أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / نظرة تركيا وإسرائيل لحرب أوكرانيا

نظرة تركيا وإسرائيل لحرب أوكرانيا

يمر ما يزيد على شهر منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية واتخاذ الدول مواقفها تجاه هذه الحرب، وسط مساعي عالمية لحلحلة هذه الأزمة، إذ أعلنت تركيا منذ بداية الحرب وحتى قبلها استعدادها للتوسط، وذهب بعض المحللين بان زيارة بينيت المفاجئة لموسكو تأتي في إطار الوساطة بينهما، لكن اليوم يبدو ان إسرائيل ابتعدت عن فكرة الوساطة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الأهداف التركية وراء القيام بالوساطة بين روسيا وأوكرانيا؟

تقدم جل التحليلات عدة أسباب عند تناولها السؤال أعلاه: 1-العلاقات التجارية التي تجمع تركيا بكل من أوكرانيا وروسيا وكذلك عدد السياح الذين يزرون تركيا القادمين من البلدين، إذ يبلغ عددهم ما يقارب 6 ملايين سائحا، 2-تستورد تركيا المواد الأولية والمنتجات الزراعية من تلك الدول، وفي حال استمرار الحرب فإنها تتحمل ضغوطا كبيرة في هذا المجال، 3-ان الحرب تؤدي إلى خروج المستثمرين والتجار الترك من أوكرانيا أو تهدد أموالهم في هذا البلد.

غير ان الأهداف السياسية لقادة تركيا كما رسموها لبلدهم ومستقبل المنطقة تحظى بأهمية كبرى، ولا يجب تجاهلها، إذ لتركيا علاقات سياسية جيدة مع جانبي الحرب وتريد توسيع نطاق العلاقات بهما، على هذا فان مصير الحرب يكتسب أهمية قصوى أردوغان وحلفاءه في سياسة بلده، وكما حدث في حرب كاراباخ إذ دخلت القوات الروسية والتركية كقوات حفظ السلام في المنطقة، وان كانت تركيا تعارض التواجد الروسي، لكنها ليست في موقف يمكنها من الحؤول دون تواجد الجيش الروسي في كاراباخ.

لطالما كانت قضية شبه جزيرة القرم تثير اهتمام أنقرة، ذلك ان تركيا كونها آخر ما تبقى من الإمبراطورية العثمانية، كانت تبحث طيلة العقود الماضية عن أساليب لتحقيق حلم “الهلال التركي” الذي يشتمل على حدود اليونان حتى حدود الصين، وتبذل مساعيها للنفوذ بين سكان القرم من الأصول التركية، ويأتي توسيع نطاق علاقاتها السياسية بأوكرانيا في هذا الإطار، وما عدى قضية القرم فان هناك أدلة تثبت مقاربة أنقرة في توسيع فكرة النزعة التركية ودعمها ومنها دعم المواطنين من الأصول التركية في الدول المجاورة لتركيا.

لا شك ان تحقيق العثمانية الجديدة مستحيل اعتمادا على الإمكانيات السياسية والاقتصادية لتركيا على هذا فأنهم بحاجة إلى الدعم الأجنبي، واقرب حلفاءها في سبيل تحقيق أفكارها البانطورانية هي إسرائيل وبريطانيا، على هذا لو انتصرت روسيا في حرب أوكرانيا فإنها تقضي على حلم أنقرة، ولا يمكنها التواجد في القوقاز ومن هنا تقوم أنقرة بالوساطة، غير ان مستقبل المفاوضات غير واضح المعالم، لكن تركيا والى جانب تبني الوساطة تتبنى مقاربة متناقضة بدعم من لندن وتل أبيب، إذ وقبل بيع طائرات بدون طيار إلى أوكرانيا وبهدف زعزعة الاستقرار في كاراباخ وأماكن أخرى تحاول ان تشتت تركيز الروس على جبهة أوكرانيا وتستخدمها إلى آلية ضغط عليها.

ان اتساع نطاق علاقات تركيا بالغرب وإسرائيل يوفر الإمكانية لأنقرة كونها عضو الناتو ان تقف إلى جانب الروس وخلافا لهذا فأنهم يمنون النفس بانهيار روسيا لتحقيق أفكارهم، مع هذا فان تركيا اليوم تمثل هدفا مؤقتا للمستثمرين الروس للالتفات على العقوبات.

اتسع نطاق علاقات روسيا بإسرائيل لكنه مازال بعيدا عن مستوى توقعات موسكو، مع ان الاتحاد السوفيتي السابق لعب دورا كبيرا في ظهور إسرائيل، لكن بعد تأسيسه خسر معركة بناء العلاقات الواسعة بإسرائيل لصالح الغرب، وان ما يطلق عليه الاتحاد غير المكتوب بين موسكو وتل أبيب ليس بأمر جديد، وان الروس دائما كانوا يؤكدون على امن إسرائيل وتحقيق مصالحها، لكنهم وبالتزامن دعموا توجهات الدول العربية القاضية بتأسيس دولة فلسطين المستقلة، ولما كانت بنية السلطة في إسرائيل خاضعة لليهود الأمريكيين أكثر من يهود روسيا، فان كرملين تبحث عن زيادة نفوذها في إسرائيل ومن جهة أخرى فان العلاقات الروسية الإسرائيلية دائما ما شهدت منعرجات لكن لا يمكن التنبؤ بها، ويبدو ان إسرائيل تنتظر تداعيات الحرب وما تؤول إليها من نتائج حتى تختار المقاربة التالية تجاه القضايا، ذلك ان ملامح نظام جديد تبرز في العالم، وبعض الدول ستقوم بتنظيم سياساتها في إطار الخيارات المتوفرة مستقبلا.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

السيد نصر الله: يحضرنا الشهيد سليماني والشهيد زاهدي في كل معركة

قال الامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله: في كل معركة يحضرنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *