صراط عشق صراط عشق
أيام مضت على انتهاء الهدنة الإنسانية في اليمن التي تم تجديدها في الثاني من أغسطس الماضي والتي شابها الكثير من القصور في تنفيذ الالتزامات من قبل الجانب السعودي، مما يجعل الجانب اليمني يصر على احترام مطالب الشعب اليمني الانسانية من قبل السعودية للموافقة على تمديد الهدنة من جديد.
حيث تشير المعلومات الى أن ثلاثين ألفا من المرضى اليمنيين، يحولُ حصارُ العدوانِ السعودي الأمريكي دون تمكنهم من السفرِ خارج البلاد عبر مطار صنعاء لتلقي العلاج، ولم تساعد الهدنةُ الإنسانيةُ في تحقيق مطلبهم هذا، ذلك أن دول العدوان تتنصلُ من الالتزامِ ببنودها، حيث لم تسمحْ سوى برحلاتٍ محدودة، كما استمرت في منع دخولِ سفنِ المشتقات النفطية إلا بعدد قليلٍ يصل الى ميناء الحديدة.
هذا ويواصل العدوان خروقاته العسكرية، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية من خلال تردي الحالة المعيشية للمواطنين نتيجة ضغوط الحرب والحصار الخانق.
وتأكيدا على المعاناة التي يعيشها مرضى السرطان في اليمن قال مدير عام الخدمات الطبية لمركز مكافحة السرطان بصنعاء الدكتور عبدالله جحاف لوكالة تسنيم: أن الهدنة لم تحقق شيء بحيث أن شحة الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد المشعة لمرضى السرطان ما تزال ممنوعة وما يصل الى البلاد منها الا القليل.
وأكد جحاف “أن طوابير المرضى ينتظرون جرع الكيماوي سببه الحصار الجائر بالرغم من استمرار الهدنة مضيفا أن الهدنة لم يلمس ايجابيتها أحد”.
و تشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية فالألم ممتد لسبع سنوات خلت ولايزال وجع الاطفال والنساء الثكالى الملاذ المتاح لليمنيين في ظل عالم يشارك الجلاد جرائمه ويشرعنها.
خالد علي اليمني رجل في الخمسينات من عمره من أبناء محافظة حجة الواقعة شمال البلاد على الحدود اليمنية السعودية أجبر على الاستقرار في صنعاء تاركا بيته وممتلكاته بعد أصابته بمرض السرطان كي يتمكن من تلقي العلاج في المركز الوحيد على مستوى البلاد المتخصص بعلاج مرضى السرطان أصبح يرتاد المركز الوطني لعلاج الأورام منذ خمس سنوات كغيره من اليمنيين علق آملا كبيرة على الهدنة الإنسانية في التخفيف من معاناته والتي ستمكنه من الحصول على جلسات العلاج الكيماوي الكافية وتوفر له ولزملائه المرضى الادوية والمحاليل اللازمة لمرضى السرطان والتي يتم استيرادها من الخارج سيما إنه خضع للعلاج خلال العامين الاولين لمرضه وتماثل للشفاء الا أن حالته انتكست وعاد السرطان إليه نتيجة نقص الأدوية المتوفرة داخل البلاد وعجزه عن السفر خارج البلاد بسبب منع حظر الطيران من قبل تحالف العدوان والتي ما تزال بعض تعسفات الحصار قائمة الى اليوم ليتلاشى لديه الأمل كما معظم الأبرياء بعد تهرب دول تحالف العدوان من استحقاقات الهدنة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية الدكتور أنيس الأصبحي في تصريح لوكالة تسنيم، “لابد للهدنة أن تلبي تطلعات الشعب اليمني من خلال تحسن الوضع الإنساني والاقتصادي لكن دول العدوان تماطل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من خلال منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية بالشكل المطلوب ومنع انسيابية دخول المشتقات النفطية اللازمة وهذا يعوق المرافق الصحية عن تقديم خدماتها”.
وأضاف “أن مطالب الشعب اليمني واضحة برفع الحصار الذي يعد جريمة حرب عن مطار صنعاء وميناء الحديدة ووقف العدوان وخروج قوات الاحتلال من كافة الاراضي اليمنية”.
على الجانب السياسي استهجنت صنعاء الحديث عن تفاهمات حول تمديد الهدنة مؤكدة أن الهدنة التي لم يلتزم طرف العدوان بتنفيذ بنودها، مثلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل مالم تحقق تطلعات الشعب اليمني وحقوقه المشروعة.
واضاف عارف العامري منسق تكتل الاحزاب المناهضة للأحزاب في تصريح خاص لتسنيم إن “صنعاء مصرة في أن تحقق أي تجديد للهدنة مطالب صنعاء سيما دفع الرواتب ورفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء”.
وأكد العامري “إن صنعاء مستعدة ولديها جهوزية عالية لخوض جولة جديدة من الحرب حتى تنتزع حقوق الشعب اليمني وكسر الحصار بالقوة العسكرية في حال استمر العدوان في صلفة”.
ملف الأسرى “هو الآخر ما يزال عالقاً وسط فشل جولة “عمّان بسبب تنصل “المرتزقة” عن تقديم كشوفاتهم، وكذلك تأخيرهم في تشكيل اللجنة التي طلبتها الأمم المتحدة للتحقق من الاسماء.
ورغم تنفيذ صنعاء لالتزاماتها، بانتظار الطرف الآخر المتنصل، ما يزال الراعي الأممي عاجزا تجاه هذا التهرب، ليبقى الملف أسيراً لدى تحالف العدوان برعاية أممية.
