صراط عشق صراط عشق
بعد قيام الصهاينة بارتكاب جريمتهم البشعة في سوريا والتي أدت الى استشهاد اثنين من كوادر الحرس الثوري المتواجدين هناك بصفة استشارية انهالت الصواريخ النقطوية البالستية الايرانية على “المركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني” في أربيل ما اعتبره الخبراء ردا واضحا على تل أبيب.
ما استهدفته الصواريخ الباليستية للحرس الثوري في اربيل هو قاعدة سرية لضباط الموساد كانت تنشط تحت مظلة الجيش الاميركي هناك، وساعة تنفيذ الضربة الصاروخية ضد هذا المركز الاسرائيلي لها دلالات ايضا فهي الواحدة وعشرون دقيقة بعد منتصف الليل وهو التوقيت الذي استشهد فيه العميد قاسم سليماني قبل عامين تقريبا على يد الاميركيين.
هذا الرد على التحرش الاسرائيلي بالأمن القومي الايراني كان ضربة مدمرة خلفت خسائر مؤكدة حيث ارسلت اميركا طائرة موسومة بالاسعاف الجوي من قاعدة رامشتاين الاميركية في ألمانيا الى قاعدة أربيل.
وتؤكد وسائل الاعلام ان عددا من ضباط الموساد قد قتلوا في هذا القصف وان مقرات الموساد الاسرائيلي هناك استهدفت جميعها وبكل دقة.
وقد اعلن حرس الثورة السلامية في بيان “أن بعد الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني والإعلان السابق عن أن جرائم وشرور هذا النظام المشؤوم لن تمر دون رد، تم مساء امس استهداف “المركز الاستراتيجي للتآمر والشر الصهيوني” بصواريخ قوية ونقطوية تابعة للحرس الثوري.”
موازنة الرعب
عملية فجر الاثنين الصاروخية هي الرد الايراني على الجريمة التي ارتكبها الاسرائيليون يوم الاثنين الماضي في ضواحي دمشق وادت صواريخهم الى استشهاد ضابطين اثنين من الحرس الثوري.
وكانت هذه أول اعتداء اسرائيلي مماثل بعد الغارة الجوية التي نفذتها الطائرات الاسرائيلية على قاعدة تيفور الجوية السورية قبل نحو 4 سنوات واستشهد خلالها 7 من كوادر الحرس الثوري الايراني، وكانت قاعدة تيفور المقر المشترك لكوادر الحرس الثوري والجيش السوري، وكان الاسرائيليون يعتقدون حينها ان ايران سوف لن ترد عليهم خاصة مع وجود الرئيس الاميركي دونالد ترامب في سدة الحكم لكن قوة القدس في الحرس الثوري قامت بعد شهر من ذلك بدك قاعدة أمنية عسكرية اسرائيلية في الجولان بالصواریخ.
الخبير الايراني رضا صدرالحسيني يعتقد ان عملية فجر اليوم كانت ردا على التحركات الاستخبارية الاسرائيلية في اقليم كردستان للتآمر ضد ايران.
وقد اعلنت ايران اليوم ايضا عن تفكيك خلية عميلة للكيان الاسرائيلي في محافظة آذربيجان غربي في شمال غربي ايران والذي كشف عن تحرك اسرائيلي واسع هناك ضد ايران.
وعلى أية حال فان ايران قد رسمت خطا أحمر هنا “استهداف أي ايراني يساوي موت الصهاينة، وهذا يعني موازنة الرعب”.
المحلل والخبير الايراني سعدالله زارعي يقول من جانبه ان الكيان الاسرائيلي وبعد الرد الايراني في الجولان قبل 4 سنوات أرسل رسالة عبر الفرنسيين والروس الى طهران بأنه سوف لن تشن أية عملية ضد القوات الايرانية المستقرة في سوريا ومنذ ذلك التاريخ كانت الهجمات الاسرائيلية تستهدف قواعد الجيش السوري الذي يعتبر هو المسؤول عن الرد، ولم يتجرأ الاسرائيليون على استهداف الايرانيين في سوريا منذ ذلك التاريخ لكن يبدو ان استشهاد الضابطين الايرانيين في سوريا مؤخرا جرى بضوء أخضر اميركي.
