أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / سيناريوهات أوروبا الدفاعية لدعم تايوان في مواجهة الصين

سيناريوهات أوروبا الدفاعية لدعم تايوان في مواجهة الصين

ان هجوم روسيا على أوكرانيا أحدث تغييرا في السياسات الدفاعية للدول الأوروبية إذ التزمت كل الدول بزيادة تكاليفها الدفاعية. في هذا المجال، خصصت ألمانيا 100 مليار يورو لتعزيز قدرات قواتها المسلحة. في الواقع، فإن الأوروبيين وبسبب معرفتهم بان سيناريوهات الصراعات الجيوسياسية في المستقبل قد تكون مفاجئة على غرار الهجوم الروسي على أوكرانيا، فإنهم يتابعون زيادة قدرة الاتحاد الأوروبي العسكرية كونها تشكل كيانا موحدا كما تبحث عن التواجد العسكري خارج البلد، وفي هذا الإطار يعد تقديم العون إلى حملة الولايات المتحدة العسكرية غربي المحيط الهادئ حاجة ملحة.

في هذا الإطار وفي حين أن الأوروبيين ليس لديهم التزام عسكري رسمي مماثل لالتزام الولايات المتحدة تجاه تايوان، إلا أنهم يتعرضون لضغط جماعي من حلفائهم وشركائهم الإقليميين للمساعدة في الدفاع الجماعي في مواجهة الصين. يقع العبء الرئيس لأي شراكة محتملة على عاتق عدد صغير من البلدان، وتحديدا سبع دول وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا وبولندا. لكن مدى مشاركة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يتوقف على حجم مطلبين آخرين بغية التواجد العسكري للاتحاد الأوروبي في الخارج وهما مواجهة العدوان الروسي في أوروبا الشرقية (من بحر البلطيق إلى البحر الأسود) والتصدي لعنف الجهاديين في الساحل والشرق الأوسط.

في الجانب العسكري ان الإمكانيات والقوات التي قد تنفع في سيناريو اندلاع الصراع في تايوان هي نفسها التي تحظى بأهمية جوهرية في الصراع مع روسيا، وان هذه القضية تطرح ضرورة خلق التوازن العسكري في المنطقتين بالنسبة لأوروبا، وأما الأدوات والإمكانيات هي: إمكانيات الحرب الالكترونية والمعدات الدقيقة في الجانب التقني والدفاع الجوي وإمكانيات شن الهجوم الجوي والبحري. على هذا فان أي نوع من تقديم المساعدة لتايوان يضعف قوة المواجهة مع روسيا، لكن الجيوش الأوروبية بإمكانها وحتى بشكل محدود ان تقدم العون لتايوان في الدفاع عن نفسها.

وفي هذا الإطار هناك أربعة سيناريوهات حول شن الصين الهجوم على تايوان وهي الهجوم السيبراني والعمليات الاستخباراتية وفرض الحصار الجوي والبحري على تايوان والهجمات الصاروخية الجوية والبحرية والهجوم الشامل، أما الاتحاد الأوروبي فيكنه ان يقوم بالأعمال التالية لتقديم العون لتايوان للدفاع عن نفسها.

السيناريو الأول: الأعمال الهجومية للصين في المنطقة الرمادية، بحيث تقوم الصين بأنشطة عدائية واضحة المعالم لكن لم ترق إلى مستوى هجوم مسلح شامل، وفي هذا المجال يرى الخبراء الأوروبيون بان تقديم أي نوع من الدعم الأوروبي لتايوان لتعزيز قوتها الدفاعية في مواجهة الصين في المجالات الجوية والبحرية والسيبراني يجب ان تبدأ منذ الآن وقبل شن الصين الهجوم على تايوان.

السيناريو الثاني: فرض الحصار الجوي والبحري على تايوان إلى جانب الهجوم الاستخباراتي على تايوان، وهنا يجب ان تتجلى أولوية أوروبا في الحؤول دون تأجيج التوترات والتوجه نحو صراع عسكري شامل، على هذا الأساس وبغية خرق حصار تايوان فان أوروبا قد تشارك في عمليات النقل الجوي للمدنيين لخرق الحصار ضد تايوان، وبهدف التأكيد على الطبيعة غير العسكرية لهذه العمليات، يقوم مركز تابع للاتحاد الأوروبي بهذه المبادرة.

السيناريو الثالث: الهجوم العسكري والصاروخي الصيني على تايوان، إذ تقوم الصين بشن هجوم جوي وصاروخي وعمليات سيبرانية ضد تايوان، حتى ترغمها على الاستسلام، وردا على هذا العمل تقوم الدول الأوروبية باختيار طريق لا يثير المزيد من التوترات بدلا من اللجوء إلى الهجوم المباشر على الأهداف الصينية، وهو ارسال منظومات دفاعية جوية وصاروخية ومنظومات الحرب الالكترونية إلى تايوان.

السيناريو الرابع: الهجوم الصيني الشامل على تايوان، إذ تصبح القوات البحرية والبرية في أضعف حالاتها في المراحل الأولية من العلميات العسكرية، على هذا فان القوات العسكرية الأوروبية عليها تقديم العون للقوات العسكرية الأمريكية والتايوانية، حتى تسيطر على البحر والجو في أطراف جزيرة تايوان وهذا السيناريو يتطلب خوض حرب شاملة بين الغرب والصين.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

غریب أبادي: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان

كتب نائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية وأمين هيئة حقوق الإنسان كاظم غريب أبادي: إن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *