أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / تجدد هجمات داعش.. ورقة سياسية بيد الأحزاب أم مؤشر على حجم الفساد بالمؤسسة العسكرية؟

تجدد هجمات داعش.. ورقة سياسية بيد الأحزاب أم مؤشر على حجم الفساد بالمؤسسة العسكرية؟

مع انسحاب القوات الأميركية من “العراق”، بات تنظيم (داعش) الإرهابي يُشكل خطرًا كبيرًا على أمن “العراق” و”سوريا” معًا؛ لما يُمارسه من نشاط مستمر على أرض البلدين، حيث جدد التنظيم هجومه على معسكر للجيش العراقي في محافظة “ديالى”؛ شمال شرقي “بغداد”، بالإضافة إلى تمرد عناصر التنظيم في سجن بالشرق السوري ومحاولتهم الفرار بدعم من رفاقهم في الخارج، وهو الأمر الذي أثار مخاوف في “العراق”؛ الذي استنفر قواته على الحدود منعًا لتسلل الدواعش الهاربين.

وحسب الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، “يحيى رسول”، وجه رئيس الحكومة؛ “مصطفى الكاظمي”، القائد العام للقوات المسلحة، بإجراء تحقيق عاجل بشأن الحادث الإرهابي الذي تبناه (داعش) وأسفر عن مقتل: 11 عسكريًا، بينهم ضابط، في منطقة “أم الكرامي”؛ بناحية “العظيم”، في محافظة “ديالى”.

وتوعد رئيس وزراء العراق بالثأر لدماء الضحايا عبر عمليات عسكرية لملاحقة فلول (داعش) الإرهابي والإطاحة بقياداته، مستشهدًا بالعمليات العسكرية التي نفذتها القوات العراقية في وقت سابق بمنطقة “التاجي”، وقُتلت فيها عددًا من قيادات عصابات (داعش) الإرهابية.

وأكد “الكاظمي”؛ في بيان أن: “فلول (داعش) قد قُصم ظهرها، وباتت ترتكب الجرائم عشوائيًا بعد أن خسرت كل وجودها على الأرض، وتساقطت جحورها الواحد تلو الآخر تحت أقدام قواتنا المسلحة”.

وتُعد أطراف محافظة “ديالى”، والتي يمتد قسم كبير منها إلى سلسلة مرتفعات “حمرين” حاليًا؛ هي الأكثر نشاطًا للتنظيم في شن هجماته على قوى الأمن العراقية والمدنيين الرافضين وجود التنظيم في المناطق والقرى الواقعة بجانب هذه المرتفعات.

وتُمثل سلسلة جبال وتلال “حمرين”؛ الممتدة بين ثلاث محافظات عراقية شمال البلاد، وهي: “ديالى وصلاح الدين وكركوك”، قاعدة أساسية ومهمة لإنطلاق هجمات (داعش) على مناطق واسعة من هذه المحافظات، وصولاً إلى أطراف العاصمة؛ “بغداد”.

دعم أميركي لـ”قسد”..

وفي شرق “سوريا”، دعم الجيش الأميركي؛ “قوات سوريا الديمقراطية”، (قسد)؛ للسيطرة على سجن “الحسكة” بعد تمرد عناصر يُشتبه بانتمائهم لـ (داعش)، ما أسفر عن مقتل عشرات من عناصر التنظيم والقوات الكُردية قرب مركز الاعتقال؛ في شمال شرقي “سوريا”.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”؛ مساء أمس الأول، إنه: “ارتفع إلى نحو: 40 عدد قتلى تنظيم (داعش) والحراس في المعارك في محيط سجن؛ في مدينة الحسكة، بعد تعرضه لهجوم”.

وأعلنت (قسد)؛ التي تُشرف على السجن الذي يضم حوالي خمسة آلاف عنصر معظمهم غير سوريين، إنها: “أحبطت محاولة فرار جماعية نفذها مرتزقة التنظيم في سجن (غويران) بالحسكة، بعد هجوم أول نفذه المتطرفون مساء الخميس؛ وأدى إلى فرار عدد من السجناء”.

وأضافت (قسد)؛ الجمعة، أنها: “ألقت القبض على: 89 مرتزقًا في محيط السجن”، في وقت أفيد فيه بتدخل الجيش الأميركي وقصف محيط السجن.

تأسيس جيش إجرامي برعاية أحد الرؤساء الثلاثة..

تعليقًا على حادث “العراق”، دعا مسؤول المكتب الأمني في (كتائب حزب الله) العراقية، “أبوعلي العسكري”: “إلى فضح ومواجهة داعمي (داعش) في الداخل”.

ورأى إن: “مواجهة (داعش) تتطلب دق أنوف السياسيين المتورطين في دعم التنظيم”.

وكشف أن: “إحدى الرئاسات الثلاث؛ وبالتعاون مع أحد شيوخ العشائر، أسسوا قبل شهر جيشًا إجراميًا بُلباس جديد”، مؤكّدًا أنه: “تمّ إدخال جزء من هذا الجيش إلى بغداد للقضاء على آخر آمال الشعب الجريح”.

ودعا “العسكري”؛ الأجهزة الأمنية و(الحشد الشعبي) والمقاومة إلى: “التصدي المباشر وطرد هؤلاء الأشرار”.

مخاوف من زيادة الهجمات..

من جهة ثانية؛ يُبدي الصحافي والمدون عن محافظة ديالى؛ “عبدالله جاسم”، مخاوفه من زيادة وتيرة هجمات التنظيم في المحافظة؛ خلال الفترة المقبلة.

ويُضيف أن يوم 19 من هذا الشهر؛ شهد عملية عسكرية كبيرة للجيش العراقي و(الحشد الشعبي) تضمنت تفتيش قرى “ديالى” في ناحية “العظيم”؛ المحاذية لـ”صلاح الدين”، ومن ضمنها المناطق التي تعرضت لهجوم، مبينًا أن التنظيم شن بعد أقل من 24 ساعة من إنتهاء العملية، هجومًا على قطاعات الجيش العراقي، ما يُشير إلى أن العمليات العسكرية التي تتم في تلك المناطق غير جدية وتفتقد الجهد الاستخباراتي.

ويتابع “جاسم” أن محافظة “ديالى” محاذية لـ”صالح الدين”، ولا توجد قطاعات أمنية، وهي مرتبطة بسلسلة “جبال حمرين”، وهناك “نهر الخالص”، وتحتاج إلى جهد عسكري، موضحًا أن (داعش) يستخدم أسلوب المباغتة بعملياته؛ ولا يتبع أسلوب الاصطدام المباشر مع قوات الجيش مما يُدلل على إفتقاده العناصر.

مخاوف من نزوح جديد..

لافتًا إلى أن هناك مخاوف، لا سيما في ناحية “العظيم” وأطرافها؛ من تصاعد حدة عمليات (داعش) بالأشهر الماضية، وهناك عدد من العائلات نزحت من بعض القرى مثل: قرى “أبوبكر” و”الصفرة”، لأن (داعش) استهدف مدنيين في تلك القرى، موضحًا أن هناك مخاوف من الأهالي من زيادة الاستهدافات وزيادة العمليات العسكرية التي تضغط عليهم؛ ولا تجلب نتيجة وقد نشهد عمليات نزوح جديدة من بعض المناطق.

أظهرت حجم الفساد في المؤسسة العسكرية..

بينما أوضح الصحافي والكاتب؛ “باسم الشرع”، إن عملية (داعش) الأخيرة، في “ديالى”؛ أظهرت حجم الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية من جميع النواحي، مبينًا أن تنظيم (داعش) الإرهابي يستغل الثغرات الكبيرة للأجهزة الأمنية.

مضيفًا أن السرية العسكرية في “العراق” يترواح عددها بين: 150 و200 جندي أو أكثر بقليل، لكن وجود: 11 جنديًا فقط في مقر السرية يُبين حالات التسرب من الخدمة أو ما يُسمى: “الفضائيين” عراقيًا، والذين يعطون قسمًا كبيرًا من رواتبهم للضباط مقابل عدم مجيئهم إلى وحداتهم العسكرية.

وبيّن “الشرع” أن صور التحصينات للسرية التي تعرضت للهجوم، مخزية وتُشير إلى هزالة الخطط الموضوعة في مكافحة (داعش)، فضلاً عن الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية، كما أن التحصينات ليس فيها أبراج عسكرية للمراقبة، بل مبنية من البلوك الخرساني المكشوف الذي بإمكان التنظيم اختراقه بسهولة.

ورجح “الشرع” استمرار هجمات التنظيم في الفترة المقبلة؛ بسبب عدم اتخاذ إجراءات جدية لتحسين واقع المؤسسة العسكرية وإنتهاء جميع لجان التحقيق بالهجمات السابقة من دون نتيجة تُذكر تُصحح مسيرتها، لافتًا إلى أن عدم إصلاح المؤسسة العسكرية بوضعها الحالي، على الرغم من التخصيصات المالية الضخمة لها سنويًا، يعني توقع هدر مزيد من دماء العراقيين على يد تنظيم (داعش) الإرهابي.

جزء من عملية “هدم الأسوار”..

إلى ذلك، أكد الخبير الأمني المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية؛ “فاضل أبورغيف”، لصحيفة (الشرق الأوسط)؛ أن: “من بين الأسباب الرئيسة بشأن الهجوم الذي وقع على السرية العسكرية؛ في منطقة العظيم، بمحافظة ديالى؛ ضعف الجهد الاستخباري وعدم تفعيل المعلومات الاستخبارية وعدم تفعيل الجهد الفني وعدم الاستعانة بالموارد البشرية في تلك المنطقة”، مضيفًا أن: “للمناكفات السياسية دورًا في كل ما يحصل، بالإضافة إلى عدم إعطاء محافظ ديالى حرية اختيار القادة الأمنيين إلى جانب الوضع الجغرافي لديالى”.

