أخبار عاجلة
الرئيسية / معارف / المهدی والمهدویة عجل الله تعالی فرجه / من هو المهدي؟و ما هي المهدوية؟ و كيف يكون الظهور؟

من هو المهدي؟و ما هي المهدوية؟ و كيف يكون الظهور؟

بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله رب العالمین

من هو المهدي؟و ما هي المهدوية؟ و كيف يكون الظهور؟

حينما كان بعض مسؤولي النظام البعثي العراقي يحكمون هذه الأرض بالحيلة و الخداع فإن أمريكا السفاحة اعتدت على العراق المظلوم براً وجواً و كان هذا البلد أسيراً لسنوات طويلة لأمثال الصداميين!

و أول الأسئلة التي كان يسألها الرماة الظالمون و المتكبرون للشيطان الأكبر من مختلف مستويات الناس هو هذا السؤال: أين مكان و بيت المهدي إبن رسول الله؟!!

فيما بعد إتّضح أنهم وقعوا العوبة بيد الأنجيليين المخادعين اليهود و المتوهمين المسيحيين من قبل الماسونیین و المتنورين (الالوميناتيين) الإنتهازيین، فإن هؤلاء تجار النظام العالمي الجديد و ادارته يبحثون عن منجي آخرالزمان  عجل الله تعالى فرجه  قبل ظهوره.

لذا فإن السيدة كلينتون وزير خارجية الامريكيين اعلنت صراحة بتغيير خارطة الشرق الاوسط. لذا فإن  الامريكان  بدأوا سريعاً بإيجاد لعبٍ مثل أبي بكر البغدادي لكي ينشروا قدرتهم في جيران ايران الكبيرة و العزيزة و ذلك بالتعاون مع القوات العسكرية و الأمنية للناتو، خاصة من دول فرنسة و انجلترا و المانية  لايجاد الرعب و الفزع و التعذيب والقتل الأليم شبيه ازمنة الحروب الصليبية ومعارك الثورة الفرنسية و الاميريكية، و هم في غفلة من أن هناك في العالم الشخص الذي هو أكثر محبوبية بين الناس الطاهرين و أصحاب الضمائر كالموحدين و عبيد الله خالق السماوات و الارض ألا و هو المنجي الموعود عجل الله تعالى فرجه . حيث أننا في ثقافتنا الالهية ندعو هذه الفكرة باسم المهدوية أو المهدي!

إذا سألنا مفكر أو باحث حول ذلك نقول بأننا باسم القرآن الخلاق و أحاديث أهل البيت عليهم السلام:

1-  المهدوية: هي طريق إلى الصعود و فتح آفاق السماوات و تعالي البشرية.

2- المهدي: هو منجي آخر الزمان عجل الله تعالى فرجه، حيث أن كل الطيبين و الاشرار في إنتظاره، و هو ايضا الشخص الذي سجل الله القادر و اللطيف الوصول إلى جهة التعالي باسمه، من أجل نجاة البشرية التي لا تصرّ على ارتكاب الذنوب، لهديهم إلى الجنات المستقرة في السماوات و أبعد من ذلك.

لذا لو قلنا : بأن جذور كلمة المهدي هي هَدَيَ، فإنّ معنى المهدي تكون الشخص الذي قد هُدِيَ، مع الأسف بأننا قد أعطينا المعنى ناقصاَ لأن هذا المعنى ليس موجداّ للحركة ايضا. في حين أن المهدي هو مفهوم له درجات و مراحل! و كثيرا ما يكون موجداً للحركة، و موجباً للعجب فنقول لماذا اكتفا كبار الرجال باقل درجات المهدي و المهدوية، إنهم يفكرون و يبلّغون! لماذا لم يقوموا ببيان الدرجات الرفيعة من أجل أن يربّوا أنفسهم و الآخرين بشكل مناسب و مقبول! نعم، إن المهدي المنجي الموعود، ليس هادي فقط! لأن الهداية لا سيف و لا قتال فيها! و لكنه له واجبات أكثر صعوبة في البرنامج الإلهي! و هي تعالي البشرية من أعماق العالم إلى الجنة السماوية و أبعد من ذلك.

نعم، إن منجي آخرالزمان منتخب من قبل الله خالق الكون، وهو من نسل آخر الرسل الإلهيين الذي يأخذ الجميع إلى أعظم مشاهد الآخرة و يبيد إبليس و جنود الإنس و الجن في هذا الكون لكي يبعد الجميع عن الميل و الرغبة إلى الإساءة و الايذاء و المنافسة، و يجعل الحركة باتجاه الاعمال الطيبة للوصول الأسرع إلى الجنة.

إن مفهوم هذا الحدث العظيم مختلف مع مفهوم الرسالة بعد نزول القرآن. لأن الرسول يأتي بمقولات من أعلى الأماكن في العوالم إلى أسفل الدرجات…!

و مع مجيء محمد المصطفى صلى الله عليه وآله و سلم  إلى اعماق العالم، و بما ان هذه الرسالة المهمة قد انتهت عن الوجود، و قد بدأت مرحلة جديدة و هي مرحلة التعالي بعد الرسالة. نحن نجد أن سير العمل في هذين الانتخابين الالهيين كل منهما مختلف جداً عن الآخر في البرنامج الإلهي.

إن حركة سيدنا رسول الله  صلى الله عليه وآله و سلم  كانت عالمية و ابنه المهدي عجل الله تعالى فرجه  كان بأمرالله، و مسيرته كانت هدفاً و استمراراً ليوم الآخرة! إنا لله و إنا إليه راجعون.

لذا فإن رسول الله  صلى الله عليه وآله و سلم  كان في اول الرسالة مذكّر، و المهدي عجل الله تعالى فرجه  في آخر الرسالة مُنجي و مُخلِّص. إن رسول الله  صلى الله عليه وآله و سلم  كان له مهمة خطيرة و هي نزول القرآن و إستلام الرسالة! و المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه  واجبه تخليص الناس من اعماق العالم و تعاليهم إلى السماوات و أبعد من ذلك! لذا فإنّه إذن بأمر خالق الكون يدفع الجميع و يأخذهم إلى اعظم الحوادث و الوقائع في العالم.

و حسب تعبير القرآن في سورة الواقعة أي يوم القيامة ففي هذة المرحلة إما أن يوخذ الانسان إلى أسفل السافلين أي إلى (جهنم) أو إلى أعلى العليين أي إلى (الجنة)، و من الجدير بالذكر أن عيسى بن مريم عليهما السلام  كان يشير إلى بني إسرائيل بأني أنا رسول الله إليكم و كانت التوراة قبلي و أنا مصدق لها  و أنا اُبشّرُ بنبيٍّ يأتي بعدي إسمه احمد...( وَ إِذْ قالَ عيسَي ابْنُ مَرْيَمَ يا بَني إِسْرائيلَ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْکُمْ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ.. الصف/6) أما حينما أتى(أحمد “صلى الله عليه وآله و سلم”) ، بالبينات الإلهية إلى اعماق العالم، على خلاف تنبيه و إنذار عيسى  عليه السلام ، لبني إسرائيل الذين نقضوا عهدهم، و قالوا: هذا سحر مبين،( الصف/6) و في مكان آخر من التوراة نقرا بأن عيسى عليه السلام  يقول: سيأتي إبن الإنسان بسرعة أي بعد(أحمد) فهنا جاء إسم الإنسان بأنه سيأتي ابنه المهدي!

نعم، إن المهدي هو شخص المهتدي الذي سيأخذ بيد الآخرين لينجيهم و يأخذهم إلى الرقي أي الجنة،إذن ليس كل هادٍ هو المهدي الموعود! لأنه ليس له القدرة على تعالي و رقيّ البشر! و إن الله سبحانه و تعالى جعل هذا التكليف المهم جداَ على عاتق المنتخب من قبله فقط من نسل (أحمد).

إذا القينا النظر بدقة في الآية رقم 38 من سورة البقرة بأن الله الحنان الحليم يشير بعد الهبوط الثاني لآدم عليه السلام و يذكر « قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَميعًا فَإِمّا يَأْتِيَنَّکُمْ مِنّي هُدًي فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ» .

بالطبع من ناحية نرى بأنَّ الهداية بين الأفراد و المجتمعات موجودة مثلاً بين العلماء و بعض القادة و الأمراء، و هذه الهداية تختلف كثيرا عن المهدوية! لماذا؟ لأن المهدي يجب أن يفتح طريقا إلى السماء و هداية الناس تكون إلى هناك! إذن من الذي له القدرة و الإستطاعة على فعل ذلك؟

3- كيف يكون الظهور؟

أرجوا أن تنتبهوا إلى بعض أحاديث اهل البيت عليهم السلام حول زمن الظهور:

سوف يأتي الناس من كل أماكن و أطراف العالم متجهين إلى الكوفة عاصمة المهدي المنجي عجل الله تعالى فرجه ، و يؤدون معه صلاة أول الوقت.

– في ذلك الزمن لو كان هناك عدو مختفي بين الصخر، سينطق الصخر و يخبر بصوت مرتفع بأنه يوجد عدوٌ مختفيٌ هنا.

– الطيبون ينظرون إلى باطن ايديهم و يشاهدون حكم ولي العصر عجل الله تعالى فرجه فيها. بالطبع في باطن اليد لا بوسيلة ايديهم! تقريبا مثل اليد البيضاء.

– نحن نعرف بأن وقت أداء الصلاة يختلف في الآفاق و المدن المختلفة في العالم! لذا لا يمكن أن يقيموا الصلاة في وقت واحد لكي يأتوا جميعاً معاً! كيف يأتي هؤلاء الاشخاص و بأي وسيلة من أطراف و أنحاء الأرض إلى الكوفة ثم يعودون؟ هل يوجد في الكوفة مثل هذا المكان لكي يحتوي جميع البشر الذين يأوون إليه؟ الحجر من المواد الجامدة الصلبة، كيف ينطق؟ كيف يفهم الحجر، من الصديق و من العدو؟ نحن ندرك و نفهم بسهولة انه لا يوجد مثل هذه العلاقات و القوانين الجارية في العالم المادي الذي نعيش فيه، إذن في البرنامج الإلهي للعالم منذ أول زمن الظهور و فيما بعد ستتغيّر قوانين العالم تدريجيا، و بالطبع ستتغيّر العلاقات أيضا بشكل ما و ستأخذ شكلا آخر! و هذا يعني الخروج من وادي العالم المادي أو سيطرة القوانين و العلاقات المادية …حسناً في أي جو و في أي محيط يكون الأمر بهذه الصورة بحيث أن الأجسام المادية مثل الحجر و اليد و الرجل تسطتيع أن تشهد؟ أو في أي مكان مادي يستطيع أن يوسع هذا العدد الكبير من الناس؟ أو حتى ينتقل الناس من مكان إلى آخر في مدة قصيرة جداً؟ أو يصبحوا جميعهم في أفق واحد و يحصلون على إشراق النور الإلهي و لا يحتاجون إلى الشمس المادية!

الجواب واضح : أعلى من العالم المادي، في عالم البرزخ و أعلى من ذلك يمكن مشاهدة مثل هذه العلاقات و القوانين! لذا نستنتج كلما اقتربنا من ظهور مولانا  عجل الله تعالى فرجه ، يجب أن نشاهدمثل هذه المعاملات. نعم، مع تغيير القوانين فإن الظروف تتغير و حتى البشر مع تغيير القوانين التي تحكمهم سيهتدون، و يستطيعون أن يتبعوا الهداية. و هذا يعني الرفعة التي تظهر يمكن من خلالها الإستفادة من القوانين البرزخية و يمكن أن نكون في جو و محيط آخر لا يوجد فيه الخوف و الحزن مثل أراضي و أماكن الجنة يعني أن الله الحكيم يريد أن تكون بجسم الذرة أي في الجنة البرزخية التي صنعها لآدم و نعود ايضاً بسعينا و مثابرتنا و انتخابنا الصالح إلى جنة البرزخ التي صنعناها باعمالنا الصالحة من غير أي خوف و حزن.

و هنا نستنتج: بأن خالق السماوات و الارض و الموجودات موجود بينها في عتبة الظهور، رويداً رويداً نشاهد أنّ القوانين الموجودة في الأعلى يظهرها في الاسفل، و حين تسيطر قوانين البرزخ في الأرض المادية يتحقق الظهور .

حينئذ يتحقق أمل الطيبين في العالم من الأنبياء و الرسل علیهم السلام إلى المجاهدين في سبيل الله مثل الإمام الخميني رحمة الله عليه و الشهداء و الفدائيين و المضحين بأنفسهم في سبيل الله  و عوائلهم الأعزاء.

الّلهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ و عَجّل فَرَجَهم

انوشه گيلاني نژاد

5 شوال المکرم/1440- 1398/3/19

عن انوشه گیلانی نژاد

Anousheh Gilani Nezhad

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *