أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / اهتمام الولايات المتحدة بصواريخ الصين الأسرع من الصوت.. الأهداف والتداعيات

اهتمام الولايات المتحدة بصواريخ الصين الأسرع من الصوت.. الأهداف والتداعيات

تعتزم وسائل الإعلام الأمريكية، ومن خلال تغطية واسعة للتجارب العسكرية الصينية، تصوير الصين على أنها تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية. ففي الآونة الأخيرة، ودون أن تعلن الصين بانها اجرت اختبارات صاروخية، تحدث وسائل الإعلام الأمريكية عن تجارب الصواريخ الصينية في المجال العسكري بإسهاب ومبالغة. إذ يرى بعض المحللين بأن الولايات المتحدة تبالغ في القدرات العسكرية للصين وإضافة إلى هذا هناك من يرى بأن الولايات المتحدة تستخدم قوتها الناعمة ضد الصين لقيادة بكين إلى تبني العسكرة في التعامل مع العالم. كما تنوي الولايات المتحدة تشويه صورة الصين في الرأي العام العالمي من خلال تخصيص المزيد من التمويل للشركات العسكرية لمواجهة الصين. 

أجرت الصين اختبارات عسكرية في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي أثار دهشة المحللين. اختبرت الصين مؤخرا صاروخ هايبر سونيك تفوق سرعته سرعة الصوت الذي يمكنه حمل سلاح نووي يمكنه اجتياز نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي. وكما قيل فبعد إطلاقه في مدار منخفض، طار الصاروخ الصيني ودار حول الأرض قبل أن يصيب هدفه في غضون أميال قليلة. يعتقد بعض الخبراء أن دافع بكين المحتمل لتطوير مثل هذا النظام قد يكون مرتبطا بمخاوف الصين بشأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي. جاءت اختبار الصين للصاروخ في وقت ترددت فيه شائعات عن قيام الصين ببناء حوالي 250 منشأة صواريخ جديدة في ثلاثة مواقع في الصين. وأثارت مثل هذه الأعمال مخاوف الولايات المتحدة بشأن القوة العسكرية للصين التي تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي تمتلك الأسلحة النووية بعد الولايات المتحدة وروسيا، إذ يعد بإمكانها ارسال صواريخ إلى كل أنحاء المعمورة.

بالتزامن مع التجارب الصاروخية الصينية أعربت الولايات المتحدة على لسان رئيس الأركان المشتركة، إذ قال بان هذه العلميات تعد نتيجة سلوكها العسكري وصرح بأنه على أمريكا ان تقضي على مثل هذه التهديدات، كما يرى بان الاختبار الصيني الأخير يحظى بأهمية قصوى إذ باتت تمتلك تقنية متطورة جدا، يمكن ان تبقي الصواريخ لفترة طويلة في الفضاء.

فيما يتعلق بالأهداف الخارجية التي تسعى وراءها الولايات المتحدة عند شنها هجوما إعلاميا على الصين وتطرقها إلى القوة العسكرية الصينية، يمكن القول بأنها تريد تبرير التكاليف التي تنفقها في المجال العسكري وفي هذا الإطار تنوي إدارة بايدن صنع صواريخ جديدة مضادة للصواريخ وتطوير أنظمتها الدفاعية لتصل إلى أوروبا، غني عن القول بان مثل هذه الممارسات تنتهي إلى سباق تسلح على المستوى العالمي، إضافة إلى هذا يبدو أنها تريد إثارة الرعب بين دول شرق آسيا وإخافتها من الصين.

على الرغم من أن وسائل الإعلام الأمريكية ومراكز الفكر والدوائر السياسية تبالغ في تقدير قدرة الصين الصاروخية، وحتى لو كانت تجربة الصين الصاروخية تعني أنها وجدت طريقة جديدة لإطلاق صواريخ حاملة لرؤوس نووية؛ فلا يوجد سبب للقلق. لن يغير نظام إطلاق الصواريخ الجديد بشكل أساسي ميزان القوى بين الصين والولايات المتحدة ولن يسمح للصين بمهاجمة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا. تمتلك الصين حاليا القدرة على شن هجوم نووي على الولايات المتحدة. لذلك لا ينبغي أن يكون الاختبار مصدر قلق جديد. ومع ذلك، نفت الصين تقارير عن تجارب صاروخية تفوق سرعتها سرعة الصوت. يظهر هذا الإنكار أن وسائل الإعلام الأمريكية يمكنها العزف على أوتار التوترات بين الولايات المتحدة والصين من خلال بث الدعايات المغرضة والأكاذيب. بالإضافة إلى ذلك، أثارت التغطية الإعلامية للتجربة الصاروخية للصين، على يد وسائل الإعلام الأمريكية ارتباكا حول نوع الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

أخير وليس آخرا لعبت تغطية الشؤون الداخلية والخارجية للصين في وسائل الإعلام الأمريكية دورا مهما في ضمان إتباع الشعب الأمريكي لسياسات البيت الأبيض تجاه الصين وتشريعات الكونجرس المناهضة للصين. في واحدة من أحدث الحالات، غطت وسائل الإعلام الأمريكية على نطاق واسع اختبار الصين للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت من أجل تصوير القوة الآسيوية على أنها تهديد محتمل للمصالح والأمن القومي للولايات المتحدة من أجل إضفاء الشرعية على الوجود العسكري الأمريكي في شرق آسيا. وكذلك تبرير التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وخصوم الصين في شرق آسيا.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

الاحتلال الصهيوني يدمر نحو 300 منزل في العملية المستمرة على جباليا

أعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن العملية الإسرائيلية المكثفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *