صراط عشق صراط عشق
واشنطن – وكالات انباء:- تتواصل التظاهرات الاحتجاجية في غالبية المدن الأميركية ضد نظام التمييز العنصري خاصة في سلك الشرطة، حيث يتعرض الملونين لأبشع أنواع البطش ضدهم .
هذا وأقدم محتجون غاضبون بإلقاء تمثال “كريستوفر كولومبوس” في مياه بحيرة في مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا، حيث كان قد تم تحطيم التمثال من قبل محتجين ضد العنصرية على هامش المظاهرات المتواصلة منذ وفاة الأميركي الأفريقي جورج فلويد.
وانتشرت لقطات مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت قيام عدد من الأشخاص بالإطاحة بالتمثال، ثم إشعال النار فيه قبل أن يتم رميه في بحيرة بالحديقة الكائنة في وسط مدينة ريتشموند.
تزامناً مع ذلك تجددت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية أمام البيت الأبيض، حيث توافد المواطنون الأميركيون بشكلٍ متزايد الى محيطه للمشاركة في التظاهرة.
وردد المتظاهرون ضد العنصرية قرب البيت الأبيض هتافات “لا سلام من دون عدالة”، في وقتٍ شاركت فيه عائلات ضحايا قُتلوا على يد الشرطة الأميركية قرب البيت الأبيض.
وأكدت عوائل الضحايا أنها تشارك في الاحتجاجات قرب البيت الأبيض لإعطائها زخماً.
في هذا الاطار يحاول الرئيس الاميركي “ترامب” افتعال جو من خلال سياساته الخارجية للتأثير على الوضع في الداخل، فهو يحاول التصويب على الصين في ملف حقوق الانسان وأوروبا عبر سحب القوات الأميركية، وبذلك يريد حرف الأنظار محلياً وخارجياً عن الملفات الداخلية.
تشييع جورج فلويد
وأقيمت في مدينة هيوستن بولاية تكساس مراسم تشييع الأميركيّ الأفريقيّ جورج فلويد الذي قضى خنقا على يد شرطيّ في مدينة مينابولس وحضر أسرة فلويد وأصدقاؤه الجنازة حيث امتلأت الكنيسة بالحضور ورفعت أصوات تراتيل الانجيل كما تمّ تشغيل فيديو لذكريات مشتركة عن حياته
وفي مدينة سياتل، جاب المتظاهرون شوارع المدينة مرددين الهتافات المنددة بعنصرية الشرطة وممارساتها وذلك قبل أن يجتمع المحتجون في احدى قاعات المدينة مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم بإقرار العدالة في بلادهم.
هذ وطالب حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتذار عن تصريحات اتّهم فيها ناشطاً سبعينياً بتلفيق حادث سقوطه في بافالو.
ووصف كومو في تغريدته عبر تويتر تعليقات ترامب بالمشينة والمقرفة وسأله كومو هل الدم يخرج من رأسه هل كانت أعيننا تكذب علينا؟ مضيفا أن الرجل لا يزال في المستشفى والرئيس يستخفّ به، واصفاً تصريحاته بالقاسية والمتهوّرة.
من جانبه المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية “جو بايدن” أكد أن الوقت حان للاستماع الى الأميركيين وتحقيق العدالة الاجتماعية ووقف التمييز العنصري.
هذا ووافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين الجنرال تشارلز براون كأول أميركي أفريقي في منصب رئيس أركان القوات الجوية.
وكانت السلطات الاميركية قد اغلقت يوم الثلاثاء مختلف الطرقات المحيطة بالبيت الأبيض ما أعاق وصول المتظاهرين الى المنطقة، وإضافة الى الآلاف من رجال الشرطة اكتمل بناء سياج أمني حديدي في محيطه.
وأظهر فيديو نُشِر على مواقع التواصل الاجتماعي إقدام ضابط الشرطة على دفع الفتاة خلال مشاركتها في مظاهرة ببروكلين رغم أنها لم تكن عدوانية معه ما أدى إلى نقلها للمستشفى إثر ارتجاج في رأسها.
على الصعيد ذاته حددت محكمة أميركية، كفالة بقيمة 1.25 مليون دولار للإفراج عن ديريك تشوفن الضابط المتهم بقتل المواطن الأميركي، جورج فلويد.
ومثل الشرطي السابق في مينيابوليس المتهم بقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد، للمرة الأولى أمام المحكمة التي حددت الكفالة الإفراج عنه على ذمة القضية.
وما زالت الاحتجاجات متواصلة في الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة ضد ذوي البشرة السمراء.
ولم تقتصر الاحتجاجات على الولايات المتحدة.. كما في العديد الدول خرجت احتجاجات، وتحديدا في بريطانيا خرجت تظاهرات حاشدة ضد العنصرية، وأزيل فيها تماثيل ترمز للعبودية في القرون الماضية.
ولم يكن جورج فلويد الأول الذي يكشف العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة.. ولن يكون الأخير.
وانتشر فيديو يكشف أن نهج العنف والعنصرية ما زال متفشيا لدى الشرطة الأميركية وتحديدا في مقاطعة فيرفاكس.
وتداول الناشطون على مواقع التواصل وشبكات الإنترنت فيديوهات كثيرة تكشف عنف الشرطة الأميركية ضد ذوي البشرة السمراء.. وهي مشاهد من تواريخ مختلفة.
وتزامناً مع تشييع فلويد وقفات احتجاج وتحركات في العديد من المدن والعواصم حول العالم.
فقد رسم فنان في فلسطين المحتلة جدارية عملاقة على جدار الفصل العنصري في خطوة تضامنية من شعب يتعرّض لكل أشكال العنصرية من الاحتلال، سبقت ذلك تظاهرات رافضة للعنصرية في القدس المحتلة واحتجاجات على قتل الاحتلال شاباً مصاباً بالتوحد واجهتها الشرطة الاسرائيلية بالاعتداء على المشاركين.
ورسم فنان، لاتزال هويته مجهولة، رسما غرافيتياً لـ جورج فلويد، الذي قُتل على يد شرطي أميركي، على جدار الفصل الإسرائيلي، أو كما يطلق عليه الفلسطينيون “جدار الفصل العنصري”، في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأشار منسق “لجان المقاومة الشعبية” المناوئة للاستيطان والجدار الإسرائيلي في بيت لحم، منذر عميرة، بالقول إلى أن هذا الرسم هو “رسالة تضامن من الشعب الفلسطيني المضطهد، للمضطهدين في الولايات المتحدة“.
وفيما يخص هوية الفنان، قال الناشط الفلسطيني “إنه جرى رسمها ليلاً، والرسام مجهول الهوية حتى الساعة”.
