أخبار عاجلة
الرئيسية / معارف / أفكار ورؤى / يا لها من شمعة

يا لها من شمعة

يا لها من شمعة:

كلّنا نعلم بأنّ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلّم هو النور الأول الصادر من الحق تعالى، فهو السراج المنير، وهو الشمس، وهو المصباح.

وأمّا جمال هذا النور فلا تتحدّث عنه، فجمال يوسف الذي يضرب به المثل ليس هو إلا شعاعٌ من ذلك جمال، وكلّ جميل ليس بجميل إلا بجماله صلوات الله و سلامه عليه.

ولكن أَخفت الحجبُ ذلك النورَ عن أعين الناس ، ولو كان يتشعشع بأكمله فيا ترى ماذا كان يحصل للكون ثمّ للعشاق؟

يحدث ما حدث للجبل ولموسى عليه السلام (… فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا …).الأعراف143 

هذا النور بأكمله لا محالة سيظهر ، وذلك عند ظهور الإمام المهدي روحي فداه.

 قال الرضا عليه السلام واصفاً النور المهدوي: (بأبي وأمي سمي جدي صلى الله عليه وآله وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور، يتوقد من شعاع ضياء القدس).(هكذا ملبس الإمام فكيف به نفسه)!

ولكنّ (هل لمشتاق إليكم من طريق؟ أم سددتم عنه أبواب الوصال)!

حاشا أن يسدّ الطريق علينا بل لكي نشتاق إلى ذلك النور ونزداد اشتياقاً دائماً، أظهر صلوات الله عليه شيئاً من نوره في بضعته الزهراء عليها السلام، فهي الكوكب الدريّ الذي كان يزهر نورها ويسطع من محرابها لا لأهل الأرض فحسب! بل لأهل السماوات السبع ومن فيها أيضاً.

أرادوا إخفاء ذاك النور عن أعين المؤمنين ولكن هيهات! بل كلمّا تقدمنا الى الأمام كلما اشتد النور الفاطمي ظهوراً إلى أن تُشرق الشمسُ المهدوي حيث تجتمع الأنوار(إنّهم يرونه بعيدا و نراه قريبا)المعارج 6و 7 ونحن كلنا شوق وانتظار ووله!

يا ترى هل يترك الله المؤمنين عشاق أهل البيت في حيرة من أمرهم وهم يتفقدّون النور المحمدي الفاطمي المهدوي (أين الشموس الطالعة ، أين الأقمار المنيرة أين الأنجم الزاهرة )

لم يترك الله المؤمنين في ظلمات الدنيا يتخبطون، بل وجّه أنظارهم إلى أرض مقدّسة ألا وهي مدينة قم ففيها (شمعة) (يا لها من شمعة) رغم صغرها في قبال الكوكب الدريّ، ولكن العجب أنّها لا تزال توقد من شجرة مباركة زيتونة! لا ينفد نورها ولا ينطفئ سراجها بل كلّما تقدّم الزمن اشتد ذلك النور.

فاطمة المعصومة س:

مرجع الفقهاء حين تردد الأفكار، و الحكماء حين تزلزل الأنظار، و المفسرين حين تأرجح الآراء، والمحدثين حين تضارب الأقوال.

هي مع صغر سنّها مربّية الفطاحل في خضّم الحراك، وملهمة الأبطال في ميادين السباق، و مشجعةُ المجاهدين في ساحة العراك .

فلم يفشل البعثيون المجرمون إلا بعد ما تجاوزوا حريم قم، فهي عليها السلام صفعتهم صفعةً لا و لن يزولَ آثرُها مدى القرون و الاعصار.

و عن الصادق عليه السلام:

(وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجّة على الخلائق ، وذلک في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها، وإنّ الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله، وما قصده جبّار بسوء إلّا قصمه قاصم الجبّارين وشغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدوّ، وينسي الله الجبّارين في دولتهم ذكر قم وأهله كما نسوا ذكر الله.)

إبراهيم الأنصاري

ليلة وفاة فاطمه المعصومة س

8 ربيع الثاني 1441

 

عن حجت‌الاسلام ابراهیم الانصاری

شاهد أيضاً

اليوم ، الحضارة الغربية آخذة في التدهور ، أي أنها تنخفض حقاً

إن شاء الله ، سترون جميعاً انحطاط أعداء الإنسانية ، أي هذه الحضارة الأمريكية المتدهورة وتدهور إسرائيل ، بفضل الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *