أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / حذار من ان نُخدع بالوعود الكاذبة

حذار من ان نُخدع بالوعود الكاذبة

1 ـ افترض انك في جبهة القتال، فمن الطبيعي احتمال الهجوم في اي وقت من الليل او النهار، وان تكون على أهبة الاستعداد  لدفع الهجوم المحتمل من قبل العدو.

وفي هذه الاثناء  تدق ساعة مواجهة الخصم، دون ادنى ترديد بصد هذا الهجومِ. ولكن اي مستوى من الاقتدار و الاستعداد  العسكري تصرفه لصد اعتداء العدو؟

فالقائد المحنك يستطلع المنطقة المعرضة للهجوم لوجستياً ومدى ما يعده العدو من قدرات لهذا الهجوم، ومن ثم يعد العدة من قوات تأتمر بامرته والعتاد الذي لابد من استخدامه وا لمتناسبة مع  ما احضره العدو ساحة المعركة والمتسقة مع اهمية المنطقة التي تتعرض للهجوم.فلماذا؟ اذ لايُستبعد ان تكون حملة العدو من نوع “الحركة المخادعة”، مع تركيزه على منطقة اخرى هي الهدف الاساس  من وراء الهجوم، فلاجل خداع الند  يرسل بعضاً من قواته لمنطقة لا يراها مهمة كي يُبعد قوات الخصم من المنطقة الاساسية وبذلك يزيد من احتمال نجاحه في هجومه المرتقب على المنطقة التي يستهدفها.

إن “الحركة المخادعة” Military deception خطة معروفة في قاموس الحروب التقليدية والحروب غير المتكافئة، وحتى في الحروب الناعمة.

2 ـ والآن افترض  ان العدو قد شن عمليات مخادعة، وما عليك سوى صد الهجوم وملاحقة العدو. فانظر الى هذا المشهد من زاويتين.

فمن جهة تكون الرؤية من منظارك، بانك تمكنت من صد الهجوم  وتستمر في ملاحقة العدو! ومن جهة رؤية العدو، فلست التي تلاحق العدو! وانما هو العدو بذاته الذي  يستدرجك ليبعدك من ساحة المعركة الاساس!

3 ـ وجاء الوقت الذي  أن نختلس النظر من جهة على العناوين العريضة للصحف الصفراء، والقنوات الخبرية لاعداء الثورة الهاربين، واذاعات الحكومات الغربية باللغة الفارسية، وتصريحات بعض ادعياء الاصلاح والاعتدال و…

ومن جهة ثانية نضع في الحسبان المكانة المرموقة للجمهورية الاسلامية، والاقتدار الذي يضرب به المثل والمكتسبات المتوالية للنظام مع شدة الضغوط المفروضة لاعداء الخارج واذنابهم في الداخل و… فما الذي نشهده؟

على سبيل المثال، ففي الوقت الذي اشعلت  زيارة رئيس الجمهورية الايرانية الى سوريا النار في صدور الاعداء الغربيين والعبريين والعرب، نجد التيار المشار إليه والذي لا يريد  رؤية اي من المكتسبات التي يندر مثلها وبعضها لا مثيل لها، بل اكتفى من زيارة رئيس الجمهورية بصورة تجمع الرئيس مع مساعدي واعضاء رئاسة الجمهورية السورية خلال مراسم المعارفة ومن بينهم امرأتان متبرجتان وكالمعتاد وفي اجراء منسق وضمن التعمية  على وقائع زيارة الرئيس التي  جلبت العزة، سلطوا الاضواء على التشويش وتسطير الاكاذيب  ضد سيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية، او بالاثناء  التطبيل لقضية  تسليم عشرات العربات رباعية الدفع لبعض  نواب المجلس او الوزارات ـ والتي مازالت في حالة ضبابية ـ فضخموا الامر وهولوا بعناوين مثل؛ “اُحجية عربات رباعية الدفع”! و”عربات غيت”! و… كورقة لمهاجمة المجلس والحكومة و…

ومن البديهي ان تسليم عربات للنواب خارج السياق القانوني، عمل مشين ويستتبع المحاسبة وحتى المصادرة. الا انه هل ستتحول القضية الى حدث الساعة الاساس؟!

4 ـ ولاجل التوصل الى مدى صدقية بعض ادعياء الاصلاح، وفيما اذا كان مكافحة الفساد بالامر الغريب في قاموسهم، فسنشير الى نموذج من عشرات بل مئات النماذج المشابهة، وهي؛ معدل الخروقات القانونية لمدراء البنك المركزي في حكومة السيد روحاني، الذين انتهت محاكمتهم قبل يومين، والتي تقدر بمبلغ ضخم 6400 مليار تومان.

(وينبغي التاكيد ان الخرق القانوني وليس الاختلاس.. كما حصل في قضية تسليم العربات رباعية الدفع ـ اذا صح الامر ـ خارج السياق القانوني بمثابة خرق قانوني).

واذا صح الامر كما اعلنوا بان سعر هذه السيارات 700 مليون تومان، فان المبلغ المقدر للخرق القانوني  لمدراء البنك المركزي في حكومة السيد روحاني تعادل عدة آلاف  من هذ السيارات. الا ان الصحف الصفراء التابعة لادعياء  الاصلاح قد تنصلوا من هذا الخبر او مروا من عنده مرور الكرام. لماذا؟!

5 ـ بالطبع لا نتوقع من الاعداء في الخارج  واذنابهم في الداخل الذين وصفهم نتنياهو (بالرأسمال الاكبر لاسرائيل في ايران)! الذين مردوا على العداء والحقد ضد ايران الاسلامية وابناء هذا البلد، الا انه من المؤسف ان نشهد ـ ولو قليل جداً ـ انخراط بعض القوى الثورية  من اعضاء المجلس والحكومة في هذه القضية، والذي يتزامن مع عدم الالتفات الى الامور الاساس!

والجدير ذكره ان الامر ليس في  المرور دون الاعتناء  لجانب هذه القضية بل ينبغي ان لا يكون معدل وحجم الاهتمام بها حائلا دون الالتفات الى المسائل الاساس المطروحة وفي هذه الحالة سيكون الدخول في مخطط العدو المخادع.

6 ـ ولطالما اشار  سماحة قائد الثورة ومنها قبل اسبوعين (في خطبة صلاة عيد الفطر) الى خطر التهميش وتداعياته السيئة. ففي رؤية فاحصة شدد سماحته على “ستراتيجية مهمة اخرى، وهي الانكباب على حل الامور وعدم الانشغال بالهوامش.

فالامور الهامشية لطالما تُختلق، وليس الامر دائما من قبل العدو، ففي بعض الاحيان هي بسبب الغفلة او لاسباب مختلفة ودوافع مختلفة، يتم خلق هوامش على جوانب امر او حركة او شخص او مدير، فينبغي عدم الانشغال بمثل هكذا هوامش. وعلى الشعب ان لا يعتد بهذه الهوامش كما على المسؤولين ان لا يشغلوا انفسهم، فعلى الجميع ان يركزوا  على الامور الاساس في البلد”.

7 ـ وبالتالي، لا يستبعد ان يتجه بعض الاخوة الاعزاء الثوريين في المجلس او الحكومة، صوب السراب او قد اتجهوا.

ومن المناسب هنا التلميح ببيت للشاعر حافظ الشيرازي، يقول:

الوصال صعب  في بادية العشق

حذار من ان نُخدع بالوعود الكاذبة

عن خاکسار

شاهد أيضاً

وزير الخارجية الايراني يلتقي نظيرته الاندونيسية

التقى وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان”، نظيرته الإندونيسية ريتنو مارسودي، على هامش اجتماع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *