صراط عشق صراط عشق
توسع حظر التجوال الذي أعلنته قيادة العمليات المشتركة في العاصمة بغداد اليوم الاثنين (29 آب 2022) ليشمل جميع محافظات العراق، في الوقت الذي دعا فيه رئيس الجمهورية لانسحاب المتظاهرين من مؤسسات الدولة، واتخاذ مواقف مسؤولة لحماية الوطن وحقن دماء العراقيين.
التطورات المتسارعة تأتي بالتزامن مع ترؤس القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اجتماعاً امنياً طارئاً لبحث المستجدات وتداعيات اقتحام المتظاهرين التابعين للتيار الصدري للمؤسسات الحكومية عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي، وسط أنباء عن وقوع إصابات في المنطقة الخضراء خلال مواجهات بين القوات الأمنية والمحتجين.
صالح: جميع العراقيين خاسرون بالتصعيد
وفي التفاصيل أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، في بيان اطلع عليه (شفقنا العراق)، إن “الظرف العصيب الذي يمر ببلدنا يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد، وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها”.
وأضاف صالح، أن “التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً مع الالتزام بالقوانين وحفظ الأمن العام، ولكن تعطيل مؤسسات الدولة أمر خطير يضع البلد ومصالح المواطنين أمام مخاطر جسيمة”.
داعيا المتظاهرين إلى “الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وفسح المجال أمام القوات الأمنية في القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام والممتلكات العامة”.
وأكمل أن “تطورات الأحداث تفرض على القوى الوطنية مسؤولية مضاعفة للترفع عن الخلافات لصالح ما هو أغلى وأثمن، لصالح الوطن، ومنع العنف وحقن الدماء الغالية للعراقيين وانتهاج مواقف حريصة حامية للوطن، والحفاظ على المسار السلمي الديمقراطي الدستوري الذي ضحى شعبنا بالغالي والنفيس من أجله، ولا ينبغي التفريط به تحت أي ظرف”.
اجتماع أمني طارئ
في هذه الأثناء، دعا رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، اليوم الإثنين، المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، اطلع عليه (شفقنا العراق)، إن “رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، ترأس اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، لمناقشة الأحداث الأخيرة ودخول المتظاهرين للمؤسسات الحكومية”.
وأضاف، أن “الكاظمي جدد توجيهاته للقيادات الأمنية بالالتزام التام بالتعليمات السابقة فيما يخص حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضاً على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان”.
ودعا المتظاهرين إلى “الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر”.
حظر التجوال يشمل كل المحافظات
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق، اعتباراً من الساعة السابعة من مساء اليوم.
وذكرت القيادة في بيان مقتضب، أن “قيادة العمليات المشتركة تعلن حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق، اعتباراً من الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين الى إشعار آخر، وسنوافيكم التفاصيل لاحقاً”.
ودعت قيادة العمليات المشتركة، المواطنين، إلى الالتزام بحظر التجوال والابتعاد عن الشائعات المغرضة.
وأوضحت القيادة “أن الحفاظ على الأمن هو مسؤولية الجميع، كما تدعو المواطنين الى التعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة والالتزام بحظر التجوال، والابتعاد عن الشائعات المغرضة لكونها ستكون عاملا رئيسا في توتر الأوضاع وإعطاء فرصة للمتربصين بالعراق”.
وبينت أن “القوات الأمنية الان تعمل على حفظ الأمن والاستقرار وهي صمام أمان للبلاد، ونجدد الدعوة إلى التعاون معها والالتزام بالتوجيهات الصادرة عنها”، خاتمة بالقول “حمى الله العراق وشعبه”.
وكانت القيادة اعلنت بوقت سابق حظر التجوال في العاصمة بغداد.
تعزيز الإجراءات الأمنية
وفي السياق أصدر قائد عمليات بغداد الفريق الركن احمد سليم توجيهاً بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف.
وذكرت قيادة عمليات بغداد في بيان مقتضب، أن” قائد عمليات بغداد الفريق الركن احمد سليم وجه بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف”.
وحمل التوجيه “الآمرين مسؤولية أي خطأ يحصل”، وفق المصدر.
هذا وأفاد مصدر أمني، بإعلان حالة الإنذار (ج) للقوات الأمنية في العاصمة بغداد.
وقال المصدر في حديث، إن “قيادة عمليات بغداد وجهت جميع المقرات والمديريات بدخول جميع القطعات بالانذار (ج) وتواجد القادة والامرين على رأس قطعاتهم والتحاق كافة المجازين”.
إصابات في المنطقة الخضراء
وأفاد مصدر أمني، بوقوع إصابات جراء مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين من انصار التيار الصدري في المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وقال المصدر في حديث لموقع السومرية نيوز، إن “عدد المصابين من المتظاهرين وصل إلى 20 حالة بينها حالات اختناق وأخرى خطرة”.
وسجلت حالات الإصابات بعد فتح القوات الأمنية النار لتفريق المتظاهرين من مقتربات القصر الحكومي في الخضراء، بحسب المصدر.
كذلك أفاد مصدر أمني، بتسجيل 4 حالات إصابة بالاختناق جراء رمي القنابل المسيلة للدموع، ضمن مقتربات القصر الحكومي وسط بغداد.
ولفت المصدر إن “القوات الأمنية أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين بالمنطقة الخضراء”.
ويأتي ذلك في ظل توافد اعداد كبيرة من انصار التيار الصدري الى المنطقة الخضراء عبر جسر الجمهورية.
وكانت انباء سابقة تحدثت عن اقتحام متظاهرين من التيار للقصرين الجمهوري والحكومي بالمنطقة الخضراء.
تصعيد في الديوانية
إلى ذلك توافد العشرات من انصار التيار الصدري باتجاه مبنى محافظة الديوانية لإغلاقه وإعلان العصيان المدني.
وذكرت وسائل اعلام ان “العشرات من انصار التيار الصدري توجهوا نحو مبنى محافظة الديوانية وقاموا بإغلاقه وإعلان حالة العصيان المدني”.
كذلك سجل تجمع اخر لانصار التيار الصدري في ساحة الساعة وسط المحافظة.
يونامي: بقاء الدولة على المحك
وعقب التطورات المتسارعة دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، جميع المتظاهرين إلى إخلاء المباني الحكومية.
وقال بيان للمكتب الاعلامي لبعثة الأمم المتحدة في العراق في بيان، إن “بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تدعو جميع المتظاهرين على الفور الى مغادرة منطقة بغداد الدولية، ولإخلاء جميع المباني الحكومية والسماح للحكومة بمواصلة مسؤولياتها في إدارة الدولة في خدمة الشعب العراقي”.
وأضافت البعثة وفقا للبيان، أن “تطورات اليوم تصعيد خطير للغاية، يجب أن تعمل مؤسسات الدولة من دون عوائق لخدمة الشعب العراقي في جميع الظروف وفي جميع الأوقات، سيتبين الآن أن احترام النظام الدستوري أمر حيوي”.
وحثت بعثة الأمم المتحدة الجميع على “التحلي بالسلام والتعاون مع قوات الأمن والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لا يمكن وقفها”، داعية “كافة الأطراف (السياسية) إلى العمل على تهدئة التوترات واللجوء إلى الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات”.
وتابعت أنه “لا يمكن أن يكون العراقيون رهينة وضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تحمله”، لافتة إلى أن “بقاء الدولة ذاته على المحك”.
التربية تؤجل الامتحانات
وإثر التصعيد السياسي والامني أعلنت وزارة التربية تأجيل الامتحانات الوزارية للدور الثاني للدراستين الابتدائية والمتوسطة.
وذكرت الوزارة في بيان لها، أنه “تقرر تأجيل الامتحانات الوزارية للدراستين الابتدائية والمتوسطة (الدور الثاني) للعام الدراسي 2021 – 2022، الى إشعارٍ آخر”.
مبينةً خلال البيان أن “القرار جاء مراعاةً للظروف الطارئة التي يمر بها بلدنا الحبيب وحفاظاً على سلامة وأمن ابنائنا الطلبة الأعزاء”.
