أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / العلاقات التركية-السعودية.. تقارب مهزوز تفرضه المصالح

العلاقات التركية-السعودية.. تقارب مهزوز تفرضه المصالح

ان أنقرة بحاجة إلى ترتيب أوراق اقتصادها من خلال تغيير مقارباتها الإقليمية والتقارب مع دول كانت علاقاتها بهم تمر بمرحلة توتر، ومن هنا يبدو ان السعودية وتركيا يمكنهما السير على خطى وضع الخلافات السابقة جانبا واستئناف علاقاتهما في جميع المجالات. إذ نشرت أخبار في الأيام المنصرمة حول محاولات قطر في التوسط بين الرياض وأنقرة وعقد لقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس التركي، وتأتي هذه المحاولات بالنظر إلى مكانة تركيا في الكتلة الغربية طيلة السنوات الماضية التي حاولت ان تقوم بتغيير مقارباتها نحو الشرق وإحداث تغييرات في علاقاتها بالغرب كي تقلل من ممارسة الغرب الضغوط عليها.

ذلك ان بعض الممارسات التي انتهجتها أنقرة في السياسة الخارجية كانت قد أثقلت كاهلها اقتصاديا وعلى سبيل المثال فرضت العلميات العسكرية التي قامت بها تركيا خارج حدودها، عليها تكاليف مالية كبيرة، ومنها دعم حركة الإخوان المسلمين، إذ أدت إلى ظهور توترات في علاقاتها بكل من السعودية والإمارات ومصر، وفي ظل هذه الظروف يبدو ان تركيا بحاجة إلى ترتيب أوراقها اقتصاديا وعليه فأنها قامت بتغيير مقارباتها إقليميا وخاصة مع الدول التي كانت تعيش في حالة توتر معها.

ومن هذا المنطلق وبعلمها بان الدول الغربية لا تعد حليفا يمكن الوثوق به، مالت تركيا نحو الدول التي كانت تعيش في توتر سياسي معها، وتحاول الاقتراب منها، وهذا ما ظهر في زيادة ولي العهد الإماراتي إلى تركيا وإنشاءه صندوق استثماري في تركيا، لكن في الجانب الآخر نرى بان هناك أصوات داخل تركيا احتجت على تلك الزيارة ذلك أنها ترى بان الإمارات شاركت في الانقلاب العسكري بعام 2016 الذي أراد الإطاحة بحكومة أردوغان.

في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها تركيا، فإنها بحاجة وبغية الخروج من الوضع المتدهور الاقتصادي الراهن التي تمر به، للقيام بإصلاح علاقاتها بدول المنطقة، ومن جهة أخرى فان السعودية بحاجة إلى إصلاح سمعتها عالميا والخروج من الأزمات السياسية، لهذا تريد استئناف العلاقات مع دول المنطقة ومنها تركيا، وكما أفادت بعض الأخبار بان من شروط بن سلمان لاستئناف العلاقات بين السعودية وتركيا هي عدم الحديث عن جريمة السعودية في قضية اغتيال الصحفي المعارض خاشقجي بأي حال من الأحوال.

من جهة أخرى فان التوترات بين تركيا والسعودية ليست من صنف التوترات التي لا يمكن حلها، فان استئناف العلاقات لا يعني حلحلة جميع المشاكل جذريا، لكن بالنظر إلى الإنجازات الاقتصادية والسياسية المترتبة على تلك العلاقات، بالإمكان وضع خلافات النظر جانبا كما شاهدنا هذا الأمر مؤخرا في العلاقات بين تركيا ومصر.

أخيرا وليس آخرا فان هناك هواجس مشتركة تجمع بين تركيا والسعودية وهي علاقاتهما بالولايات المتحدة، ولهذا فإنهما بحاجة إلى التقارب وتوحيد الصفوف، وإزالة التوترات حتى لو كان مؤقتا، هذا وان تأثير علاقات البلدين على ملفات وقضايا دولية يتوقف على نتيجة اللقاءات التي سوف تتم بينهما واستعدادهما حول تقديم التنازلات للطرف الآخر، فالمهم لهما هو مصالح البلد، وليس لديهما أسس ثابتة في السياسة الخارجية.

عن خاکسار

شاهد أيضاً

كاريكاتير… معاقبة الكيان الصهيوني على الطريقة الأمريكية

 ردت صحيفة القدس العربي على سياسات أمريكا المنافقة تجاه الكيان الصهيوني بنشر رسم كاريكاتوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *