أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / جرس الإنذار يقرع في شرق آسيا.. اليابان تتجه نحو العسكرة

جرس الإنذار يقرع في شرق آسيا.. اليابان تتجه نحو العسكرة

أعلنت حكومة اليابان بأنها ستبدأ بإنشاء منشآت عسكرية تبلغ قيمتها 320 مليار دولار، لما كانت هذه المنشآت قد زادت في وقت سابق المخاوف من اندلاع الحرب في شرق آسيا، نتيجة التوترات الإقليمية والهجوم الروسي على أوكرانيا، فإنها تجعل اليابان مستعدة لخوض صراع حقيقي.

تشعر حكومة فوميو كيشيدا بان الهجوم الروسي على أوكرانيا قد يشجع الصين لشن الهجوم على تايوان، هجوم في حال اندلاعه سيهدد الجزر اليابانية القريبة من منطقة الصراع ويؤدي إلى إغلاق الطرق البحرية التي تمر منها السفن النفطية القادمة من الشرق الأوسط.

ان دستور اليابان بعد الحرب الكونية الثانية قد حدد إمكانيات الجيش وجعلها في مستوى الدفاع عن البلد، كما تم نزع سلاح اليابان بعد الحرب الكونية الثانية، لكن بعام 1950 أسست القوات الأمريكية المستقرة في اليابان جيشا مكونا من 75 ألف جندي بأسلحة خفيفة سمى الشرطة الاحتياطية، ان جيش اليابان المكون من القوات البرية والبحرية والجوية تأسس بعام 1954 وباسم قوات الدفاع الذاتي اليابانية.

خلال رئاسة وزراء شينزو آبي، زادت اليابان من ميزانيتها العسكرية بشكل كبير، وبالتالي ازدادت قوة الجيش وكذلك القوات العسكرية عاما بعد عام. حتى كشفت الحكومة الراهنة مؤخرا النقاب عن خطتها الخماسية وإستراتيجيتها للأمن القومي مفادها أنه منذ الآن فصاعدا سيعزز جيش البلاد تخزين الذخيرة والخدمات اللوجستية، فضلا عن تطوير قدرات الحرب الإلكترونية والتعاون مع الولايات المتحدة والحلفاء الآخرون لمنع التهديدات الموجهة للنظام الدولي القائم.

تنص وثيقة الأمن القومي على أن: الغزو الروسي لأوكرانيا انتهاك خطير للقانون الذي يحظر استخدام القوة وزعزعة أسس النظام الدولي. ان التحدي الاستراتيجي القادم من الصين هو التحدي الأكبر الذي واجهته اليابان. ستضاعف خطة كيشيدا الإنفاق الدفاعي إلى حوالي 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة حصة وزارة الدفاع إلى حوالي عُشر إجمالي الإنفاق العام.

كما ستضع هذه الخطة اليابان في المرتبة الثالثة في العالم من حيث الميزانيات العسكرية الحالية، بعد الولايات المتحدة والصين. لطالما أرادت الحكومات المختلفة في اليابان تقوية جيش البلاد من خلال إثارة قضية مفادها أن الهجوم المضاد للدفاع عن النفس لا يتعارض مع دستور البلاد، ولكن حتى الآن لم تكن هناك رغبة كبيرة في توفير هذه القدرة، لكن هذا الوضع تغير بسبب نمو قوة الصين العسكرية وإطلاق كوريا الشمالية الصواريخ في الأشهر الأخيرة التي مرت من سماء اليابان.

في وقت سابق، أظهرت اليابان رغبتها في احتواء القوة المتنامية للصين من خلال الانضمام إلى الاتفاقية الرباعية المعروفة باسم كواد بمشاركة الهند وأستراليا والولايات المتحدة. وكواحد من أكثر حلفاء أمريكا ثباتا في شرق آسيا بعد الحرب العالمية الثانية، لا تزال لدى اليابان خلافات حدودية مع روسيا، والتي ظلت بعيدة عن مركز الاهتمام. يبدو أن الاصطفافات الدولية الهادفة إلى إعادة ترتيب النظام العالمي، الذي دخل مرحلة جديدة بعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا بالتزامن مع تأجيج المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، أصبح اليوم يمر باختبار فترة ما بعد توجه اليابان نحو العسكرة، الذي يمكن أن يؤدي إلى تسريع الصراعات بين القوى العظمى.

يجب ان ننتظر لنرى ردة فعل الصين تجاه هذه التطورات، لكن من المتوقع ان تتجاوز حدة التنافس بين عمالقة آسيا مرحلة الميزانية العسكرية وقد تشتمل على مساعيها لزيادة مجالات النفوذ وخاصة في المناطق الغنية بالطاقة والممرات البرية والبحرية في المناطق البعيدة التي تترك تأثيرا مباشرا على تنافسهما.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالمسيرات مصفى حيفا النفطي

أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مصفى حيفا النفطي في الأراضي المحتلــــة صبــــــاح اليوم الخميس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *