أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / ممثل المرجعية: صلح الإمام الحسن حقن دماء المسلمين وحفظ التشيع ومهد للثورة الحسينية

ممثل المرجعية: صلح الإمام الحسن حقن دماء المسلمين وحفظ التشيع ومهد للثورة الحسينية

قال ممثل المرجعية العليا في أوروبا، السيد مرتضى الكشميري ان صلح الإمام الحسن (علیه السلام) حقن دماء المسلمين وحفظ التشيع ومهد لثورة الامام الحسين (علیه السلام) وكشف القناع عن الوجوه المتسترة بلباس الدي، معزيا العالم الإسلام بشهادة الامام الحسن السبط.

جاء حديث السيد مرتضى الكشميري في المجمع الإسلامي بمناسبة شهادة الامام الحسن الزكي (علیه السلام) التي تصادف السابع من شهر صفر عام 50هـ عن عمر ناهز 47 عام قضى منها 7 سنوات مع جده النبي (ص) و30 عاما مع ابيه (علیه السلام) بعد جده (ص) و10 سنوات مع أخيه (علیه السلام) وهي مدة امامته ، مارس منها السلطة الفعلية ستة اشهر فقط حيث خذله الناس وغدر به جيشه واضطر الى عملية الصلح مع معاوية بن ابي سفيان حفظا للتشيع وحقنا للدماء وقد دس (معاوية) له السم على يد زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس وقضى نحبه مسموما، وأخيرا منعت جنازته من الدفن في حرم جده رسول الله (ص) فدفن في البقيع بعد ان رموا جنازته بالسهام في تفصيل لا يسع المقام بيانه.

نشأة الامام الحسن

هذا وقد نشأ الامام الحسن (علیه السلام) في كنف جده النبي المصطفى (ص) واحضان ابيه المرتضى (علیه السلام) وامه الزهراء (علیه السلام) حتى بلغ اشده، فكان صورة رائعة عن الانسان الكامل ونموذجا مثاليا للمسلم القراني وقدوة صالحة للامة، وكان (علیه السلام) عالما عابدا سخيا كريما حليما عطوفا من افضل الناس خلقا وخُلقا، وكان كثير الصلاة والصيام والحج والصدقات حتى عرف عنه ببحر الجود ولقب بكريم اهل البيت (علیه السلام)، وكان (علیه السلام) مرجعا للفقهاء والعلماء في عصره يرجعون اليه لمعرفة الاحكام والسنن. وذلك كله من دلائل امامته وموجبات خلافته بعد ابيه (علیه السلام).

وكان النبي (ص) يحبه حبا شديدا ويقول فيه (من احبني فليحب ولدي هذا، اللهم اني احبه واحب من يحبه)

هذا الحديث وعدة احاديث وردت فيه وفي أخيه (علیه السلام) دونتها صحاح القوم ومسانيدهم لكن لم تخلو بعضها من التزوير والافتراء والكذب على رسول الله (ص) ومن ذلك ما نسب اليه (ص) (ان ابني هذا (الامام الحسن) سيد وسيصلح الله به بين فأتين عظيمتين) وبعد التحقيق والتدقيق تبين ان هذا الحديث من الموضوعات على رسول الله (ص) وقد وضعه عليه (ص) معاوية بن ابي سفيان لغرض إطفاء الشرعية على حكومته وانها وحكم علي وابنائه (علیه السلام) على حد سواء، وقد فاتهم ان هذا الحديث يتناقض مع النص القراني ((فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله)) ؟! وقد ناقش بعض المحققين هذا الحديث وانتهى الى بطلانه وانه وغيره من الاحاديث المكذوبة من الموضوعات على رسول الله (ص) والائمة المعصومين (علیهم السلام) في زمن معاوية، وقد كتب الشيخ الاميني فصلا كاملا عن الاحاديث المكذوبة على النبي والوصي والعترة الطاهرة (ص) في موسوعته الغدير، كما وافرد السيد العسكري كتابين مستقلين في هذا الموضوع وهما خمسون ومائة صحابي مختلق، وكتاب عبد الله بن سبأ في هذا الخصوص، ولمزيد الاطلاع يمكنكم الرجوع اليهما والى غيرهما من المصادر التحقيقية.

صلح الإمام الحسن

هذا ومن ابرز ما ذكر في تاريخ الامام الحسن (علیه السلام) هي قضية صلح الإمام الحسن التي من ثمارها انها كانت نصرا للامام لانه (علیه السلام) من خلالها كشف القناع عن وجه معاوية واظهره للملأ على حقيقته ليعرف عامة المسلمين البسطاء من هو معاوية وما هي أهدافه وخططه لتحريف الإسلام وتشويهه.

وهذا ما كشفه معاوية عن واقعه المنحرف عندما قال بالنخيلة بانه لم يقاتل من اجل الاسلام وانما قاتل من اجل الملك والسيطرة على رقاب المسلمين وانه سوف لا يفي بأي شرط من شروط الصلح (ما قاتلتكم لتصلوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ، ولا لتزكوا ، وقد أعرف إنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون).

وبهذا الاعلان وما تلاه من خطوات قام بها معاوية لضرب خط علي (علیه السلام) وبنيه الابرار وقتل خيرة اصحابه ومحبيه كشف الناب عن الوجه الاموي الكري. وما كان يتستر به باسم الدين من انه كاتب الوحي وخال المؤمنين…

اما الامام الحسن فقد مارس مسؤولية الحفاظ على سلامة الخط الاسلامي بالرغم من اقصائه عن الحكم، واشرف على قاعدته الشعبية فقام بتحصينها من الاخطار التي كانت تهددها من خلال توعيتها وتعبئتها، فكان دوره دورا فاعلا ايجابيا للغاية مهما كلف رغم الكثير من الرقابة والحصار، وكانت محاولات الاغتيال المتكررة تشير الى مخاوف معاوية من وجود الامام (علیه السلام) كقوة معبرة عن تعاطف الامة ووعيها المتنامي وربما حملت معها خطر الثورة ضد ظلم بين امية، ومن هنا صح ما يقال بان صلح لامام الحسن (علیه السلام) كان تمهيدا واقعلا لثورة اخية ابي عبد الله الحسين (علیه السلام).

التمهيد لثورة الإمام الحسين

مضافا الى هذا فان عملية صلح الإمام الحسن مهدت لثورة الامام الحسين (علیه السلام) وحقنت دماء المسلمين وحفظت التشيع وبقائه الى هذا اليوم، والا فمعاوية ما كان ليتورع عن القضاء على الشيعة وعن نبش قبر امير المؤمنين (علیه السلام) وقبور الصحابة كحمزة (علیه السلام) عم النبي (ص) وشهداء احد بذرائع متعددة، لكن الصلح اوقفه عند حده وكشفه للناس على حقيقته واثبت اكاذيبه واباطيله التي ما اراد بها الا الدكتاتورية واعادة حكم الجاهلية .

وختم سماحته حديثه ان صلح الإمام الحسن (علیه السلام) وقيام الامام الحسين (علیه السلام) مكملان لبعضهما البعض لبقاء الاسلام وديموميته والحفاظ على عقائد المسلمين الحقة، لان الائمة (علیه السلام) لا يتحركون الا بتخطيط رباني ووحي الهي على لسان نبيه الكريم (ص)، والامام الحسن (علیه السلام) لم يخرج بفعله هذا عن سيرة جده (ص) في صلح الحديبية وفتح مكة، ومنهج ابيه (علیه السلام) حينما قاتل الناكثين والفاسقين والمارقين واضطر الى التحكيم حفاظا على وحدة الكلمة بقوله (والله لأسلمن ما سلمت امور المسلمين).

فالسلام عليك يا أبا محمد يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حياً.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالمسيرات مصفى حيفا النفطي

أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مصفى حيفا النفطي في الأراضي المحتلــــة صبــــــاح اليوم الخميس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *