أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / محاكم القرون الوسطى تنتعش في السعودية

محاكم القرون الوسطى تنتعش في السعودية

اية مظلمة كبيرة هذه التي وقعت ظلما وعدوانا على الطبيبة التونسية “مهدية المزروفي” التي  تعمل في السعودية حيث صدر عليها حكما جائرا بالسجن لمدة 15 عاما لذنب افتراضي لم يعرف له العالم ليومنا هذا مثيلا او قانونا يتطرق لمن يتفاعل مع فيديو ايا كان هذا الفيديو محتواه.

فذنب الطبيبة التونسية الوحيد انها تفاعلت مع مشاهد فيديو لتظاهرة مؤيدة لحزب الله في تونس وهذه هي الجريمة الكبرى التي  يجب ان تقضي الطبيبة التونسية سنوات من عمرها. فأية شرعية غاب هذه التي تحكم السعودية وأي احكام هذه التي لا تتوافق مع العقل والعرف؟

ولتبرير هذا الحكم الفج والاستبدادي الذي يحكم على النوايا كما كان جاريا في القرون الوسطى، اخترعت المحاكم الصورية لال سعود بعض المبررات السخيفة والفضفاضة التي لا ترتبط بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد لتسوقها على انها هي من دعت المحكمة الى اصدار هذا الحكم التعسفي والكيدي  الذي هو اساساً لارهاب الشعب السعودي وهي كالاتي:

1ـ زعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية

2 ـ الاخلال بتماسك المجتمع والنظام العام

3 ـ التعدي على مؤسسات الدولة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي

هذه الخزعبلات والمهملات التي سطرتها محاكم آل سعود لا تنطلي حتى على ابسط الناس، لكنها تكشف حقيقة واحدة وهي ان النظام المطلق والاستبدادي يخاف دوما حتى من ظله وانه في دوامة من التخبط والارباك وتورقه اية حادثة تواجهه مهما كانت بسيطة لذلك وعبر هذه الاحكام اللاانسانية والتعسفية يلجأ الى اسكات وخنق المجتمع السعودي ولولا ذلك فليس من المعقول  ان تتصرف المحاكم السعودية بهذه السذاجة ودون الالتفاف الى الادلة المعنونة التي هي في منتهى السخافة والتضليل. لقد بلغ الانحطاط والسقوط الاخلاقي في محاكم آل سعود مبلغا قد يشيب منه شعر الرأس ويعطل العقل حيث تصدر حكما بالعقاب 15 عاما على طبيبة تونسية على اللاجرم وعقابا  تعسفيا على اللاعمل وهذا يؤكد  فعلا عمق الازمة التي يعيشه النظام السعودي المأزوم الذي يتوجس كل شاردة وواردة يحسبها عليه وهو بذلك يوجه رسالة الى الداخل السعودي وشبابه بانكم معرضون للاعتقال والتصفية بمجرد التفكير في معارضة النظام السعودي وهذا ما يذكرنا بممارسة النظام الصدامي في العراق في مدينة البصرة عندما روي ان طالبا سمع من زملائه يتحدثون عن رؤيا شاهدوها بان النظام قد سقط  ولم يعترض على ذلك فكان مصيره هو الاخر الاعدام كزملائه. يالها من كارثة ومصيبة عظمى ان يعدم الانسان بمجرد ما يدور في ذهنه.

هل من المعقول ان تتعرض هذه الدكتورة التونسية البريئة من أي اتهام والتي قدمت جل حياتها وخدماتها خالصة لابناء الجزيرة العربية ان تتعامل بهذه القساوة والوحشية التي تعود الى عصر الجاهلية.

واليوم فان النخب التونسية تحركت بشكل جاد وواسع  في مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة الحكومة التونسية ورئيسها قيس سعيد اللذان التزما الصمت حتى الان للضغط على الرياض لاطلاق سراح بنت تونس البارة الدكتورة مهدية المرزوقي فورا والا سيتحملا عواقب ذلك.

ورغم سلبية هذا الاعتقال التعسفي واللاانساني اللامبرر فان له ايجابيات هامة وهو  فضح النفاق والدجل والانحطاط والصمت المطبق الاميركي والغربي التي ترتفع عقيرتهم بمجرد ان يعتقل احد  مواطنيهم لاسباب وجيهه في احد الدول المعادية لهم نراهم سرعان ما يعتبرونهم رهائن ويطالبون العالم ومنظماته التدخل لاطلاق سراحهم.

اما ازاء هذه القضية الانسانية البحتة للطبيبة التونسية التي لا ذنب لها سوى انها تفاعلت مع فيديو يرتبط بالمقاومة فتلتزم الدول الغربية العفنة والمنافقة والاجرامية التي تتاجر بشعارات حقوق الانسان في دول التي تخاصمها لكنها تصم آذانها وتلتزم السكوت المطبق في الدول التي تدور في فلكها مهما كانت انظمتها استبدادية ودكتاتورية وقهرية.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

الاحتلال الصهيوني يدمر نحو 300 منزل في العملية المستمرة على جباليا

أعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن العملية الإسرائيلية المكثفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *