أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / الى المطبعين العرب.. كفى بتاريخ إسرائيل واعظاً

الى المطبعين العرب.. كفى بتاريخ إسرائيل واعظاً

من لم يتعظ بالتاريخ، لن يكون له مكان في المستقبل، فالمستقبل ليس سوى خبرات  راكمها الانسان من التاريخ، ففي حال لم يتجنب الانسان الاخطاء ويعمل على تصحيحها، او اخذ العبر منها او تفاديها، فانه سيكون كمن يدور في دائرة مغلقة و قد يتراجع الى الخلف اكثر.

هذه الحالة تنطبق على الدول والانظمة والشعوب ايضا، فالدول والشعوب التي لا تتعظ من اخطاء الماضي، ستبقى تكررها دون انقطاع، وبذلك لا تتخلف عن ركب الحضارة فحسب، بل ستتحول الى لقمة سائغة للطامعين، المتربصين بخيراتها وثرواتها، دون ان تملك القوة لمواجهتهم والدفاع عن نفسها.

للاسف الشديد، هذه الحالة تتجسد ببعض الانظمة العربية، التي طبعت مع اسرائيل، اوالتي في طريقها الى التطبيع معها، فهذه الانظمة لم تتعظ من اخطاء وعبر التاريخ فحسب، بل انها تكاد تحكم على نفسها وبلدانها وشعوبها، بالبقاء في دائرة الخطأ المستمر، وبإصرار عبثي.

ان هذه الدول والانظمة وبدلا من التوقف قليلا امام حوادث التاريخ، وخاصة تاريخ الحروب مع اسرائيل، واخذ العبر منها، حتى لا يعيد المستقبل تلك الحوادث وبشكل اكثر ماساوية، نراها تكرر تلك الاخطاء وتتجاهل العبر بشكل لافت، وذلك بعد ان تعامت مع اسرائيل وكانها كيان طبيعي يمكن ان نقيم معه علاقات دبلوماسية، وهذه العلاقات تكفي ان نأمن شرها، ولكن التاريخ يقول عكس ذلك.

بين فترة واخرى، تكشف اسرائيل عن بعض اسرار تاريخها الدموي القائم على القتل والغدر والعدوان، فهي لا تضمر الشر للاعداء فقط، بل تغدر وتعتدي حتى على الاصدقاء والحلفاء، بل حتى على اليهود ايضا، فكم من الاسرار التي تم الكشف عنها والتي تؤكد ان العصابات الصهيونية قامت بقتل اليهود في جميع انحاء العالم وارعابهم، لدفعهم الى الهجرة لاسرائيل. كما قامت بقتل جنود بريطانيين، رغم ان بريطانيا هي التي كانت وراء تاسيس  كيانهم، ففي عام 1946 ، اصدر مناحيم بيغين (رئيس الوزاء الإسرائيلي فيما بعد)، وكان حينها رئيس عصابة الإرجون الارهابية، الأوامر بتفجير فندق الملك داود في مدينة القدس، والذي كانت تتخذه حكومة الانتداب البريطاني مقرا لها، وذلك من اجل التعجيل بنقل اليهود من مختلف انحاء العالم الى فلسطين المحتلة، وقتل نتيجة التفجير 41 فلسطينيا، و 28 بريطانيا،و17  يهوديا، وخمسة من جنسيات أخرى.

اذا كان هذا حال اليهود والبريطانيين مع الصهاينة، ترى كيف هو حال الفلسطينيين والعرب والمسلمين معهم؟، الا يجب ان تكون تلك الاحداث التاريخية، عبرا للعرب من اجل الا يقعوا مرة اخرى، ضحايا الاجرام الصهيوني، وهو اجرام تفتخر به اسرائيل، ولكن للاسف، ليس هناك من يتعظ.

قبل ايام نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، لأول مرة،  اعتراف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” في خمسينيات القرن الماضي، بنيامين جيبلي، بأنه أصدر الأمر بتفعيل شبكة تجسس مؤلفة من مصريين يهود لتنفيذ تفجيرات في مصر، بإيعاز مباشر من “وزير الدفاع” حينها، بنحاس لافون.

ويعود تاريخ هذه القضية الى بداية عام 1954، حيث قامت اسرائيل بتنفيذ تفجيرات في منشآت مدنية وبنايات بريطانية وأميركية في مصر من خلال جواسيس مصريين يهود، وكان هدف هذه التفجيرات تقويض حكم الرئيس المصري حينها، جمال عبد الناصر، ودفع بريطانيا إلى التراجع عن قرارها بسحب قواتها من قناة السويس.

قبل ذلك كشفت الصحافة الاسرائيلية، عن جريمة اخرى في غاية الوحشية نفذتها اسرائيل خلال حرب 1967 ، عندما قامت بحرق عشرت الجنود المصريين وهم احياء ، ودفنتهم بالجرافات في مقبرة جماعية قرب مدينة القدس، دون ان تعلن عن ذلك.

اذ كان هذا هو ديدن اسرائيل، ديدن قائم على الغدر، كيف يمكن للانظمة العربية التي طبعت معها الا تستغل اسرائيل هذا التطبيع من اجل مصالحها فقط، دون اي اعتناء بمصالح المطبعين العرب؟، من المؤكد ان عرب التطبيع لم ولن يخدموا اسرائيل ، كما خدمتها بريطانيا، الا ان اسرائيل، غدرت بها عدة مرات، لذا على عرب التطبيع الا يستغربوا يوما، اذا ما طعنتهم اسرائيل من الخلف، فهذه نتيجة طبيعية، لكل من لا يتعظ بالتاريخ، وخاصة التاريخ القريب.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

الاحتلال الصهيوني يدمر نحو 300 منزل في العملية المستمرة على جباليا

أعلن الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن العملية الإسرائيلية المكثفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *