أخبار عاجلة
الرئيسية / دسته‌بندی نشده / نظرة على مستقبل علاقات تل أبيب وموسكو

نظرة على مستقبل علاقات تل أبيب وموسكو

تغيرت العلاقات الإستراتيجية بين روسيا وإسرائيل إلى حد ما بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، فضلا عن حاجة إسرائيل لدعم موسكو في سوريا خلال الحكومة الائتلافية بين نفتالي بينيت ويائير لابيد. جاء هذا التغيير على نحو جعل نتنياهو يتمنى لو لم تدور علاقات تل أبيب وموسكو على رحى أسلوب الحكومة الائتلافية.

كان نتنياهو، العامل الرئيس في برودة العلاقات بين تل أبيب وموسكو وكذلك المواقف المحايدة وغير المتحيزة للحكومة الائتلافية تجاه الأزمة الأوكرانية. بمعنى أن الحكومة الائتلافية بقيادة نفتالي بينيت ووزير خارجيته، يائير لابيد، أرادت التوسط في حل الأزمة في أوكرانيا، ولكن عندما حاول فلاديمير زيلينسكي السفر إلى الأراضي المحتلة لطلب المساعدة العسكرية أو عندما أراد إلقاء الخطاب عبر تقنية الفيديو كونفرانس في الكنيست، واجه ردا سلبيا من السلطات الصهيونية، وقال نفتالي بينيت ساخرا إنه على الرغم من عدم وجود صواريخ والإعلان عن حالة حظر طيران، يمكنك الانتظار حتى يتم إرسال قنبلة المولوتوف منا.

ورغم أن رد الحكومة الائتلافية في تل أبيب على زيلينسكي كان سلبيا، لكن مع تولي يائير لابيد منصبه، تغيرت مواقف تل أبيب رأسا على عقب تجاه موسكو، وحلت إستراتيجية المواجهة والتوتر محل العلاقات الإستراتيجية.

اليوم وفي ظل ظروف عودة نتنياهو للسلطة، من المتوقع عودة العلاقات بين تل أبيب وموسكو إلى ما قبل الحكومة الائتلافية برئاسة نفتالي بينيت. في الواقع، ان إصرار نتنياهو على تجاوز شروط الائتلاف الحكومي وتطبيع العلاقات بين تل أبيب وموسكو مرتبط أكثر بالأزمة السورية. نظرا لحقيقة أن روسيا تعاونت مع تل أبيب بسبب الأزمة السورية وفي الوضع الحالي بسبب تركيز روسيا على الأزمة الأوكرانية، فقد يتغير توازن الظروف على نحو يضر تل أبيب بسبب تركيز موسكو على حرب أوكرانيا.

في ظل هذه الظروف، فإن تركيز روسيا على أوكرانيا بدلا من جنوب سوريا ليس في مصلحة تل أبيب، وليس فقط مثل هذا التغيير لا يطاق بالنسبة لمسئولي تل أبيب، لكنهم يحاولون بإستراتيجية الإقناع، إقناع مسئولي موسكو بالتواجد في جنوب سوريا. في الوقت نفسه، هناك عاملان مؤثران يمنعان من إعادة العلاقات بين تل أبيب وموسكو إلى ما قبل الحكومة الائتلافية.

العامل الأول هو وعود السلطات الإسرائيلية بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، الأمر الذي يثير غضب مسئولي الكرملين، والعامل الثاني هو الشائعة التي تفيد بان طهران تتعاون مع موسكو في حرب أوكرانيا وذلك في إطار مساعدات بطائرات بدون طيار. في ظل هذه الظروف، يبدو من غير المرجح أن يتمكن نتنياهو من تخفيف التوتر في العلاقات بين تل أبيب وموسكو، كما في الماضي. وبالفعل، يواجه نتنياهو مشاكل من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل وروسيا، الأمر الذي يتطلب الكثير من الوقت، ومن غير المرجح أن تصل أوضاع هذه العلاقات إلى حالة طبيعية وخالية من التوتر على المدى القصير.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

عدوان إسرائيلي على مبنى سكنياً في منطقة بدمشق و استشهاد مدنيين اثنين وإصابة آخر بجروح

استهدف عدوان إسرائيلي صهيوني مبنى سكنياً في منطقة كفرسوسة بدمشق أسفر عن استشهاد مدنيين اثنين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *