صراط عشق صراط عشق
بيروت-لم تكن شخصية علي ابن الحسين الأكبر “ع” شخصية عادية، فقد استطاعت هذه الشخصية أن تكون نموذجا يحتذى بها، فقد شكّلت الصورة المثالية والأكمل لما ينبغي على الشباب أن يكونوا عليه.
وفي هذا السياق قال الشيخ قاسم سبليني في حديث ..
أنّه للتحدث علی الأكبر “ع” يكفي أنّ نقرأ شيئًا من سيرته العطرة لنعرف إلى أيّ مرحلة وصل هذا الشاب في إيمانه وعقيدته، فالمعروف أنّ الشباب يتمسكون بالحياة والدنيا، وبالتالي فهم يحتاجون إلى من يشجعهم ويرشدهم للاهتمام بالآخرة، لكننا نجد أنّ الأكبر “ع” اكتسب هذه الأمور كلها كونه تربى في بيت النبوة، فكان من آثار ذلك أنّ نراه يخفف المصائب والأحزان عن أبيه الحسين “ع”، فعندما وجد الأكبر “ع” أباه بحالة حزن وتأسي على الأمة التي خذلت ابن بنت نبيها “ص”، وعلى أمة رضيت بيزيد حاكم وجعلت تقارب بين الفجور والإيمان، وبين الفاسق الفاجر وبين سيد شباب أهل الجنة، نرى أنّ هذا الشاب الذي لم يبلغ العشرين يقول لأبيه:”يا أبتِ ألسنا على حق؟ فيقول له: بلى والله، فيجيبه بذلك الجواب الشهير: إذاً لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا.
ولفت الشيخ سبليني إلى أنّ الأكبر “ع” امتاز بعنفوانه، وهو الذي يخفف عن القائد وعن أبيه، ومعنى ذلك أنّ هذا الانسان قد وصل بالإيمان واليقين والتقوى والتسليم إلى الله سبحانه وتعالى، إلى ما لا يمكن أن يصل إليه إلا الراسخون في العلم، والذين امتحن الله قلبهم بالإيمان….
