياساته المناوئة والحفاظ على الاستقرار الإقليميّ لضمان المصالح الاستراتيجية والاقتصادية الأميركية.

ان النظام الإقليميّ الذي أرادت أميركا أن تقيمه في الشرق الأوسط، كان يعتمد في جوهره على التحالف بين الكيان الإسرائيلي؛ الحليف الاستراتيجي والشريك الأكبر للحفاظ على المصالح الاستراتيجية الأميركية، والأنظمة العربية المتحالفة مع أميركا لا سيما مصرُ والأردن والإمارات والسعودية ودولٌ أخرى.

لماذا لا تبدي الإدارة الأميركية الحرص على المشاعر العربية رغم مصالحها العميقة في بلادهم؟ وهل ترون ان تخاذل واستسلام الانظمة العربية يشجع واشنطن على الاستخفاف بمصالحهم ورغبات شعوبهم؟

ان اميركا لا تقيم لٱنظمة الدول العربية او زعاماتها اي وزن، الا بما يخدم مصالحها، ويدعم نفوذها ونفوذ حلفائها ومصالحهم في المنطقة.

من هنا، فان الحرص على المشاعر العربية من قبل اميركا وحلفائها الغربيبن، يختزن ابعادا تتصل بالنفاق الاميركي في مقاربة المصالح والمنافع التوسعية وسياسات الهيمنة التي لا ترى الا مصالح اميركا ومكاسبها كقوة هيمنة، بقطع النظر عن اي منافع او فوائد عادلة لشعوب ودول المنطقة وحقها الطبيعي بالعيش الحُر الكريم.

وبالطبع فان تخاذل الانظمة العربية والقيادات التي تقدم كل اوراق الاعتماد، طلبا لرضا الامريكي، هي نقطة ضعف اساسية بوجه تطلعات الشعوب وطموحاتها المحقة. وبالطبع ان من حق الشعوب ألا تراهن على هذه القيادات التي انكشفت اقنعتها وسقطت مصداقيتها وظهر حجم ارتهانها لصالح اميركا، وفي تمرير مخططاتها راهنا ومستقبلا.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

طلاب جامعة نيويورك يعلنون عن دعمهم القوي لشعب فلسطين وغزة

أعلن طلاب جامعة مدينة نيويورك (CUNY) في حوار مع صحيفة طهران تايمز، عن دعمهم القوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *