أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / ضمان امن الكيان الصهيوني.. أهم أسباب التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط

ضمان امن الكيان الصهيوني.. أهم أسباب التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط

بعدما وضعت الحرب الكونية أوزارها، تم تعزيز الدور الأمريكي كونها إحدى القوى المنتصرة في هذه الحرب على المستوى العالمي، وعلى إثرها في الشرق الأوسط، إذ قسمت أمريكا إلى جانب الاتحاد السوفيتي العالم إلى كتلتين الشرقية والغربية، واستمر الوضع حتى نصف قرن، إلى ان انتهت هذه المعادلة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. 

بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية وظهور قوة تدعى الولايات المتحدة في العالم تغير أسلوب استغلال الدول، ودخل الاستعمار الجديد في ساحة السياسة الدولية ومع انه كان لكل من أمريكا والاتحاد السوفيتي قواعدهما العسكرية في الدول الخاضعة لها، لكنه لم يبق أي أثر من أسلوب الاستعمار السابق كما نفذته بريطانيا وفرنسا والبرتغال واسبانيا، بل أسس كل من الكتلتين أسس الاستعمار الحديث.

تابعت الولايات المتحدة منذ عام 1948 وبعد اختلاق الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية عدة أهداف في منطقة الشرق الأوسط، تلخصت في هدفين جوهريين وهو توفير امن هذا الكيان المختلق وتوفير امن الطاقة وبعبارة اجل توفير امن مصالحها في الشرق الأوسط.

حاولت الولايات المتحدة بعد الحرب الكونية الثانية إلى يومنا هذا السيطرة على المناطق الجيواقتصادية في الشرق الأوسط أي تلك المناطق التي تلعب دورا في الاقتصاد العالمي، ومنها منطقة الخليج، وذلك في الجانب السياسي والأمني، وفي المناطق الجيوسياسية القريبة من الأراضي المحتلة، وتابعت مقاربة تغيير افكار النخبة في دول مثل مصر والأردن وكذلك تغيير أنظمة دول مثل العراق وسوريا

ان أمريكا ومن خلال إدخال دول مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا في دائرة النظام الأمني للخليج ومنطقة الشرق الأوسط تحاول إقامة نظام متعدد الجوانب في مستقبل هذه المنطقة، كما يظهر هذا الأمر في العراق وسوريا.

ضمان أمن الكيان الصهيوني

إن كون الكيان الصهيوني في مقدمة أهداف الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة الشرق الأوسط الحساسة، أمر مثير للتأمل. هذا وبالنظر إلى حقيقة مفادها أن الكيان الصهيوني هو الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في مقام الأول، وثانيا من حيث التأثير القوي للوبي الصهيوني في الهيكلة السياسية في الولايات المتحدة وتأثيره في تحديد رؤساء أمريكا والمسئولين في واشنطن وكذلك وضع السياسات واتخاذ القرارات ووضع الخطط الداخلية والخارجية؛ على هذا لا يجب ان يثير اهتمام امريكا بتحقيق امن الكيان الصهيوني وضمان أمنه، الاستغراب والدهشة.

ضمان أمن الطاقة أو المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط

لطالما كانت منطقة الشرق الأوسط، وبسبب امتلاكها معظم موارد النفط والغاز في العالم، محط اهتمام القوى العظمى، ولا يمكن أبدا دراسة وتحليل قضايا الشرق الأوسط دون النظر إلى القضية الحساسة في المنطقة ألا وهي الطاقة. فعلى الرغم من امتلاك الولايات المتحدة لموارد نفطية غنية، فقد أقامت سياستها على الحفاظ على مصادرها، وتوفير ما تحتاجه من الطاقة من خلال شراء النفط من الدول المنتجة، والحفاظ على مواردها الإستراتيجية وتوسيعها. على هذا يعتمد الاقتصاد الأمريكي على وضع النفط والطاقة في المنطقة.

إن ضمان عملية العرض والطلب للنفط وناقلات الطاقة الأخرى، من ناحية، والوصول إلى موارد النفط والطاقة الوفيرة والرخيصة، من ناحية أخرى، تشكل إستراتيجية أمريكا رئيسية في الشرق الأوسط. غني عن القول بان واشنطن كانت دائما طامعة بمصادر نفط الشرق الأوسط والسيطرة عليها بأي حال من الأحوال، وهذه القضية تعد من الأهداف الحقيقية لأمريكا وهذه هي الحقيقة المرة وراء التدخل العسكري الأمريكي في حرب العراق.

من جهة أخرى تضم منطقة الشرق الأوسط الأراضي الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط ​​والخليج، وبسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي والجيوسياسي عبر التاريخ، كانت دائما محط تركيز القوى الإقليمية والعالمية. وقد أصبح الغاز مهما للغاية في القرن المنصرم ولهذا يمكن القول بأنها نبض الاقتصاد العالمي، لأن 62٪ من موارد الطاقة في العالم يتم توفيرها وتصديرها من هذه المنطقة.

تحيط الشرق الأوسط خمسة بحار رئيسية في العالم، وهي البحر الأبيض المتوسط ​​وبحر عمان والخليج والبحر الأحمر والبحر الأسود وبحر قزوين ولهذا تطلق القوى العالمية على منطقة الخليج “قلب الأرض وقلب طاقة العالم”.

أهداف واستراتيجيات أمريكية أخرى في الشرق الأوسط

  • منع تكوين أي تقارب إقليمي للعداء مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  • متابعة خطة أمريكية كبرى للشرق الأوسط تخدم مصالح واشنطن
  •  تعزيز العلاقات الاستعمارية الأمريكية مع دول المنطقة
  •  منع روسيا والصين من اكتساب القوة في المنطقة
  •  الهيمنة على زعماء الدول العربية التي تمتلك موارد النفط والغاز
  • فرض الإرادة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية على الدول العربية في الشرق الأوسط لتنفيذ سياسات واشنطن الاستعمارية والشرق أوسطية
  • بذل المساع لإشاعة الفوضى والحرب والصراع بين الدول الإسلامية في الشرق الأوسط لتبرير استمرار وجود القوات الإرهابية الأمريكية في المنطقة.

ومن هنا نرى أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط يهدف إلى تأمين مصالحه غير المشروعة ومصالح الكيان الصهيوني، وليس للمطالبة بالحرية وتطوير الديمقراطية.

وعلى حد تعبير مسئول أميركي “لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان يجب انشاء هذا الكيان، وأمن إسرائيل هو امن الولايات المتحدة”. 

وكما قالت صحيفة معاريف العبرية بان سياسة الحكومة الأمريكية تجاه إسرائيل انعكست في تصريحات جو بايدن خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وعلى هذا يمكن القول بإن أمن إسرائيل هو أمن الولايات المتحدة. وبحسب مسئول أمريكي، فإن إسرائيل هي في قلب السياسة الأمريكية.

وإذا نظرنا إلى تاريخ منطقة الشرق الأوسط في العقود السبعة الماضية، أي منذ اختلاق الكيان الصهيوني المحتل في فلسطين، نرى أن جميع رؤساء الولايات المتحدة قد دافعوا عن الكيان الصهيوني بكل قوتهم منذ تشكيل هذا الكيان المحتل، وقد ساهموا في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين المظلومين والعزل.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالمسيرات مصفى حيفا النفطي

أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مصفى حيفا النفطي في الأراضي المحتلــــة صبــــــاح اليوم الخميس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *