قبل انتهاء سنة 2022، أصبحت هي السنة التي يقتل فيها أكبر عدد من الفلسطينيين قياساً للسنوات السبع الأخيرة. حتى أمس، قتل 81 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بداية السنة، 78 منهم بنيران قوات الأمن، و3 بنيران مواطنين إسرائيليين في ظروف مختلفة، وتم قتل فلسطيني، حسب أقوال الفلسطينيين، بنيران الجيش الإسرائيلي، في حين يدعي الجيش أنه أصيب بنيران فلسطينية. هذا هو الرقم الأعلى للقتلى الفلسطينيين في الضفة منذ العام 2015، حيث قتل في حينه 99 فلسطينياً آنذاك.
31 من القتلى في السنة الحالية هم من منطقة جنين، حيث تقوم إسرائيل هناك بعمليات اعتقال في كل ليلة في إطار عملية “كاسر الأمواج”، التي بدأت عقب سلسلة عمليات إطلاق النار داخل حدود الخط الأخضر في نهاية آذار الماضي، 17 منهم كانوا في مدينة نابلس التي هي إحدى المدن الرئيسية في الضفة الغربية والقريبة من مستوطنات كثيرة. تلاحظ إسرائيل ضعفاً متواصلاً في سيطرة السلطة الفلسطينية على ما يحدث في المدينة، ويزداد الاحتكاك بين سكانها وقوات الأمن الإسرائيلية.
عدد القتلى:
2014 | 2015 | 2016 | 2017 | 2018 | 2019 | 2020 | 2021 | 2022 |
44 | 99 | 76 | 30 | 30 | 21 | 20 | 70 | 81 |
حسب بيانات الجيش الإسرائيلي، جرى منذ بداية السنة 140 حادثة إطلاق نار ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومواطنين إسرائيليين في الضفة، هذا في موازاة السنة الماضية كلها، حيث جرت 61 حادثة إطلاق نار، وهو رقم يشكل بحد ذاته ضعف الرقم من السنة الماضية. إضافة إلى ذلك، أحصى الجيش الإسرائيلي 258 حالة إلقاء عبوات ناسفة على جنود ومواطنين إسرائيليين منذ بداية السنة. ومنذ بداية العام 2022 قتل إسرائيليان في الضفة، أحدهما مواطن أطلق عليه النار وقتل في “أريئيل”، وجندي من وحدة “اليمام” قتل في نشاط عملياتي في جنين. في هذه الفترة قتل 18 إسرائيلياً في عمليات إرهابية داخل الخط الأخضر.
هذا العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين يفسره الجيش بارتفاع في استخدام إطلاق النار ضد الجنود في حالات عمليات الاعتقال في الضفة، وعمليات حماية روتينية ودخول إلى قبر يوسف. في نابلس، مثلاً، نشأ مؤخراً تنظيم جديد باسم “عرين الأسود”، يضم في صفوفه شباباً من تنظيمات فلسطينية مختلفة يشاركون في إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي.
عدد الحوادث:
2018 | 2019 | 2020 | 2021 | 2022 |
33 | 19 | 31 | 61 | 140 |
إياد حداد، باحث “بتسيلم” في منطقة رام الله، قال إن ارتفاع عدد القتلى يجب أن ننسبه قبل أي شيء إلى ازدياد اقتحامات الجيش الإسرائيلي في أرجاء الضفة. “هناك اقتحامات أكثر بصورة كبيرة في مناطق “أ”. ولا يمر يوم دون تقارير عن اقتحامات للجيش لمدن فلسطينية”، قال حداد. وحسب قوله، هناك ارتفاع في عدد حالات إطلاق النار من قبل الجيش على الفلسطينيين، وأيضاً في المواجهات بين الشباب والجنود على مداخل المدن والقرى. وأضاف حداد بأن الجيش تعود على استخدام وسائل غير قاتلة مثل الرصاص المطاطي بصورة قد تتسبب بالموت.
في الأسبوع الماضي، نشرت نتائج تحقيق أجراه الجيش حول إطلاق النار على الصحافية شيرين أبو عاقلة في جنين في أيار الماضي. وجد التحقيق أن هناك احتمالية عالية بأنها أصيبت على يد أحد الجنود. ولكن الجيش قال بأنه لم يتم العثور على إشكالية في أوامر فتح النار أو انحراف في تطبيقها في هذه الحالة. عقب نشر التحقيق، قال نائب المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، فيدنت بتال، بأن الولايات المتحدة ستضغط على إسرائيل من أجل إعادة النظر في أوامر فتح النار.
رئيس الحكومة، يئير لبيد، رد عليه وقال بأنه “لا أحد يمكنه أن يملي علينا أوامر فتح النار في الوقت الذي نحارب فيه للحفاظ على حياتنا. ندعم جنودنا والحكومة والشعب بشكل كامل”. منذ بدء عملية “كاسر الأمواج”، فإن الفترة الأطول التي لم يقتل فيها فلسطينيون كانت وقت زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل. “في حينه، لم تكن هناك أي أحداث قتل لفلسطينيين طوال 18 يوماً، بعد أن ضغط الأمريكيون على إسرائيل لخفض التصعيد أثناء الزيارة”.