وبيّن أن: “ديالى؛ كانت بالأصل من أقوى الولايات التي يعول عليها (داعش)”.

وأوضح “أبورغيف”؛ أن: “كثرة التغييرات في منظومة الاستخبارات أدت إلى خلخلة الأوضاع الأمنية”.

وردًا على سؤال عما إذا كان ما حصل في سجن “غويران”، في “سوريا”؛ وهروب “الدواعش” منه سوف يؤثر على “العراق”، يقول “أبورغيف”: “نعم سوف يؤثر؛ لأنها جزء من عملية (هدم الأسوار)، التي كان أطلقها زعيم تنظيم (داعش) السابق؛ أبوبكر البغدادي، ويبدو أن التنظيم استأنفها”.

لتقديم مبرر لبقاء القوات الأجنبية..

كما يقول الخبير العسكري والإستراتيجي؛ الدكتور “محمد الكحلاوي”، لوكالة (سبوتنيك) الروسية؛ أن: “عملية استهداف جنود في مقرهم وهم مؤمنون بموانع توضع حول المقرات العسكرية؛ وكذلك وجود الحرس، يُعد ذلك كارثة وفقًا للسياقات العسكرية، وهذا الهجوم إن دل على شيء فهو يدل على وجود تراخي لدى القوات الأمنية، إضافة إلى وجود من يعمل بالضد من هذه القوات، حيث أن الجهد الاستخباري لدى الإرهابيين أقوى من نظيره لدى القوات العراقية، وإلا كيف وصل الإرهابيون لولا عدم وجود مسح استخباري ليلي للمنطقة، وهي حوادث تكررت ولأكثر من مرة، يجب أن يكون معلومًا لدى الجميع أن العدو عبارة عن عصابات تدخل من خلال بعض الثغرات”.

وأضاف “الكحلاوي”: “هؤلاء الإرهابيون هم ليسوا من خارج العراق، إنما يعيشون بيننا، فإذا كانت القوات الأمنية غير قادرة على حماية نفسها، فكيف لها حماية المواطنين العُزل، فما دامت هناك قوات أميركية في العراق، سيبقى الإرهابيون أقوياء، في ظل وجود دعم لهم بالمال والسلاح، إذ يجب أولاً أن نتخلص من الاحتلال الأميركي كي يتم إضعاف الإرهابيين، فكلما يدور الحديث حول خروج القوات الأميركية، يتحرك الإرهابيون لضرب القوات العراقية والمدن لإرباك الأمن، ومن أجل تقديم مبررًا لبقاء القوات الأجنبية في العراق”.

ورقة سياسية تستخدمها الأحزاب المتصارعة..

فيما يرى الخبير الأمني؛ “مؤيد الجحيشي”، إن ملف (داعش) سياسي أكثر مما هو أمني، ويُضيف لموقع (الحل نت)، أن الأحزاب السياسية مضطلعة في ذلك.

ويُردف “الجحيشي”، أنه كل ما تتناحر الأحزاب السياسية، خاصة السُنية والشيعية؛ فيما ببنها، عاد (داعش) إلى الواجهة، ليُنفذ هجماته من دون رقابة عليه.

ويتابع، أن الأحزاب السُنية تستخدم (داعش) في تفجيرات تطال “بغداد” والوسط والجنوب؛ يتبناها التنظيم، بينما تستخدمه الأحزاب الشيعية في المحافظات الغربية والشمالية.

ويُبين أن، التنظيم هو ورقة تُهدد بها الأحزاب خصومها، وتُعرض الأمن إلى الخطر، بهدف الضغط على بعضها للوصول إلى تفاهمات سياسية مشتركة بينها، وعند حصول التفاهمات، تختفي هجمات (داعش).

ويُردد الكثير من العراقيين؛ حديث “الجحيشي”، في منصات “التواصل الاجتماعي” مؤخرًا، وخاصة بعد الهجوم الأخير، إذ يُجمع أغلبهم على أن (داعش) سببه الصراع السياسي الحالي.

ويعيش “العراق”؛ منذ الانتخابات الأخيرة، التي جرت في 10 تشرين أول/أكتوبر المنصرم وحتى اليوم، أزمة انسداد سياسي، نتيجة صراعات الأحزاب السياسية الفائزة والخاسرة، والتي تُريد كلها المشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة؛ والحصول على وزارات فيها.

وعن إمكانية المبالغة في اتهام الأحزاب السياسية بوقوفها وراء (داعش)، يقول “الجحيشي”، إنه لا وجود لأي مبالغة، إنما الواقع يُشير إلى ذلك، بدليل ما خرج به ملف التحقيق بسقوط “الموصل”؛ الذي أكد أن (داعش) يرتبط بالسياسة، بحسبه.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

ماجرى بعد السابع من أكتوبر حرٌك الضمير والصحوة الإنسانية العالمية

أكد الوزير اللبناني السابق، الدكتور ” عدنان منصور” أن السابع من أكتوبر محطة تاريخية فاصلة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *