أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / عنصرية الإعلام الغربي.. إنها أوكرانيا وليست العراق أو أفغانستان!

عنصرية الإعلام الغربي.. إنها أوكرانيا وليست العراق أو أفغانستان!

 لا وجه للحرب الا وجه واحد، وهو الوجه القبيح والدموي، فالحرب تعتبر مأساة بكل ما للكلمة من معنى، فتُزهق بسببها الانفس، وتُهدم البيوت، وتُدمر البنى التحتية، وتُهجر الشعوب، وتُيتم الاطفال، وتُرمل النساء، وينتشر الموت والخراب، لذلك فهي تعتبر امرا غير انساني ولا اخلاقي بكل المعايير، وليس هناك من انسان عقل يمكن ان يبررها مهما كانت الاسباب، ومن هذه الحروب الحرب الدائر بين روسيا واوكرانيا.

لم تمر سوى 7 ايام على الهجوم الذي شنته روسيا على اوكرانيا، حتى انشغل العالم كله دون استثناء بهذه الحرب، وكأنها حديث الساعة في جميع انحاء، فلا خبر يتقدم على اخبار الصراع الدائر في اوكرانيا، وقد ساهم الاعلام الغربي في ادخال اجواء هذه الحرب الى كل بيت في عالم.

رغم الوجه القبيح للحرب في اوكرانيا، برز هناك وجه قبيح اخر لهذه الحرب، وهو وجه عنصري، ما كان لينكشف ويظهر بهذا الشكل العاري، لولا هذه الحرب، التي اثبتت ان العنصرية مازالت متأصلة في نفوس بعض الاوروبيين الذي يقسمون شعوب العالم الى متحضرة ومتخلفة، وبيضاء وغير بيضاء البشرة. وهو وجه كنا نظن ان الاوروبيين، قد دفنوه منذ وقت بعيد، بعد ان روجوا لانفسهم بانهم حملة لواء الانسانية، وان حضارتهم هي اخر ما يمكن ان يتوصل اليها الانسان، فهي قائمه على فكرة الانسان وحريته وقدسيته.

خلال الايام السبعة الماضية لم يسقط الاعلام الغربي في امتحان الموضوعية والحيادية في تغطيته للهجوم الروسي على اوكرانيا فحسب بل سقط سقوطا مدويا في الامتحان الاخلاقي، بعد ان كشف عن عنصرية بغيضة وحاقدة وبشعة وحقيرة، حيث فاحت عنصرية مقززة وكريهة من مراسلي القنوات التلفزيونية والصحافة الغربية، وسنكتفي هنا بنقل ثلاثة نماذج كانت صارخة لعنصرية الاعلام الغربي الذي طبل كثيرا لحياديته وموضوعيته وانسانيته واخلاقيته.

الاول :”هذا ليس مكانا – مع كل الاحترام الواجب – مثل العراق أو أفغانستان، حيث يدور صراع محتدم منذ عقود، هذه مدينة حضارية وأوربية نسبيا”!!. هذا الكلام هو لمراسل قناة “سي بي اس” الامريكية في لندن تشارلي داغاتا.

الثاني:”هؤلاء ليسوا لاجئين عراقيين أو سوريين، هؤلاء لاجئين من الجارة أوكرانيا وهذا بصراحة سبب استقبالهم في بولندا هم مسيحيون وبيض ويشبهون سكان بولندا بشكل كبير”!!، هذا الكلام هو لمراسلة قناة “ان بي سي” الامريكية كيلي سوبيلا .

الثالث:”انهم يبدون مثلنا، اوكرانيا بلد اوروبي يشاهد مواطنوها نتفليكس و لديهم حسابات انستغرام و يصوتون في انتخابات حرة”!!. هذا الكلام هو جانب من مقال نشرته صحيفة “تلغراف” البريطانية.

اللافت، ان ما يمكن ان يتسنبطه الانسان من هذا الكلام العنصري، هو ان الموت والدمار والخراب، هو قدر الشعوب غير الاوروبية، اما الشعوب الاوروبية  فهي  تستحق، حصرا، الحياة والتقدم والتطور.

ان تداعيات الهجوم الروسي على اوكرانيا، سوف لن ينحصر تأثيرها على النظام العالمي فحسب، ستؤثر على نظرة الشعوب العربية والاسلامية، الى كل ما يترشح عن “الحضارة” الغربية، حيث ستكون هذه الشعوب اكثر تحفظا بقبول ما يترشح من هذه الحضارة، بعد ان كشفت وبشكل لا لبس فيه ان العنصرية مازالت احدى مكونات هذه الحضارة.

*فيروز بغدادي

– المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

عن خاکسار

شاهد أيضاً

باقري كني: طهران تستضيف 41 وفداً دبلوماسياً في منتدى الحوار الآسيوي

أعلن وزير الخارجية بالوكالة علي باقري كني عن استضافة 41 وفداً دبلوماسياً في اجتماع المنتدى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *