أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / هل تتبع الصين الشيوعية النموذج الروسي في قضية تاوان؟

هل تتبع الصين الشيوعية النموذج الروسي في قضية تاوان؟

ان العالم مضطرب ومتوتر لا ثبات فيه، إنما تسوده التغييرات والحروب والانتصارات والأسلحة الإستراتيجية والنووية والجماعات الإرهابية، عالم يشهد صراعات في الأراضي المحتلة وأفغانستان، ويشهد القضاء على النظام الليبرالي السائد وتكوين التكتلات الاقتصادية متعددة الجوانب وظهور الصين في جنوب شرق آسيا اقتصاديا ودخول روسيا في ساحة التنافس الاستراتيجي إضافة إلى قوتها العسكرية، والقضاء على الهيمنة الثقافية والسياسية للولايات المتحدة أحادية القطب وتدمير سيطرة أمريكا التي استمرت لعقود وكذلك يشهد العالم حرب القوة والمحاولات للحصول على أقصى شكل من السلطة والنفوذ في العالم؛ ويتوقف الحصول على هذه السلطة والنفوذ على الحصول على مصالح كبيرة أو حصة كبيرة من الإمكانيات في المجتمع العالمي في العالم الذي تسوده الفوضوية.

تضرب لعبة السلطة في علاقات القوى الدولية بجذورها في أعماق التاريخ، المقاربة الواقعية الهجومية لبيئة النظام الدولي كانت مؤسسة في المدرسة القائلة بان العالم الفوضوي كان يشكل دائما مكانا لمواجهة القوى بغية الحصول على أفضل مكانة في النظام الدولي، ان المصالح القومية تلعب الدور الأبرز في هذه اللعبة، والدول تختار سياساتها الخارجية وفقا لمصالحها القومية، في هذه البيئة الفوضوية فان العلاقات بمختلف أشكالها من العداء أو الصداقة أو الدبلوماسية أو السياسية أو الاقتصادية تتكون وفقا للمصالح القومية للدول.

يمكن الحديث عن جمهورية الصين الشعبية كمثال للدول التي ظهرت منذ عام 2008 كأفضل اقتصاد العالم فهذا البلد ومن خلال بناء تكتل اقتصادي تحول إلى ابرز التحديات للولايات المتحدة الأمريكية، ووفقا للمحللين فان ظهور الصين كقوة عالمية سيرى النور في أي لحظة وعلى أمريكا ان تؤجل هذا الظهور، ففي فترة رئاسة باراك أوباما زاد مستوى تنافس البلدين بشكل ملموس، وبنظرة عامة يمكن ان نعرف بان هناك عوامل مختلفة تترك تأثيرها على العلاقات بين الصين وأمريكا، فمنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 وانتصار الثوار الشيوعيين في مواجهة القوميين الذين كانوا يتمتعون بدعم أمريكا لتأسيس جمهورية تايوان، وان التوترات والخلافات كانت تعصف بعلاقات الصين وأمريكا بشكل أو بآخر. كانت تعد الولايات المتحدة الصين الشيوعية حليفة للاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية والغربية، وكانت تطالب بتأسيس جمهورية تايوان.

ان دعم الولايات المتحدة لتايوان يعد متغيرا مؤثرا يمكن لأمريكا استخدامه للتأثير على الصين، غير انه بعد إخفاق أمريكا سياسيا في مواجهة الشيوعيين وتأسيس جمهورية الصين الشعبية أصبحت جل أهداف الولايات المتحدة تتبلور في منع تحالف الصين والاتحاد السوفيتي في مواجهتها وكذلك احتواء الصين وفرض العزلة والعقوبات الاقتصادية عليها ومنع الاعتراف بالصين الشعبية على يد الدول الأخرى.

هذا وان تايوان لعبت دورا مهما في خلق التوازن المعارض للصين وهذا ما أثار غضب الصين كما عزفت على أوتار التنافس الأمني بين الصين وأمريكا.

يرى المنظر مرشايمر بان السياسة الدولية عبارة عن تجارة خطيرة ولا يمكن لأي نوايا حسنة ان تحسن التنافس الأمني الشديد الذي يتكون بظهور قوة في اوراسيا. ويرى بأنه يمكن إطلاق تراجيدية سياسة القوى العظمى على عرض العضلات والقوة.

ان السؤال الذي يطرح نفسه هو هل تريد الصين شن الهجوم العسكري على تايوان كما فعلت روسيا؟

ان الأزمة الأوكرانية وجهت الأنظار نحو الصين، إذ يبدو ان جمهورية خلق الصين يمكنها ومن خلال الأزمة الأوكرانية، وبالاستفادة من الأساليب العسكرية والإدارة شن هجوما عسكريا على تايوان، فالصين وروسيا هما الدولتان الرافضتان للقوانين السائدة على النظام الدولي التي تسنها الولايات المتحدة الأمريكية، وتطالبان بتغيير الوضع الدولي السائد، ان الصين وروسيا يرفضان رفضا باتا تدخل القوى العظمى في القضايا الداخلية ويمكن مشاهدة ردة فعل الصين على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، إذ ترى بان الأمن القومي لأي بلد هو الخط الأحمر ولا يمكن مقايضته بأي شيء.

ففي الحوارات الجديدة المطروحة بين البلدين، أثارت ضمانات أمريكا لدعم تايوان عسكريا موجة من ردود الأفعال في الصين، وان حلم عودة تايوان إلى الأرض إلام أي الصين، يحظى بأهمية كبيرة لدى السياسيين في الصين، ونظرا إلى الظروف السائدة على العالم اليوم يبدو ان انتصار روسيا في الحرب الأوكرانية يمنح الصين الضوء الأخضر لشن الهجوم على تايوان.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالمسيرات مصفى حيفا النفطي

أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مصفى حيفا النفطي في الأراضي المحتلــــة صبــــــاح اليوم الخميس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *