صراط عشق صراط عشق
تتواصل الإنتقادات والحديث عن زيارة وزيرالأمن القومي اليميني المتطرف للسمجد الأقصى، فبعد أن تصدرإسم بن غفيرمنصات التواصل الإجتماعي، تناول أبرزالكتاب والصحفيين جوانب متعددة ومتباينة لهذه الزيارة، كما كان هناك إتفاق على أنها خطوة إستفزازية لمشاعرالأمة الإسلامية والعربية على حد سواء.
وبعد أيام من توليه إيتماربن غفيرمنصب وزيرالأمن القومي، أعلن عن زيارته مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية، مما أثارغضب الفلسطينيين بشكل كبيروجاء بموجة من الإنتقادات اللاذعة.
وكان الكاتب الفلسطيني “عبد الباري عطوان”، أبرز من تناول هذه الزيارة، ففي مقاله الذي نشرته صحيفة الرأي الكويتية بعنوان “هل إقترب اليوم الذي سنشكرفيه بن غفيرعلى اقتحامه المسجد الأقصى”، يرى أن إقتحام إيتماربن غفيروزيرالأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى قد يكون أغلى هدية يقدمها للشعب الفلسطيني، وكتائب مقاومته في جميع الأراضي المحتلة، خاصة في مثل هذا التوقيت الذي تتآكل فيه السلطة وتنسيقها الأمني، وتفقد التطبيع العربية ما تبقى لها من زخم قليل من المضللين، وتتحول بشكل متسارع إلى عبء وقنبلة موقوتة شديدة الانفجارعلى موقعيها، والأهم من كل ذلك تورط أمريكا مصدركل الشرور، والجهة الداعمة الأكبرللإسراسئيليين في حرب إستنزاف اقتصادي وعسكري وسياسي ستخرج منها ضعيفة مهانة وربما مفككة.
كما يؤكد عطوان أن الإحتقان في الأراضي الفلسطينية كان ينتظرعود ثقاب لتفجيره، وربما يكون “المفجر” اقتحام بن غفيرللأقصى والإعلان عن فتح باحاته لصلاة اليهود وغيراليهود، وهذه خطوة قد لاتغيرالأوضاع، وموازين القوى في فلسطين المحتلة فقط وإنما ربما منطقة الشرق الأوسط كلها.
أيضا علق الباحث في الشأن الإسرائيلي “صالح النعامي” في سلسلة من التغريدات على تويتر، أن اقتحام الوزيرالصهيوني بن غفيرللأقصى يأتي ضمن تطبيق الحكومة الحالية من إستراتيجية “حسم الصراع” بدل “إدارته”. حيث إن الإقتحام أضفى طابعا رسميا على المس بالأقصى، وسيكون مقدمة لخطوات الحسم القادمة” صلاة اليهود فيه، تقاسم زماني، مكانيي، تهويد كامل، وبناء الهيكل على انقاضه.
کما یشیرالنعامي أن حسم الصراع سیتمثل أیضا فی ضم مناطق في الضفة عبرتشريع البؤرالاستيطانية التي دشنت بدون إذن الاحتلال وفرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة. والحسم الديموغرافي عبرتهجيرالفلسطينيين إلى الدول العربية، كما ينص برنامج حركة “المنعة اليهودية” التي يقودها بن غفير.
مضيفا أن إستراتيجية “حسم الصراع” تفرض على الفلسطينيين برنامج مقاوم شامل، يتم فيه توحيد كل ساحات النضال الفلسطيني وتكامل أدواتها بشكل فعال، وليس عبرخطوان مجتزئة، مثل ترك الضفة لوحدها أوالإكتفاء بإطلاق صواريخ من غزة، بل فعل مقاوم مستدام يجبي أثمانا باهضة من إسرائيل على كل الصعد.
فیما یؤكد الأكاديمي “عبدالله كمال” على أهمية هذه الزيارة، فعلى الرغم من مدتها الزمنية القليلة إلى أنها ليست مسألة بسيطة، وتكمن خطورتها في محاولة الإحتلال بتعويد الداخل الفلسطيني والمجتع الدولي على هذه الزيارات وإعتبارها أمرطبيعي.
أيضا غرد حسن نافعة “أستاذ العلوم السياسية” قائلا: إقتحام الوزيرالإسرائيلي الإرهابي بن غفيرللمسجد الأقصى معناه أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتبنى رسميا فكرة هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على إنتفاضه. أي تطبيع عربي للعلاقة مع هذه الحكومة الفاشية هوخيانة ليس فقط للقضية الفلسطينية ولكن لكل القيم الإنسانية.
وفي حين حذرالإعلامي والسياسي الكويتي “عبد الله الشايجي” من إنفجارإنتفاضة فلسطينية جراء هذه الخطوة وأكد على ضرورة إدانتها، کانت مطالبات عبد العزيزالتويجري “المديرالعام السابق للإيسيسكو” أكثرجدية وحسما حيث راى من الضروري أن تتبع هذه التنديدات تهديدات أكثرصرامة، فالصهاينة لا يردعهم إلا بأس شديد على حد قوله.
وكانت أغلب تعليقات النشطاء والصحفيين تشيرإلى دخول مرحلة جديدة من تهويده وهي مرحلة خطيرة تتبناها حكومة الإحتلال رسميا وعلنيا. حيث سيكون لهذه الخطوة تبعات كبيرة، لامحين فيها عدوان سافريعبرعن إستخفاف هذه الحكومة بمشاعرالفلسطينيين وتحد كبيرلمشاعرالمسلمين في خطوة إعتبروها محاولات لتحويل المسجد المبارك إلى كنيس يهودي.
