أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / لماذا الجنرالات الصهاينة يحذرون من نهاية إسرائيل الوشيكة؟

لماذا الجنرالات الصهاينة يحذرون من نهاية إسرائيل الوشيكة؟

ان الاعتراف بنهاية إسرائيل الوشيكة في الأوساط الإسرائيلية وعند الخبراء وحتى قادة هذا الكيان ليس بقضية جديدة، إذ أشار الصهاينة أنفسهم إلى مؤشرات عديدة تعزز من سيناريو انهيار هذا الكيان.

لكن هذا السيناريو برز بروزا في العقد الماضي وبعد الأحداث التي شهدتها المنطقة والساحة الداخلية لفلسطين المحتلة، يشعر الإسرائيليون بقلق بأنهم لن يروا العقد الثامن من عمر الحكومة اليهودية؛ وبغية دراسة هذه القضية والرد على هذا السؤال القائل لماذا نحن نقترب إلى نهاية إسرائيل، يمكننا إلقاء نظرة على الظروف الداخلية والخارجية لهذا الكيان والتحديات التي يواجهها.

أولا ان المشكلة الرئيسة التي يواجهها الصهاينة منذ بداية احتلالهم الأراضي الفلسطينية في مواجهة المخاطر الخارجية، ويجعلها ضعيفة تتجلى في غياب العمق الاستراتيجي، إذ حتى المراكز الأمنية والعسكرية والمنشآت النووية والمراكز الحيوية الأخرى لهذا الكيان لا يمكنها ان تنشأ بعيدا عن الأحياء السكنية، ولهذا فانه في حال اندلاع أي حرب ضد إسرائيل في قادم الأيام يعد استهداف تلك المراكز كارثة كبيرة للجبهة الداخلية لهذا الكيان.

ان الجرائم التي ارتكبها الكيان المحتل بحق الفلسطينيين، وهو يواصل جرائمه حتى يومنا هذا قد أدت بهذا الكيان إلى ان يواجه المشاكل من كل حدب وصوب، وان الفلسطينيين من قطاع غزة حتى القدس والأراضي المحتلة بعام 1948 تعد كلها خطرا داخليا كبيرا لكينونة هذا الكيان، هذا التهديد قد ازداد حدة بالتزامن مع زيادة عمليات المقاومة في الضفة الغربية طيلة الأشهر الماضية.

ان الصراع المستمر في مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة والخوف من الموت والشعور بانعدام الأمن تعد من أكبر الأسباب التي دفعت اليهود إلى مغادرة فلسطين المحتلة وانتشار ظاهرة الهجرة العكسية أو الرحلة التي لا رجعة فيها، بين صفوفهم. بما أن التركيبة السكانية تعد أكبر نقاط ضعف الصهاينة منذ البداية وحتى الآن، فإن هجرة الإسرائيليين، من جهة، وزيادة السكان الفلسطينيين ومن ناحية أخرى ستشكل خطرا كبيرا على مستقبل الكيان الصهيوني.

أما على الصعيد الخارجي، ورغم أن بعض الأنظمة العربية ذهبت إلى حد تطبيع العلاقات مع تل أبيب، إلا أن شعوب هذه الدول ما زالت تعتبر إسرائيل عدوا وترفض الاعتراف به. إن سلوك الشعوب العربية والإسلامية تجاه الإسرائيليين خلال مونديال قطر يثبت ذلك.

من ناحية أخرى، يعد محور المقاومة أكبر كابوس خارجي لإسرائيل، وهو يحيط بهذا الكيان من جميع الجهات، ويقر الصهاينة بأن الحرب المستقبلية بين هذا المحور والجيش الإسرائيلي يمكن أن تنهي وجود هذا الكيان.

إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من الدعم المستمر من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، إلا أن هذا الكيان يواجه العديد من التحديات على الساحة الدولية، وأهمها إدانة جرائم هذا الكيان بحق الفلسطينيين على المستوى العالمي.

هذا وبالتزامن مع تولي اليمين الإسرائيلي مقاليد السلطة ووصول حكومة بنيامين نتنياهو إلى السلطة، في ظل تواجد أشخاص مثل بتسلئيل سموتريتش، الزعيم المتطرف لحزب الصهيونية الدينية، وإيتمار بن جفير، رئيس حزب القوة اليهودية، الذي يعتبر من الصهاينة الفاشيين والعنصريين، قد زاد قلق الإسرائيليين حول تعميق الفجوة الداخلية في المجتمع الصهيوني وتداعيات السياسة المتطرفة لحكومة نتنياهو حول نوع المواجهة مع الفلسطينيين وكذلك العلاقات الخارجية لإسرائيل خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

كما تحدثت المصادر العبرية عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، سيعين سموتريش، الذي من المفترض أن يتولى مناصب مهمة في الوزارات المختلفة، منسقا للشؤون “الحكومية”، وإيتمار بن جفير، وهو وزير الأمن الداخلي لهذه الحكومة إذ قبل أن يتولى منصبه رسميا، قام بإجراء تغييرات جوهرية في الهيكل السياسي والعسكري لإسرائيل. ان تعيين “آفي ماعوز”، وهو حاخام صهيوني متطرف، كرئيس لوحدة التخطيط في وزارة التعليم والبحث يعد أحد التغييرات الأساسية الأخرى في الهيكل الوزاري لهذا الكيان، الأمر الذي أثار غضب الإسرائيليين بشكل كبير.

بحيث تحدث “يائير لابيد”، رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة للكيان الصهيوني، عن هذه القضايا، قائلا ان الحكومة الإسرائيلية الجديدة عهدت بأطفالنا إلى أكثر العناصر تطرفا، وأنه يجب على الإسرائيليين عدم التعاون مع الوزارة الخاضعة لسيطرة الحاخام ماعوز.

من ناحية أخرى، شن سموتريش وبن جفير تمردا سريا ضد الجيش الإسرائيلي وقادته، وفي نفس الوقت يقومان بتحركات لتكثيف الجرائم بحق الفلسطينيين وتنفيذ مشاريع خطيرة مناهضة للفلسطينيين، بما في ذلك ضم الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة ونقل جزء كبير من قوات الجيش إلى الضفة الغربية لمحاربة الفلسطينيين. هذا وتحذر مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى من استيلاء بن جفير وسموتريتش على الجيش وتحويل هذه المؤسسة المهمة إلى وحدة أمنية.

ان احتمال إنهاء التنسيق مع الحكومة الفلسطينية نتيجة السياسات المتطرفة لحكومة نتنياهو يشكل سببا آخر لأسباب إثارة قلق الصهاينة إذ يشعرون بالقلق من ان فقدان سيطرة الحكومة الفلسطينية على الضفة الغربية بالتزامن مع تكثيف الصراعات في هذه المنطقة، يجعل الأمور خارجة عن السيطرة كليا.

في ظل هذه الظروف فان الكثير من الجنرالات السابقين والحاليين للكيان الصهيوني ومنهم الجنرال الصهيوني (احتياط) اسحق بريك أمين المظالم السابق في جيش الاحتلال يحذرون من انه في حال استمرار الوضع الأمني لهذا الكيان على ما هو عليه الآن قد يقضي على إسرائيل في حال اندلاع أي حرب مع جبهة المقاومة.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالمسيرات مصفى حيفا النفطي

أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مصفى حيفا النفطي في الأراضي المحتلــــة صبــــــاح اليوم الخميس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *