أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / تركيا.. تطبيعنا مع إسرائيل يختلف عن تطبيع العرب!!

تركيا.. تطبيعنا مع إسرائيل يختلف عن تطبيع العرب!!

هناك قاسم مشترك بين جميع الدول، العربية والاسلامية، التي طبعت علاقاتها مع اسرائيل، وهذا القاسم المشترك، هو العبارة التي رددها ويرددها مسؤولي تلك الدول، وهذه العبارة هي:”ان التطبيع مع اسرائيل لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، بل ان هدفهم من التطبيع هو دعم الشعب الفلسطيني ودعم قضيته”!!.

كلنا سمعنا هذا الكلام من المسؤولين الاماراتيين والبحرينيين والمغربيين والسودانيين، الذين طبعت بلدانهم مع اسرائيل، ومازال هؤلاء المسؤولون يرددون هذا الكلام، بل ويتهجمون على كل من يشكك في نواياهم من وراء التطبيع، ويصفون هؤلاء المشككين، بانهم لا يعملون في صالح القضية الفلسطينية، بل يتاجرون بها.

اللافت، نفس هذا الكلام سمعناه بالامس من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وهو كلام قاله قبل زيارة متوقعة لرئيس إسرائيل إسحاق هرتزوغ لتركيا الشهر المقبل، حيث قال جويش أوغلو بالحرف الواحد:” أي خطوة نتخذها تجاه إسرائيل فيما يتصل بعلاقاتنا، أي تطبيع، لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، مثل بعض الدول الأخرى”.

كما ذهب جاويش اوغلو الى ابعد من ذلك عندما قال:”موقفنا في هذا الشأن واضح دائما… تطبيع هذه العلاقات بدرجة أكبر ربما يزيد دور تركيا فيما يتعلق بحل يقوم على دولتين أيضا، باعتبارنا دولة ستكون على اتصال بالبلدين، لكننا لن ندير ظهرنا أبدا لمبادئنا الأساسية”. اي كلما كانت العلاقات قوية بين تركيا واسرائيل، فانه سيكون ذلك في صالح الشعب الفلسطيني!!.

اللافت ايضا، ان تركيا وعلى لسان إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بررت اندفاعتها نحو التقارب مع اسرائيل، بوجود “نهج ايجابي” تعتمده الحكومة الاسرائيلية الحالية برئاسة نفتالي بينيت!!. بمعنى ان بينيت افضل من سلفه بنيامين نتنياهو.

اللافت اكثر، ان السياسة المعلنة لرئيس الوزرء الاسرائيلي الجديد نفتالي بينيت، ليست فقط غير ايجابية بالمرة، بل انها اكثر تطرفا وعدوانية من سياسة سلفه نتنياهو، فبنيت اعلن صراحة ان دولة فلسطين لن ترى النور مادام هو في السلطة. كما رفض وبشكل قاطع اجراء اي مفاوضات سلام مع الفلسطينيين. ولا ندري عن اي “نهج ايجابي” يتحدث مستشار اردوغان، والذي جعلت تركيا تندفع نحو تعزيز علاقاتها مع اسرائيل.

اما على صعيد الدول العربية التي طبعت مع اسرائيل، وكان هدفها من وراء التطبيع “دعم القضية الفلسطينية”، وهو هدف تكذبه الاندفاعة الاسرائيلية لتهويد القدس والضفة الغربية، وكذلك القرارات التي يصدرها الكنيست الاسرائيلي، بين وقت واخر، والتي تحول فكرة اسرائيل دولة يهودية، الى واقع، كما تعمل هذه القرارات على افراغ فلسطين من الفلسطينيين، عبر قرار منع لم شمل العوائل الفلسطينية.

لا يحتاج المرء ليكون خبيرا سياسيا، ليعرف ان التطبيع المجاني مع اسرائيل، وهنا لا فرق بين تطبيع العرب وبين تطبيع تركيا، وهو التطبيع الذي حاول جاويش اوغلو ان يميزه عن تطبيع العرب، فكلا التطبيعين شجع اسرائيل، على رفض فكرة قيام دولة فلسطينية، وهو الذي شجعها على رفض المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو الذي شجعها على ان تتمادى في تهويد القدس وافراغها من اهلها المقدسيين، لانها ببساطة ترى ان الفلسطينيين باتوا وحيدين لا ناصر لهم، فلماذا تتفاوض معهم و “تتنازل” لهم، عندما يكون بامكانها حرمانهم من كل شيء دون ان يثير ذلك اي ردود فعل لا لدى العرب ولا لدى المسلمين؟ّ.

*فيروز بغدادي

عن خاکسار

شاهد أيضاً

الاحتلال الصهيوني يدمر نحو 300 منزل في العملية المستمرة على جباليا

أعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن العملية الإسرائيلية المكثفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *