أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / حتى الإسرائيليين لا يأخذون تهديدات زعمائهم لإيران على محمل الجد!

حتى الإسرائيليين لا يأخذون تهديدات زعمائهم لإيران على محمل الجد!

لا يمكن رصد التهديدات التي يطلقها زعماء اسرائيل ضد ايران، بسبب كثرتها، والتي وصلت الى اكثر من تهديد في اليوم الواحد، حتى ان التهديدات الجديدة، تجاوزت قصف المنشات النووية الى قصف كل البنية التحتية لايران، واعادتها الى العصر الحجري، حتى بات اطلاق هذه التهديدات الى ما يشبه السباق بين زعماء اسرئيل، وفي مقدمتهم؛رئيس الموساد الجديد دافيد برنياع، ورئيس الأركان الجيش الاسرئيلي أفيف كوخافي، و وزير الحرب بيني غانتس، ورئيس الوزراء تنفتالي بينيت، و وزير الخارجية يائير لبيد.
في اكثر من مقال، بينا ان هذه التهديدات، تندرج في اطار الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل، على اكثر من جبهة، من اجل الضغط على امريكا والغرب، لدفعهما الى اتخاذ مواقف متشددة ازاء ايران في المفاوضات النووية، والحصول منهما على المزيد من الاسلحة والمساعدات الاقتصادية، وكذلك من اجل الظهور بمظهر الضحية والجهة المُهددة من قبل ايران.
لم ننطلق من تحليلنا لهذه التهديدات، من شعارات، او من باب التعاطف مع ايران ، بوصفها بلد اسلامي يواجه اسرائيل، او من باب التقليل من القدرات العسكرية التي تمتلكها اسرائيل، بل انطلاقا من الحقائق على الارض، وما تمتلكه ايران من قدرات وخصائص عسكرية واستخباراتية واقتصادية وجغرافية وانسانية، ولكن للاسف هناك من اعتبر تحليلنا بانه غير موضوعي، يضخم قدرات ايران، ومتحامل على اسرائيل، ولكن ما توصلنا اليه من خلال تحليلنا، توصل اليه الاسرائيليون انفسهم لاحقا، فيوم امس الثلاثاء، كتب الصحفيان الاسرائيليان، أبراهام سيلع وأورن براك، مقالا في صحيفة “هآرتس” الاسرئيلية، ذهبا الى ما ذهبنا اليه ، بل زادا على ذلك عندما وصفا التهديدات الاسرئيلية لايران بانها “متغطرسة” و “غير قابلة للتنفيذ”!.
الصحفيان سردا في المقال، جملة من الاسباب التي دعتهما للتشكيك بقدرة اسرائيل على مهاجمة ايران، وهي:
أولا، لو كان الهجوم على المنشآت الإيرانية ممكنا من ناحية تقنية، فإن نجاحه في منع إيران من تطوير سلاح نووي سيكون مؤقتا على أكثر تقدير؛ أي أن إسرائيل ستقف مرة أخرى خلال سنة أو سنتين أمام مشكلة مشابهة، وسيتم طرح سؤال ما العمل مرة أخرى. ويمكن الافتراض أيضا بأن إيران لن تجلس مكتوفة الأيدي بعد هذا الهجوم، ويمكنها تحسين الدفاع عن منشآتها، إضافة إلى دافع مبرر من ناحيتها للقيام بعملية انتقام مؤلمة في إسرائيل.
ثانيا، على المدى الآني، فمن المتوقع أن يؤدي أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية إلى وابل لا ينقطع من القذائف والصواريخ.. ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير المستعدة تماما. ومثلما أشار خبراء، قد يؤدي هذا الهجوم إلى خسائر في الأرواح وتدمير البنى التحتية الحيوية بحجم غير مسبوق في تاريخ الدولة.
ثالثا، لا يجب المقارنة بين نجاح إسرائيل في تدمير المفاعلات النووية في العراق عام 1981 وفي سوريا عام 2008، وبين القدرة على المس بصورة كبيرة بالمنشآت النووية الإيرانية اليوم. أثناء قصف المفاعل النووي، كان العراق يدير حربا دموية مع إيران التي لم تكن نهايتها تلوح في الأفق. وتم تنفيذ قصف المفاعل في سوريا في الوقت الذي كانت تُعد فيه هذه الدولة عدوة من قبل إدارة الرئيس بوش الابن، وكان الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق قد شكل في حينه تهديداً كبيرا على نظام الأسد، وهذه حقيقة قلصت خطر رد انتقامي سوري ضد إسرائيل بشكل كبير.
رابعاً، خلافا للعراق وسوريا، فإن إيران أمة ذات ماض ووعي متطور لقومية فخورة، التي أضيف إليها فيما بعد، ثورة 1979.. فقدراتها واضحة في تطوير قدرة تكنولوجية مستقلة ومثيرة للانطباع، بما في ذلك في المجال النووي، وقوة عسكرية حديثة.
خامسا، خلافا لسوريا والعراق، تمتد إيران على مساحة كبيرة جداً (1.6 مليون كيلومتر مربع، ضعف مساحة تركيا وأربعة أضعاف مساحة ألمانيا)، وعدد سكانها أكثر من 85 مليون نسمة. أفضلية الحجم الكبير تمنحها قدرة احتمال تزيد بدرجة كبيرة عن إسرائيل التي تصغرها بكثير.
بالاضافة الى الاسباب المذكورة ، فان ايران قامت بتوزيع منشآتها النووية في عدد من المواقع البعيدة عن بعضها، وإدخالها عميقا في الأرض، وبناء دفاع مضاد للطائرات حولها لتقليص أي ضرر سيلحق بها في حالة قصفها من قبل إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة.
الى جانب هذه الاسباب جميعها، فان دعم المجتمع الدولي لعملية عسكرية ضد إيران ، من قبل امريكا او إسرائيل، اذا ما فشلت المحادثات النووية، مشكوك فيه.
اللافت، هو ان المقال يصف هذه التصريحات ب”المتغطرسة”، وانها “تدل على وضع فقدان السيطرة”، ودعا قادة اسرائيل الى عدم اطلاق تهديدات عسكرية “يُعد خروجها إلى حيز التنفيذ متدنيا”. واللافت اكثر ان المقال وصف الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، بانه “يشوبه العمى”.
*فيروز بغدادي

عن خاکسار

شاهد أيضاً

ماجرى بعد السابع من أكتوبر حرٌك الضمير والصحوة الإنسانية العالمية

أكد الوزير اللبناني السابق، الدكتور ” عدنان منصور” أن السابع من أكتوبر محطة تاريخية فاصلة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *