أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / على نفسها جنت براقش

على نفسها جنت براقش

التنديد الرخيص للرئيس اردوغان مؤخرا بوصف العمليات البطولية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المصطنع واللامشروع بالعمليات الارهابية  وتقديم العزاء للرئيس الاسرائيلي بضحايا هذه العمليات ولد سخطا كبيرا في الشارع العربي والاسلامي  خاصة الفلسطيني غير ان الجديد في حديث رئيس اردوغان لم يفاجئ احدا لانه كان مجرد مجاملة وتودد في غير محله فهو من جهة لا يخل بارادة الشعب الفلسطيني واصراره على  استعادة حقوقه المشروعة ومن جهة ثانية لا تزيد من قوة الاسرائيليين الذين يعيشون اليوم احلك واسوأ ايامهم  وهم في ارتباك وهلع غير مسبوقين.

وما اقدم عليه الرئيس التركي  في هذا المجال كانت خطوة استباقية وكأنه يتسابق مع الدول العربية المنبطحة للتطبيع مع الكيان الصهيوني على مسار تقديم اوراق اعتماده لاميركا وكسب ودها.

لكن ما هو محير ولافت للانظار ان الرئيس التركي الذي بدأ مشواره مع انتفاضات الربيع العربي وبتنسيق مع الادارة الاميركية ليتزعم العالم الاسلامي وحركة الاخوان المسلمين ويمد ساحة نفوذه في المنطقة على حساب الاستثمار بالقضية الفلسطينية لكنه عري اليوم تماما بسبب مواقفه المتناقضة من الكيان الصهيوني الذي ندد يوما بجرائمها ووصفها بالدولة الارهابية ثم اتت قضية مقتل عشرة نشطاء من الاتراك على ايدي الضباط الاسرائيليين على متن سفينة مرمرة والتي اغلقت فجأة دون ان يترتب عليها شيئ، ليصف لاحقا وبعد 13 عاما من هذه الجريمة لزيارة الرئيس الاسرائيلي لانقرة بالزيارة التاريخية.

غير ان الاوضاع الاقتصادية المزرية لتركيا انزلت الرئيس التركي اردوغان من عليائه ليتودد اليوم لدول كان يحتقرها مثل السعودية ومصر والامارات التي تتأخر حتى اليوم عن الرد بالمثل بل تطالبه بالمزيد من التنازل.

والجميع يتذكر كيف ناور الرئيس التركي على مقتل الصحافي جمال خاشقجي ورفع سقف العداء ضد بن سلمان ثم اليوم ينقلب 180 درجة من اجل مصالحه الحزبية والانتخابية ليسقط هذا الملف ويغلقه نهائيا ويحيله للقضاء السعودي الذي يثق به كما زعم احد مستشاريه. يا لها من مصيبة ان يؤتمن القاتل اداة الجريمة !

الغريب ان الرئيس التركي الذي يضع مصالحه الشخصية ومصالح بلاده فوق كل  اعتبار دون مراعات للمبادئ والاخلاقيات فانه يسقط نفسه قبل كل شيء ويجعله عرضة للانتقادات اللاذعة صحيح انه لا صداقة دائمة ولا عداء دائم بل مصلحة دائمة لكن ان يكون بحدود معقولة لا ان يخل بمصداقية الشخص وتوازنه.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

يوم النكبة في ذكراها الـ76 .. والاحتلال الصهيوني يلفظ أنفاسه الأخيرة

يتزامن يوم النكبة هذا العام مع فشل ذريع يعيشه الكيان الصهيوني على مستوى الاستخباراتي والأمني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *