أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / حرب غزة… الحقائق الكامنة خلف الستار

حرب غزة… الحقائق الكامنة خلف الستار

مع إطالة أمد حرب غزة، تتسع الأبعاد والتداعيات الإقليمية والدولية لهذه الحرب يوما بعد يوم، وتتجلى زوايا تداعيات هذه الحرب أكثر فأكثر.

وقد وجهت عملية حماس ضد أهداف الكيان الصهيوني لأول مرة ضربة قوية للغاية لسيادة النظام الإسرائيلي.

وفي القرن الحادي والعشرين لم يتم أي هجوم بري مباشر تجاه الأراضي المحتلة، وأصبحت هذه العملية عاملا لإبداء إسرائيل ردة فعل على أساسها والتهديد لوجودها بأصعب العمليات وأكثرها وحشية ضد مواقع حماس واهالي غزة.

لكن قصف غزة بذريعة إخراج حماس من هذه المنطقة هو ذريعة آلة الحرب الإسرائيلية. ويبدو أن الكيان الصهيوني ينوي تطهير غزة من قواها البشرية والحصول على أرض خالية لمواصلة احتلالها. إن الطبيعة التاريخية لبنية الكيان الصهيوني نفسه دليل على هذا السيناريو. كما لم تحدد إسرائيل أي خط حدودي لنفسها منذ قيامها وحتى اليوم مع تزايد احتلالها لأراضي الشعب الفلسطيني واستمرار عملية الاستيطان فيها.

ان إسرائيل هي الكيان السياسي الوحيد في العالم الذي ليس لديه رغبة في تحديد حدودها، ومن خلال مواصلة عملية الاستيطان، تواصل توسيع أراضيها تدريجيا مع مرور الوقت.

وفقا للعديد من المحللين، يمكن تحليل سلوك الكيان الصهيوني في سيناريوهين. الحالة الأولى هي تدمير غزة وكل بنيتها التحتية وإيقاع خسائر بشرية كبيرة جدا على أهل غزة لتهجير سكان غزة قسريا، وهو ما يبدو أنه مع استمرار مقاومة أهالي غزة وتحركهم نحو أجزاء أخرى من المدينة، فإن الكيان الصهيوني سيواجه صعوبة في تحقيق هذا الهدف وسيواجه عقبات جمة. لأنه بغض النظر عن مدى موافقة المجتمع الدولي على جرائم الكيان الصهيوني كما تظهر أمام أعينهم، لكن رد فعل الحركات الاجتماعية المناهضة للحرب في جميع أنحاء العالم، تظهر حقيقة سلوك إسرائيل اللاإنساني.

وفي الحالة الثانية، يبدو أن الكيان الصهيوني ينوي تدمير كافة البنى التحتية والشبكات التابعة لحركة حماس، وإجبار المجتمع الدولي والدول العربية في المنطقة على إجراء مفاوضات لانسحاب حماس من غزة، ومن ثم نقل جزء من السلطة الفلسطينية في غزة وتسليم الأمور إلى حكومة قريبة منها في غزة.

ما وراء الكواليس

ان عددا من دول العالم، وخاصة الدول الإسلامية في المنطقة، لم تدعم عمليات حماس، لكنها جميعا تبدي ردة فعلها على ممارسات الكيان الصهيوني وجرائمه ضد الإنسانية، التي أصبحت إبادة جماعية أمام أعين العالم.

وبينما يتم تحميل القنابل الأمريكية من مستودعات الأسلحة الأمريكية في الدول العربية، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم نقلها إلى إسرائيل لقصف غزة، فإن هذه الدول تدين عدم فعالية سلوك الكيان الصهيوني وعدم أهمية مكانتها في السياسات الولايات المتحدة

ويبدو أنه على عكس حقبة الحرب الباردة، فإن دول الخليج هي اليوم أكثر اعتمادا على الغرب، وحتى أن بعض أسباب توسع العلاقات بين هذه الدول مع الصين تهدف إلى تقليل اعتمادها على الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.

اليوم، لم تعد الدول العربية مهتمة بالحظر النفطي الذي فرضه الغرب وحلفاء الكيان الصهيوني، وربما سقطت تحت مظلة الحماية والأمن الأمريكية إلى حد أنها لم تعد قادرة على لعب دورها في بعض القضايا، حتى لو كان ذلك خطهم الأحمر.

دور تركيا في العلاقة بين إسرائيل وأذربيجان

لكن في هذه الأثناء أبدت تركيا أيضا ردود أفعال جدية ومواقف أقوى من الدول العربية في المنطقة تجاه جرائم الكيان الصهيوني. فأردوغان مهتم بلعب دور رئيس دولة تعتبر الزعيم السياسي للمسلمين على الساحة الدولية.

واليوم، عندما تلعب دول الخليج دورا سلبيا في الحرب وأزمة غزة، تميل تركيا إلى تعزيز مكانتها كواحدة من القادة المؤثرين في الدول الإسلامية من خلال التوجه نحو العالم الإسلامي.

بالإضافة إلى ذلك، ردت الجالية المسلمة التركية بقوة على تصرفات الكيان الصهيوني ونظمت العديد من الاحتجاجات ضد إسرائيل في تركيا. وفي وقت لاحق، يجب على أردوغان أن يتماشى مع تيار مجتمعه من أجل التمتع بالدعم الحزبي والسياسي.

لكن على الجانب الآخر من هذه الأحداث، ستصبح العلاقة بين جمهورية أذربيجان والنظام الإسرائيلي باردة. إن جمهورية أذربيجان، التي اعتمدت في السنوات الأخيرة إلى حد كبير على الكيان الصهيوني في انتصارها على أرمينيا ووجودها في ناغورنو كاراباخ، تضطر إلى تقليص علاقاتها مع إسرائيل مع ظهور التحديات وبرود العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني، وإلا فلن تحظى بدعم تركيا المتعدد الأطراف.

وفي جوانب أخرى من أزمة غزة، يعود الأمر إلى جهود الكيان الصهيوني لإدخال الولايات المتحدة في حرب غزة. والولايات المتحدة ليس لديها مصلحة في التورط في أزمة غزة في حال نشوب حرب. ولكن يبدو أن إسرائيل مستعدة لإضفاء الطابع الإقليمي على هذه الحرب لفتح أقدام القوى العالمية في أزمة غزة.

ان دول المنطقة لا تريد الدخول في صراع مع الكيان الصهيوني وحلفائه. على سبيل المثال، الحكومة المصرية ليست غاضبة كثيرا من نشوب هذه الحرب. إن الحكومة المصرية، بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، الذي قام بالانقلاب على الحكومة المصرية المنتخبة بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، تخشى من سيطرة حماس، التي تتبنى أيديولوجية الإخوان، على السلطة. كما أنها مستعدة لإبقاء حدودها مغلقة وحدوث إبادة جماعية في غزة، وعدم السماح للاجئي غزة بالدخول في مصر.

ان السعودية التي كانت بصدد تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، تظهر اليوم مواقفها بردود أفعال قوية للغاية ضد إسرائيل، لكنها في الواقع ليست مستعدة لإبداء رد فعل عملي. أخيرا، قد يُنسى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لفترة طويلة، والأهم من ذلك، اتفاق إبراهيم، الذي كان من المفترض أن يمهد الطريق أمام الكيان الصهيوني لإقامة توازن القوى في الخليج ضد إيران إذ في الظروف الراهنة سيكون من المستحيل أن يرى النور.

الدعاية الروسية في حرب غزة

وعلى الجانب الآخر من أزمة غزة، تقوم روسيا بالاستغلال السياسي الأكبر للقضية. إذ تبذل الحكومة الروسية بقيادة بوتين قصارى جهدها لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الأزمة والحرب في أوكرانيا، ولتخفيف بعض ضغوط الحرب الناعمة والإعلامية العالمية حول آلتها الحربية على أراضي أوكرانيا.

قبل أيام قليلة، عندما هبطت طائرة إسرائيلية وسط جمهورية داغستان في روسيا الاتحادية، تعرضت لهجوم من متظاهرين مسلمين ضد أزمة غزة. ردا على هذه الاحتجاجات، قام فلاديمير بوتين بإصدار أمرا بالتعامل بحزم مع المتظاهرين، وبحسب التصريحات، فقد حكم حتى على بعض المتظاهرين بالسجن لمدة 15 عاما.

تظهر هذه الأحداث لعبة الحب والكراهية التي يمارسها بوتين مع الكيان الصهيوني. فمن ناحية، وبسبب دعم أمريكا وأوروبا للكيان الصهيوني، طالبت روسيا، في صورة منافس قديم، بوقف الحرب والقصف في غزة، وفي الأسابيع القليلة الماضية، كل المواضيع المطروحة من قبله، دون أن يذكر الحرب في أوكرانيا، كانت تدور حول الحرب في غزة. لكنه من ناحية أخرى يريد فرض عقوبات صارمة على المتظاهرين في داغستان.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

السيد الحوثي: اليمن سيحضر جولة جديد من التصعيد ضد كيان الاحتلال/ عملياتنا بلغت 156 عملية

قائد حركة أنصار الله اليمينية يعلن في كلمة ألقاها، الخميس، التحضير لجولة جديدة من التصعيد، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *