أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار / هذه الحرب ليست حربنا

هذه الحرب ليست حربنا

هذه الحرب ليست حربنا، إنها عبارة أطلقها مواطن أوكراني، ربما خطرت في بال ملايين الأوكرانيين، إذ ان أوكرانيا قد تورطت في حرب يرى الكثيرون بأنها تعود إلى التنافس المتبقي من فترة الحرب الباردة بين الغرب والشرق ولعبة الانتقام بين القوتين العظيمتين من بعضهما البعض، لكن ما يظهر اليوم في البروباغندا الإعلامية الغربية هو صناعة البطل المزور من زيلسسكي وإثارة مشاعر الشعب الأوكراني لمواجهة روسيا، حتى تفرض عليها مقولة هذه الحرب هي حربكم، بينما يعرف الجميع بان هذه الحرب هي حرب عزف على أوتارها أمريكا وحلفاءها الغربيين، للوقوع بفلاديمير بوتين.

انه من السهل صناعة الأبطال من الشخصيات لوسائل الإعلام الغربية، ذلك أنهم يمتلكون الآليات وتعلموا جيدا كيف يوجهون الرأي العام، غير أنهم قد دمروا أوكرانيا بمحاولات تحويل زيلنسكي بطلا. إذ لقي آلاف الناس حتفهم، وتم تشريد الملايين الآخرين وليس من الواضح إلى متى تستمر هذه الحرب؛ لشهور أم لسنوات؟

ان الحرب مدمرة وكارثية، وتقضي على كل شيء، ووسط ضجيج السياسيين في الغرب، لا يتعرض إلى ظلم الحرب ودماره سوى الشعب الأوكراني، فأنهم يرون بأم أعينهم تدمير البنى التحتية الاقتصادية والعسكرية لبلدهم ومقتل أبناء وطنهم، ومن جهة أخرى يجب إضافة تشريدهم إلى قائمة تلك المعاناة المستمرة. فهذه المرة أصبحت أوكرانيا معسكرا للشرق والغرب.

وكما تمر اليوم أوكرانيا بها من حرب مدمرة، قد جربتها أفغانستان قبل أربعة عقود، إذ عانى الشعب الأفغاني من ويلات حرب استمرت إلى أكثر من أربعة عقود ومازالت، وتحولت إلى أطول حرب في القرن الواحد والعشرين، كما كانت أطول حرب في تاريخ أمريكا، حرب لم تكن حرب الشعب الأفغاني والجميع يعلم هذا والتاريخ يؤيد قولنا هذا.

ان استمرار الحرب في أوكرانيا واستمرار الهجوم الروسي عليها، يشكل الهدف الرئيس لأمريكا والدول الغربية، فأنهم مستعدون لدفع تكاليف باهظة، وتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حتى لا تضع الحرب أوزارها، فان حديث وسائل الإعلام عن ارتفاع شعبية زيلنسكي إلى 90 بالمائة يبين بأنها ليست إلا حربا مزورة، وخدعة والكل يعرف بان الشعب الأوكراني يعاني من حرب مفروضة عليه، وربما لو سألت أي مواطن أوكراني قبل اندلاعها، بأنك هل مستعد ان تخوض هذه الحرب فلم يكن أحد يؤيد هذه القضية.

العقوبات تفرض على روسيا، لكن من الواضح بان بوتين لا يتعرض إلى أي ضرر، وان الشعب الروسي هو من يدفع تكاليف هذه العقوبات، وعلى غرار الشعب الأوكراني فانه من يتحمل كوارث هذه الحرب، ففي عالم السياسة ليس الشعب إلا آلة، وإنما الهدف هو الذي يبرر الوسيلة، وكأن السياسيين غربا وشرقا لم يتعلموا من السياسة إلا هذه القاعدة وهذا الدرس.

يريد الغرب ان يحول أوكرانيا إلى مستنقع لروسيا، كما حدث قبل أربعة عقود، وأدى إلى تحمل الاتحاد السوفيتي هزيمة مذلة، فخرج من أفغانستان مضطرا، والنتيجة كانت انهيار جدار برلين، وانهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية المطاف، واليوم تريد أمريكا ان تحل ببوتين وروسيا ما حل بالاتحاد السوفيتي.

ان أهم الفوارق بين أفغانستان وأوكرانيا هو انه في أفغانستان لم يتحمل الاتحاد السوفيتي الخسارة فحسب بل تحملت أمريكا خسارة مذلة، غير انه ليس من الواضح من الذي الحق الهزيمة بأمريكا، فالكثير من السياسيين والعسكريين في أمريكا يعترفون بهذه الهزيمة، غني عن القول بان طالبان تفتخر بأنها هزمت أمريكا، لكن الجميع يعرف بان طالبان لم يكن بوسعها إلحاق الهزيمة بأمريكا لوحدها، غير انه في قضية هزيمة الاتحاد السوفيتي، كان من الواضح بان أمريكا هي الطرف الرئيس وهي التي ألحقت الهزيمة بالاتحاد السوفيتي، لكن هذا الأمر قد انتهى إلى القضاء على بلد ومعاناة ثلاثة أجيال في حرب مدمرة، ولا احد يعرف إلى متى تستمر هذه الحرب؟

على زيلسنكي ان يعي بان الحرب هذه، ليست حربه ولا حرب الشعب الأوكراني، ويجب ان يتخلص منها بأسرع وقت، وعدم الانجرار وراء خدع السياسيين والإعلام الغربي، ذلك انه في اليوم من الحرب قد اعترف بأنه والشعب الأوكراني قد بقوا وحيدين في هذه الحرب ومع ان الشعب الأوكراني تعرض إلى أضرار فادحة، لكن مازال هناك فرص لإجراء المفاوضات، وعلى الرئيس الأوكراني ألا يسمح ان تتحول أوكرانيا إلى أفغانستان في حرب ليست حربه ولا حرب الشعب الأوكراني.

المصدر: صحيفة شرق

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

عن خاکسار

شاهد أيضاً

مخبر: العلاقات الايرانية الصينية استراتيجية وتتوسع بناء على المصالح والاحترام المتبادل

في لقاء مع شي جين بينغ؛

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *