أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / ثورة الامام الحسين(عليه السلام) ثورة الهية وكلما تقادم عليها الزمن تجددت

ثورة الامام الحسين(عليه السلام) ثورة الهية وكلما تقادم عليها الزمن تجددت

الثورة الحسينية جسدت جملة من المفاهيم الانسانية مثل الصبر والشجاعة، ورفض الظلم والاستبداد والثورة على الفساد وبالتالي هذه القيم قيم انسانية يشترك فيها كل انسان مسلماً كان أو غير مسلم وبالتالي هذا البعد الانساني في هذه الثورة استطاع أن يحافظ على استمرار النهضة الحسينية هذا من جهة ومن جهة أخرى المصيبة التي حلت بالطف ايضاً كانت مصيبة مميزة في عدوانيتها ووحشيتها وفي انتهاك كل الحقوق كحقوق الطفل وحقوق المرأة والانسان البريء فهذه كلها ساعدت الى جانب عامل ثالث وهي عامل الهي تكفل بأن ينصر دم الحسين(عليه السلام) على سيف يزيد وبالتالي هذه العوامل الثلاثة تشترك في خلود الثورة الحسينية.

وأشار على رمضان الأوسي الى عدم استسلام الامام الحسين(عليه السلام) امام ظلم يزيد قائلاً: الامام الحسين(عليه السلام) بعد أن وجد اصرار يزيد الفاسق على سرقة الخلافة الاسلامية ومخالفته على أخذ البيعة من الامام(عليه السلام) قال “الا ان الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة” والسلة يعني يزيد أرادها حرباً على الحسين(عليه السلام) إما أن يقاتله أو يذله والامام الحسين(عليه السلام) رفض الذل وتوجه للمقاومة وللمواجهة وذلك لأن المؤمن لاينبغي أن يذل نفسه الا لله سبحانه تعالى، قوله تعالى “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” وبالتالي لاينبغي للمؤمن ان يذل نفسه.

وأوضح: هذا المفهوم الذي نستلهمه من ثورة الطف في عالمنا اليوم هو اننا يجب ان لانركع امام الظلم وبالتالي لابد أن نقاوم من يريد أن يغتصب حقوقنا ومن يريد أن يسرق ثرواتنا ومن يريد أن يهين كرامتنا فنحن لا نسمح للاستكبار أو جنودهم أو حلفائهم في المنطقة إذا ما أرادوا أن يهجموا ويذلوا ويكسروا شوكة الاسلام فلابد لنا أن نقاومهم بكل ما نملك ومااستطعتم من قوة استلهاماً من القرآن الكريم ومن ثورة الامام الحسين(عليه السلام).

وفي معرض رده على سؤال حول أهمية تجديد ذكرى واقعة الطف قال: ثورة الامام الحسين(عليه السلام) كلما تقادم عليها الزمن تجددت وكلما اخلق الزمان تجدد ذكر الحسين(عليه السلام) وهذا سر من اسرار هذه الثورة كما أن القرآن كلما تقادم عليه الزمن يخلد لوجود سر في اعجازه لكي يبقي الى يوم القيامة كذلك الامام الحسين(عليه السلام) تضحيته هي في ذات الله وفي خدمة رب العالمين إذن لابد أن يبقى هذا الخلود وهذا الثبات وهذا الاستمرار وهو من ذاتيات الثورة الحسينية.

وبين لنا: بالتالي نحن يجب أن نتعامل مع هذه الثورة الحسينية من خلال هذا والمنظور ان الثورة خالدة والثورة باقية لذلك صدق من قال الاسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء لانه لولا ثورة الحسين(عليه السلام) لاستطاعت الاصابع الاموية أن تُحرف الاسلام وتُعطي للناس اسلاما آخر مبني على الظلم وتقدم الفاسد على المؤمن وبالتالي يكون لنا دين آخر فلذلك ثورة الامام الحسين(عليه السلام) جاءت لتُصحح هذا المسار ولذلك قال الامام الحسين(عليه السلام) “اني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولكني خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله(ص)”.

وحول كيفية تمتع المسلمين بالتعاليم العاشورائية في عالمنا المعاصر قال الأوسي: طبعا هناك ابعاد متعددة وكثيرة في المنهج العاشورائي يعني لو أخذنا على سبيل المثال على صعيد القيم على صعيد الاخلاق وعلى صعيد وحدة المسلمين وعلى صعيد رفض الظلم وعلى صعيد الوقوف صفاً واحداً أمام العدو كل هذه القيم تحملها الثورة.

وأكد: هذه الثورة الحسينية فيها من القيم فلابد أن نتمثلها وندرسها وأنا اعتقد نحتاج في هذا السياق للمزيد من مراكز البحوث والدراسات في الشأن الحسيني والي الان لاتوجد مراكز حقيقية تهتم بهذا الشأن لأن الحسين(عليه السلام) تراث وثروة وثورة وقيم ونهضة وحضارة لابد أن نكتشف هذا الوجود الحسيني وللاسف الشديد أن هناك من يستبدل مثل هذه الأدوات بأدوات التطبير والمشي على الجمر وامثال ذلك التي لم تكن هي شعائر حقيقية ولايمكن أن تكون الشعائر لاننا لا نريد أن نجلد ذاتنا بل انما الحسين(عليه السلام) أراد أن نستفيد من الثورة لنبني الحضارة والدولة.

وضرورة اقتداء الشعوب المظلومة بالثورة الحسينية التي تطالب بالحرية و الاستقلال قال: طبعا من شعارات الثورة الحسينية هي الدعوة الى احترام الانسان والدعوة الى حرية الرأي والدعوة الى احقاق الحق وابطال الباطل وهذه شعارات تحتاجها كل الامم المستضعفة في العالم والشعوب التي هي مضطهدة الان بفعل العمل الاستكباري أو بفعل الفتن الطائفية أو المناطقية أو الاقليمية أو غير ذلك لذلك نستلهم من الامام الحسين(عليه السلام) هذه الشعارات وهذا المنهج الذي يرسم لنا الطريق القوي الذي يأخذ بأيدينا الى التحرر ورفض الظلم والاستبداد.

و هزت ثورة الامام الحسين عليه السلام وجدان العالم والانسانية بدون أستثناء ، عدوا كان أم صديق ، مما يظهرتجلي هذه الثورة وقوة تاثيرها في الرأي العام الانساني ، نعم أنها ثورة الانسان الذي يرفض الذل والسكينة ، ويعتز بنفسه كأنسان ، فالناس ولدوا أحرارا ومتساوون بالحقوق والواجبات وربهم واحد هو الله ، ولا يمكن أستعباد الانسان فالانسان مقدس لايمكن العبث به أو هدره ، وهو خليفة الله في أرضه ونائبه ، لهذا خرج الامام الحسين عليه السلام وقبله الانبياء لتعديل مسيرة الانسان والقضاء على من يستعبده ، ولهذا فأن الامام الحسين أصبح مدرسة الانسانية التي تتخذ منها منهجا للتحرر والاحتفاظ بالكرامة الانسانية وعودة الحقوق المهدورة .

وقد تعددت المدارس في دراسة منهج الحسين ومدرسته في الغوص في قضية الامام الحسين عليه السلام ومن هذه المدارس الاستشراقية المدرسة الانكليزية فقد جاء على لسان الكاتب ديكنز قوله في ثورة الامام الحسين عليه السلام ((إن كان إلامام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية ، فإني لا أدرك لماذا أصطحب معه النساء والصبية والاطفال ؟إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الاسلام .))

أما ما جاء عن توماس كارليل وهو فيلسوف وكاتب قوله في ثورة الامام الحسين عليه السلام ((أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله ، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحق والباطل ، والذي أثار دهشتي هو أنتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه .

إما المستشرق الانكليزي إدوارد براون فجاء قوله (( وهل ثمة قلب لا يفشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاَ عن كربلاء ؟ وحتى غير المسلمين لايسعهم إنكار طهرة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها )).

أما فرديك جمس فقد جاء قوله (( إن نداء الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودة لا تغيير لها ، ويؤكد لنا كلما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس الى التمسك بها ، كتب لهذه القيم والمبادئ الديمومة ))

أما غاندي فجاء عنه (( لقد طالعت بدقة حياة الامام الحسين ، شهيد الاسلام  الكبير ، ودققت النظر في صفحات كربلاء ، وإتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر ، فلا بد لها من إقتفاء سيرة الامام الحسين )).

وجاء عن القسيس إنطوان بارا قوله: (( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أمن راية ولأقمنا له في كل أرض منبر ولدعونا الناس الى المسيحية بأسم الحسين )).

وجاء عن الاثاري الانكليزي وليم لوفتس (( لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في التاريخ الانسانية وأرتفع بمأساته الى مستوى البطولة الفذة )).

أما الانكليزي جون أشر جاء قوله : ((إن مأساة الحسين تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي )).

وما كتبناه هو بعض من فيض كبير من لؤلؤ وزمرد من أقوال بحق الامام الحسين عليه السلام ، مما يدل على أهمية هذه الثورة وعمق تاثيرها في النفس الانسانية فلتعلم من الامام الحسين كيفة نضحي من أجل القيم والمبادئ ومن أجل الوطن وحمايته والذود عنه بكل غال ونفيس فالذي يقدم لوطنه واهله وانسانيته سيذكره التاريخ بشرف واعتزاز سواء من العدو أو الصديق.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالمسيرات مصفى حيفا النفطي

أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهداف مصفى حيفا النفطي في الأراضي المحتلــــة صبــــــاح اليوم الخميس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *