أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / مستقبل أفغانستان الحائر بين حكم طالبان ودول الجوار

مستقبل أفغانستان الحائر بين حكم طالبان ودول الجوار

شهدت الفترة الماضية إقامة اجتماعين لمناقشة مستقبل أفغانستان في كل من موسكو وطهران، إذ شاركت دول جوار أفغانستان في الاجتماعين إضافة إلى وفد رفيع المستوى من طالبان وذلك في اجتماع موسكو، إذ أظهر الاجتماعان أنه ليس فقط بين القوى العظمى والمؤثرة في العالم، ولكن بين القوى الإقليمية وجيران أفغانستان، لا يوجد إجماع حول كيفية الانتقال من حكومة مؤقتة إلى حكومة مستقرة.

ورد في البيان الختامي لاجتماع موسكو بأنه بالنظر إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في أفغانستان تعلن الدول المشاركة عن استعدادها لتوحيد المساعي لتقديم العون لإعادة إعمار البلد بعدما تعرض البلد إلى الدمار. كما اقترحت روسيا إقامة مؤتمر شامل بحضور الدول المانحة بهدف حلحلة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في أفغانستان، إذ كانت أهم أولويات روسيا هو الأمن والاستقرار السياسي في أفغانستان، ومنع تهريب المخدرات والقضاء على الجماعات التكفيرية مثل داعش وشددت على ضرورة تشكيل حكومة شاملة على المدى الطويل، ولهذا ذكرت الحكومة المؤقتة في البيان الختامي بدلا من الإمارة الإسلامية، وهذا ما لم تتفق عليه جميع الدول المشاركة في المؤتمر.

أما في اجتماع طهران فكان لعبارة الحكومة الشاملة الحضور البارز في التصريحات التي أطلقها المشاركون، إذ شددت إيران على موقفها السابق القاضي بتشكيل حكومة شاملة، وحتى بعدما أعلنت طالبان عن حكومتها التي خلت من ممثلين للطوائف الدينية والنساء، وهذا ما حظي بتأييد الدول المشاركة والفارق بين الاجتماعين هو ان طالبان لم تشارك في اجتماع طهران.

الخلافات حول مفهوم الإرهاب

إن الأمن والاستقرار في أفغانستان ومكافحة الإرهاب هما أهم القضايا التي تشكل القواسم المشتركة بين جيران أفغانستان في مناقشتهم مستقبل البلاد. لا توجد أي من الدول المحاذية لأفغانستان، وكذلك روسيا، المتأثرة بالأحداث الأمنية في آسيا الوسطى، على استعداد للسماح للجماعات الإرهابية بالتسلل إلى بلادهم والتسبب في انعدام الأمن. لكن النقطة المهمة هي أن أحد أسباب التعارض بين جيران أفغانستان هو خلافاتهم حول مدلولات تحديد الجماعات المسلحة في أفغانستان وإطلاق صفة الإرهابية عليها. على الرغم من وجود إجماع نسبي حول داعش، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على القاعدة وشبكة حقاني. فالمجموعة الأولى مدعومة بشكل غير رسمي من المخابرات الباكستانية، والمجموعة الثانية هي تقريبا قوة بالوكالة في أفغانستان مقرها إسلام أباد.

الغموض حول مفهوم الحكومة الشاملة

في اجتماع طهران وما عدى باكستان كانت كل الدول المشاركة تؤكد على ضرورة تشكيل حكومة شاملة، لكن هناك قضيتان تمثلان عائقا في هذا المجال، القضية الأولى هي الخلافات حول ما يسمى الحكومة الشاملة، إذ لا يوجد إجماع بين الدول الجوار حول مشاركة كافة القوميات والطوائف في الحكم، إضافة إلى احترام حقوق الإنسان، وخاصة المرأة، فان مواقف الصين وروسيا في هذا المجال غامضة، وتؤكدان بشكل عام على احترام حقوق الإنسان، أما القضية الثانية فإنها تدور حول مطالبة دول الجوار حركة طالبان بتطبيق هذه المطالبات، واتفاقهم حول هذه القضايا، إذ ان الاستقرار السياسي والأمني هما الأهم بالنسبة للصين وروسيا.

إنما قضية الحؤول دون نشوب حرب أهلية في أفغانستان تعد عاملا مهما قاد دول جوار أفغانستان للجلوس على طاولة واحدة، وإجراء الحوار مع طالبان، ذلك أنهم يعرفون بان التوتر في أفغانستان قادم لا محالة. وان أفغانستان تعد بلدا يمتلك الارضية لخوض الدول المتصارعة على المستوى الإقليمي، الحروب بالنيابة هناك.

أخيرا وليس آخرا السؤال الذي يطرح نفسه يدور حول المستقبل الذي ينتظر أفغانستان في ظل تلك القضايا المعقدة، مما لا شك فيه، أنه حتى مع الاعتراف الرسمي بطالبان على يد جيرانها، لن يتم حل قضية الاستقرار السياسي في أفغانستان، ولكن إذا لم يكن جيران أفغانستان على استعداد لقبول الحكومة الجديدة، فسيكون هناك المزيد من التردد في قبولها من الدول الأخرى. فمن ناحية، اكتسبت طالبان ثقة نسبية في أن جيران أفغانستان لا ينوون التدخل عسكريا في الصراع الداخلي في البلاد، ولهذا السبب سعت إلى قمع خصومها بسهولة. من ناحية أخرى، وبغية الحفاظ على الحكومة، تحتاج طالبان إلى بعض القنوات الدبلوماسية والتبادلات التجارية مع الدول الأخرى. لهذا السبب، يبدو أنها ستحاول تحقيق نوع من التوازن مع جيرانها من حيث المطالب مثل الأمن أو الحكومة الشاملة، أولا بدعم من باكستان ثم بموافقة الصين وروسيا. على سبيل المثال إنها قد تقوم بأعمال ما مثل إشراك عدد قليل من المجموعات العرقية أو منح المجال لأتباع المذاهب الأخرى بإقامة احتفالاتهم الدينية. هذا وتعلم طالبان بأن الصين وروسيا لن تمارسا ضغطا حقيقيا في محال احترامها حقوق الإنسان. لذلك، يبدو أن طالبان ستضعف أولا كل خصومها حتى تبقى الساحة خالية نسبيا، ولن يعد بإمكان أحد مواجهة هذه المجموعة في الساحة السياسية والاجتماعية لأفغانستان، وفي الخطوة التالية، من خلال احترام الجيران، تحاول أن تكسب ودهم. أما بالنسبة للجماعات الإرهابية، فمن خلال مواجهة داعش واحتواء الحركة الإسلامية في أوزبكستان والحزب الإسلامي في تركستان الشرقية، فإنها تكسب الموقف الإيجابي للصين وروسيا وحكومات آسيا الوسطى وإلى حد ما إيران. أما بالنسبة لشبكة حقاني، فمن المحتمل أن تقنع الحكومات الأخرى على قبول حصة الجماعة في السلطة.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

مسيرات تضامنية لطلاب جامعة طهران مع الانتفاضة الطلابية المناهضة للصهيونية في أمريكا واوروبا

أقام طلاب جامعة طهران اليوم السبت مسيرات تضامنية مع الانتفاضة الطلابية المناهضة للصهيونية في أمريكا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *